ايران للقوى الكبرى.. لا مزيد من المحادثات لتقديم تنازلات

> فيينا «الأيام» مارك هاينريك :

> ذكرت رسالة ايرانية سرية سربت أمس الثلاثاء ان إيران أبلغت القوى الكبرى أنها لن تدخل في مزيد من المحادثات من أجل تقديم "تنازلات" بخصوص برنامجها النووي لكنها ترغب في التفاوض بخصوص اتفاق أوسع بشأن السلام والأمن.

أرسل الخطاب في الرابع من يوليو تموز ونشره موقع مجلة فرنسية أسبوعية على شبكة الانترنت وأكدته مصادر دبلوماسية وهو يمثل الرد الايراني على حزمة حوافز محسنة عرضتها القوى الكبرى الست وتهدف لوقف برنامج لتخصيب اليورانيوم تخشى تلك القوى أن يكون ستارا لصنع أسلحة نووية.

وتجاهل الرد السري مطلب القوى الست وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين لإيران بتعليق تخصيب اليورانيوم مقابل حزمة الحوافز لكنه أوضح أن هذا الامر غير قابل للتفاوض.

وقالت النسخة الانجليزية من الخطاب الذي جاء في ثلاث صفحات والموقع من وزير الخارجية منوشهر متكي "ليست لدينا النية لتغيير هذا النهج" في إشارة إلى سعي طهران لصنع الوقود النووي.

وتقول إيران إنها ترغب في تخصيب اليورانيوم من أجل توليد الكهرباء فقط لكن برنامج التخصيب دفع الأمم المتحدة لفرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية بعدما أخفت إيران البرنامج في الماضي في حين تواصل عرقلة عمليات التفتيش من قبل الأمم المتحدة والرامية للتحقق من أن طبيعة النشاط النووي سلمية بالكامل.

وكتب متكي يقول "لقد انتهى وقت التفاوض من موقع عدم المساواة الذي ينطوي على تقديم تنازلات" مشيرا إلى "انعدام ثقتنا (بسبب) السلوك الذي ينطوي على ازدواج في المعايير لقوى كبرى معينة" والمتأصل في العقلية الاستعمارية لما بعد الحرب العالمية الثانية.

واضاف الخطاب "لقد تغير العالم... أعد الشعب الايراني خططا لتقدم بلادهم دون طلب المساعدة من آخرين."

ولم يتطرق متكي الي من الحوافز التي وردت في الحزمة المعدلة.

كما تجاهل مقترح القوى الكبرى لتخفيف الأزمة بشأن الشروط المسبقة للمفاوضات والذي بموجبه تجمد إيران التوسع في تخصيب اليورانيوم لستة أسابيع مقابل تجميد اتخاذ خطوات لفرض مزيد من العقوبات من أجل إطلاق "مفاوضات تمهيدية".

غير أن الفكرة لم ترق لإيران لأن القوى الكبرى لا تزال تصر على التعليق الكامل مقابل حزمة الحوافز برمتها.

وجدد متكي التأكيد على موقف ايران القائل بأن الضغوط عليها لوقف البرنامج "غير مشروعة" لأن مفتشي الأمم المتحدة لم يعثروا على أي أدلة على تحويل نشاط التخصيب إلى صنع أسلحة.

لكن خطابه أشار إلى "أوجه شبه عديدة" بين اقتراح إيراني في مايو ايار من أجل حوار شامل وهو الاقتراح الذي تجاهل أيضا قضية تعليق التخصيب وبين عرض الحوافز الذي قدمته القوى الكبرى وقال إنه يمكن بدء مفاوضات موسعة على هذا الاساس.

واعتبر أن مثل هذا الحوار الشامل وحده هو ما يمكن أن يفضي إلى سلام وأمن دائمين في الشرق الأوسط وما وراءه.

وفوضت القوى العالمية خافيير سولانا المنسق الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي لاستئناف المحادثات مع إيران يوم السبت في جنيف لاستكشاف أي مرونة من جانب طهران.

وقال دبلوماسي أوروبي معتمد لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية "جاء نص الرد الايراني إلى حد كبير عند أدنى مستوى لتوقعاتنا. إنه غير مفيد حقا.

"قد يكون الأمر هو أن الخطاب موجه بشكل أكبر إلى مستمعين محليين وأنهم من الممكن أن يقولوا شيئا مختلفا للآخرين. سيتطلع سولانا في جزء من مهمته لمعرفة ما إذا كانت إيران أكثر استعدادا للانخراط في .. تجميد مقابل التجميد.. بصورة مبدئية لحل الازمة في هذه العملية."

(شارك في التغطية كريسبيان بالمر في باريس) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى