أنصاف كتاب!!

> «الأيام» زكريا محمد محسن:

> للأسف الشديد إننا بحكم المعرفة والقرابة تتيح الفرصة أمام أنصاف الموهبين ونقف بجانبهم في الوقت الذي نوصد جميع الأبواب أمام الموهبين الحقيقين أصحاب العقول النيرة والمواهب الفذة، لأن معايير الإبداع لدينا : (المال، السلطة، المعرفة، الوساطة)، وخير شاهد تلك الأقلام التي استطاعت بمالها، وربما بعلاقاتها أن تظهر على حين غرة، إلا أنها تلبث أن اختفت سريعا، فكان ظهورها واختفاؤها كوميض البرق لأن ذلك لم يكن بالموهبة والجدارة ..!! .

وهذا ليس في بلادنا فحسب، بل في سائر بلاد (العرب) !!، فهذا أدونيس الكاتب المعروف يقول بأنه كان يبعث قصائده إلى المجلات الأدبية باسم علي أحمد سعيد( اسمه الحقيقي) فيصاب بالخيبة من عدم نشرها وعندما كتب باسم (أدونيس) نشرت سريعا!! .

وعن بعض الأسماء الكبيرة في بلادنا -حسب ما جاء في أحد المقالات المنشورة في ملحق الثورة الثقافي عدد ( 13957 ) الموافق 27/ يناير/ 2003م- يقول أحد المحررين الثقافين بأنه كثيرا ما يصطدم بأحدهم، وقد امتلأ نصه المكتوب بالأخطاء الإملائية والنحوية، فيظل يعدل الأخطاء كلما جاءته من هذا الكبير الذي ظهر اسمه أكثر من ثلاثين عاما..!!.

وهذا بالضبط ما أكده الأديب المعروف ( سالم الزمر ) في مقالته ( الأديب المزور) التي نشرت في مجلة الصدى الإماراتية سنة 2003م، أيضا حيث يقول :« يقسم أحد المصححين في إحدى جرائدنا العربية إن ما نقرؤه للمسمى الأديب الشاعر الزاوية فلان من أعمدة ثقافية في الصفحة الثقافية بتلك الجريدة التي يعمل بها المصحح هي مقالات مزورة، يعلم بتزويرها صاحبها، وهو راض بذلك، مستمتع بتزويرها أوقل بتزويقها بأيدي المصححين الذين ترد إليهم تلك المقالات، وهي مشوهة ركيكة اللغة، ضعيفة الأسلوب، تطفح بالأخطاء الإملائية واللغوية»!!.

ويضيف الزمر بحسرة أكثر :«فما أعجب هذا الزمان الذي أصبح فيه كل شيء ممكنا وسهلا، لاسيما في عالم الكتابة والكتاب، إنه زمان الشهادات العلمية في كل شيء إلا في الثقافة والأدب، فإنك مثلا لا تستطيع أن تكون طبيبا لمجرد كتاباتك عن الأمراض، ولكنك بمجرد كتابتك في الشؤون الثقافية عموما ستصبح كاتبا بشهادة عظيمة هي الصحف والمجلات التي أبرزتك، وفتحت لك بابها لسبب أو لآخر، لأنك غني تغدق على الصحيفة أو صاحب منصب أو صاحب المشرق الثقافي أو صاحب رئيس التحرير أو صاحب كتابة مجانية لا ترجو مقابلا على كتابتك أو صاحب توجه مواقف لأهواء الصحيفة ..فصاحب من شئت وكن كاتبا !!».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى