كيف نفهم الحادث المشؤوم؟

> «الأيام» فيصل محمد عبده / عدن

> الزمن/ 4:30 عصرا - المكان/ مديرية الشيخ عثمان، تحديدا على مقربة مسجد النور، النتيجة مقتل 7 ، وإصابة 6 أفراد - التنفيذ/ مواطن يدعى ( ع.أ.ن.ح ) - المهنة / بائع.

هذا الحادث عند العامة اتصف بالجريمة البشعة، ولا يعتبر كحادث يدخل في إطار الحوادث العرضية التي أدت إلى وقوعه.

مثل هذه الحوادث أو الظاهرة التي نعانيها اليوم وتتكرر هنا أو هناك لا يمكن عزلها عن محيطنا الاجتماعي مهما كانت نتائجها مؤلمة.

إذا مارجعنا إلى الماضي البعيد أو القريب منه، وتتبعنا سير الحياة اليومية للناس فإننا لن نجد إطلاقا مثل هذه الحوادث أو الظاهرة هذه التي برزت في هذه المرحلة، لأن الناس بمن فيهم أفقرهم يعيش حياة طبيعية مستقرة لم يحس أو يلمس أي شكل من أشكال القهر والظلم بمختلف أشكاله وأساليبه من قبل الآخرين.

من هنا يمكننا فهم هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا، والتي لا يمكن فصلها عن سياقها التاريخي في هذه المرحلة، والتي سترتفع وتيرتها كلما ازدادت أوضاع الناس الاقتصادية سوءا، واتسعت الهوة بين أفراد المجتمع، وازداد الشعور بالقهر والظلم بمختلف أشكاله دون أن تضع اعتبارا لإنسانية الإنسان.

ومن هذا المنطلق إن مثل هذه الحوادث ماهي إلا انعكاس لسياسة دولة في مختلف مناحي الحياة، وقد جاء هذا الحادث بكل مأساته وفظاعته تعبيرا عن الرفض لأشكال امتهان الكرامة، وعن أزمة نفسية وصل إليها الإنسان، وهي المحصلة النهائية التي تعبر عن الرفض للواقع، والوضع الذي وصل إليه.

وهو بهذا الشكل يمثل ترجمة سلبية عن المعاناة الحقيقية لمن قام بتنفيذها، ونحن نتحدث عن هذه المأساة الظاهرة ما أحوجنا إلى القيام بدراسات ميدانية لفهم وتقييم الحادث من قبل ذوي الاختصاص في مجال علمي الاجتماع والنفس، ووضع نتائجها بين أيدي الساسة والمثقفين والمجتمع من أجل تجاوز هذه المأساة باعتبارها ظاهرة خطيرة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى