الاسد في باريس: من العزلة الى التكريس الدولي

> باريس «الأيام» هنري معمرباشي :

> حقق الرئيس السوري بشار الاسد الذي كان حتى الامس القريب معزولا من قبل الاسرة الدولية، عودة باهرة الى الساحة الدولية في نهاية الاسبوع الجاري في باريس حيث سمع اشادات بدور سوريا وعقد عددا من اللقاءات.

وبعد ان كان نجما بلا منازع أمس الأول عندما استقبله الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في قصر الاليزيه، عقد الاسد سلسلة من اللقاءات الثنائية أمس الأحد.

ثم شارك مبتسما في القصر الكبير (غران باليه) في اطلاق الاتحاد من اجل المتوسط بحضور رؤساء دول وحكومات اكثر من اربعين دولة.

واستقبل الاسد على التوالي في الفندق الذي يقيم فيه في باريس الرئيس اللبناني ميشال سليمان في ثاني لقاء بينهما خلال اقل من 24 ساعة، والامين العام للامم المتحدة بان كي مون ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان.

وتقوم تركيا التي عززت علاقاتها مع دمشق في السنوات الاخيرة، بمهمة وساطة بين اسرائيل وسوريا اللتين بدأتا في ايار/مايو محادثات غير مباشرة بينما ما زال البلدان في حالة حرب رسميا منذ 1948.

وتناول الرئيس السوري الذي بدا سعيدا، العشاء مساء أمس الأول بهدوء مع زوجته واولاده في مطعم راق في حي الاوبرا قرب الفندق الذي ينزل فيه.

وكان قد حصل قبل ساعات من ذلك على شبه تكريس، على الارجح بسبب دوره في تسهيل انتخاب رئيس للبنان في ايار/مايو وتشكيل حكومة وحدة وطنية الجمعة.

واعلن ساركوزي انه سيزور في النصف الاول من ايلول/سبتمبر المقبل سوريا التي لم يتوجه اليها رئيس فرنسي منذ 2002، مشيدا "بالدور الاساسي" لسوريا في عملية السلام في الشرق الاوسط.

كما وصف ساركوزي الاعلان عن اقامة علاقات دبلوماسية قريبا بين لبنان وسوريا للمرة الاولى منذ ستين عاما بانه "تاريخي".

وعبرت واشنطن وعواصم اوروبية اخرى فورا عن ارتياحها لهذا القرار.

وساهم تطور العلاقات بين دمشق وبيروت في انهاء التوتر في العلاقات بين سوريا وفرنسا منذ اربع سنوات.

وبلغ هذا الخلاف اوجه باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في 2005 الذي اشار تحقيق دولي الى احتمال تورط مسؤولين امنيين سوريين ولبنانيين فيه.

ونفت سوريا باستمرار تورطها في قتل الحريري لكن هذا لم يمنع الغربيين من فرض عزلة عليها خصوصا بوقف اتفاق للشراكة بين سوريا والاتحاد الاوروبي مع انه جاهز منذ سنتين.

وفي اعلان مشترك فرنسي سوري، اكد ساركوزي التزامه بدء اجراءات لتوقيع هذا الاتفاق.

وكلفت العزلة التي فرضت على سوريا -- بسبب دعمها لايران ايضا -- دمشق ثمنا كبيرا خصوصا في السنوات الاخيرة.

وقامت دمشق بتقارب مع دول مثل الصين وروسيا وخصوصا ايران وتركيا "القوتان الاقليميتان اللتان يمكن الاعتماد عليهما" حسبما ترى دمشق.

وفي هذه المرحلة، من غير الوارد لدى دمشق ان تبتعد عن ايران التي تثير سياستها النووية خصوصا قلق القوى الغربية واسرائيل.

وكان الاسد صرح قبل زيارته لباريس لصحيفة "لوموند ديبلوماتيك" ان "موقف سوريا اسىء فهمه وشوهت مواقفنا. لكن الاتفاق مع لبنان اعاد الناس الى الواقع. يجب الاعتراف باننا جزء من الحل في لبنان وكذلك في العراق وفلسطين". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى