تعديلات السلطة.. صادقة أم مراوغة

> «الأيام» جلال شاجع العتيقي:

> تعودنا ما بين فترة وأخرى أن تقوم السلطة بتغيير وزير أو محافظ أو أحد المسؤولين الكبار بالدولة. فلو قسنا المنجزات التي حققها معظم مسؤولينا أيا كان مجالات عملهم أو مدة خدماتهم نجد أن منجزاتهم لم تر النور- إن لم تكن سرابا- ولم يقدموا شيئا يفي بمتطلبات المواطن البسيط، ولم يستفد منها لرفع من مستوى دخله المعيشي.

ولا أعني بقولي جميع المسؤولين حتى لا أظلم البعض منهم، فهناك من كان ولا يزال يعمل بإخلاص، وأهدافه تصب في خدمة المواطن إلا أن بعضهم لم يوفقوا في تحقيق أهدافهم.

السلطة لها وجهة نظرها في تقييمها للأمور، حيث ترى أنها الوحيدة التي تصنع المنجزات لشعبها، ونحترم وجهة نظرها ولا ننكر ما أنجزته، لكن ليس كما هو مطلوب، حيث أنها قد بالغت فيما تروجه، في اعتقادي أراها أنها قد بدأت تفقد السيطرة، وتعمل عكس ما تقوله في مشاريعها المخططة، خصوصا في خطابها ووعودها مع قرب الانتخابات أو في المناسبات الوطنية، فترفع شعاراتها في تحقيق تنمية شاملة، لتجعلنا نحلم بأن الأمور تسير وفق ماهو مخطط، في الحصول على كل ما يتمناه المواطن من خدمات ورعاية صحية وتحسين مستواه المعيشي، إلا أننا نصطدم بواقع مغاير ما بعد الانتخابات من تلك الوعود السرابية.

ولم يعد حالنا سوى مجرد تدهور، فرأت السلطة من منظورها أن تقوم بتعديل قانون السلطة المحلية من خلال إجرائها انتخابات للمحافظين وأمناء المحافظة، في سعيها للحد من المركزية، كون أن هذا المطلب قد دعته جميع الأحزاب والمجتمع المدني، إلا أن هذه الخطوة نعتبرها جيدة بدفع عجلة الديمقراطية والتنمية إلى الأمام في المستقبل القريب والكثير من المنجزات التي طالما حلمناها بها منذ فترة ليست بقصيرة، لا نعرف هل السلطة تهدف من هذه التعديلات بغرض المراوغة.

ومع كل هذا وإن صدقت السلطة بوعودها في إعطاء المحافظ كافة الصلاحيات.

فإننا بحاجة إلى محافظين صارمين في اتخاذ قراراتهم وتنفيذها على أرض الواقع لتصب في صالح المواطن.

أتمنى أن يبدأ كل محافظ بالضغط على مكاتب الوزارات والجهات ذات العلاقة في تسيير وتسهيل عمله حتى يقدم لمواطني محافظته كافة الخدمات، كما ينبغي عليه ومن معه من فريق العمل في المحافظة بالقضاء على الفساد بكافة أشكاله، وتوفير فرص العمل لأبناء المحافظة، ويساعد سير معاملات المواطنين، ويخدم عجلة التنمية بالمحافظة.

عبر «الأيام» أوجه سطوري إلى الأخ د.عدنان الجفري محافظ عدن أن يبذل قصار جهوده في إزالة كافة المظالم، ويحقق رغبة أبناء محافظة عدن في الحصول على مطالبهم في تحسين أوضاعهم، وتوفير فرص العمل، أقول هذا باعتبار أن الأخ المحافظ مشهود له بالنزاهة ونحن على ثقة، أتمنى أن يغتنم الفرصة في إثبات جدارته، ويتحدى الصعوبات، ويثبت للآخرين بأن منصبه ليس مجرد أداة يحركها الآخرون لتلبية مطالبهم وبقاء نفوذهم في عدن، بل عليه أيضا أن يتخذ القرارات الحاسمة لخدمة عدن وازدهارها.

فإذا رأى الأخ د.عدنان الجفري أنه إذا لا يستطيع أن يتخذ القرارات لخدمة المحافظة وأبنائها، فإنني أناشده الاستقالة لحفظ ماء وجهه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى