العميد الداعري: القضية الجنوبية أضحت اليوم أكثر وضوحا وحقيقة ساطعة لايمكن تجاهلها

> ردفان «الأيام» خاص:

>
أكد العميد قاسم الداعري رئيس جمعية المتقاعدين العسكريين والأمنيين والمدنيين بمديريات ردفان محافظة لحج أن «القضية الجنوبية قد أضحت اليوم أكثر وضوحا وحقيقة ساطعة لا يمكن تجاهلها بعد أن حققت رواجا كبيرا وانتشارها على كافة الأصعدة الإقليمية والعربية والعالمية وذلك من خلال تصاعد الفعاليات الاحتجاجية السلمية في كل مدن وقرى الجنوب، والتي حظيت باهتمام معظم وسائل الإعلام المحلية والعربية والإقليمية، والزج بكوكبة لامعة من أبرز نشطاء الرأي في السجون المختلفة ولفترات متفاوتة وتقديم المئات منهم أمام أجهزة القضاء والنيابة واستشهاد وجرح العشرات من أبناء الجنوب وغيرها من الممارسات والأحداث التي تصب في قالب القضية الجنوبية بمشيئة الله ثم إرادة أبناء الجنوب».

وأضاف العميد الداعري في كلمته، التي ألقاها في المهرجان الجماهيري الحاشد الذي نظمه مجلس تنسيق الحراك السلمي بمديرية حبيل جبر بردفان صباح أمس احتجاجا على المحاكمات الجارية لرموز ونشطاء الحراك السلمي الجنوبي:«لقد سمعنا عما يدور في الأفق السياسي هذه الأيام فيما يخص الانتخابات وحتى نكون واضحين وصريحين فإننا من هنا ومن ردفان الأبية، من أحد مواقع العمق الاستراتيجي للحراك الجنوبي نؤكد بأن ذلك المشروع السلطوي القديم الجديد المسمى بالانتخابات لم يعد يهمنا ولم يكن لنا فيه لا ناقة ولا جمل، وإن أهداف القضية السامية التي سالت دماء أبناء الجنوب من أجلها هي قضية الجنوب باعتبارها قضية سياسية بامتياز.

ولم ولن نسمح بأن تكون تلك الدماء وتلك القضية وسيلة للمقايضة والمساومة من قبل أشخاص أو هيئات أو أحزاب مهما كانت معتبرين بأن الاستحقاق الأول والوحيد لنا هو الاعتراف بالقضية الجنوبية».

وأشار إلى أن «ما قدمه ويقدمه أبناء الجنوب من تضحيات على طول وعرض المحافظات الجنوبية لهو إيعاز إنذاري وصيحات مدوية إلى السلطة، ومن يدور في فلكهم مفادها التأكيد بأن عهد الظلم والبطش والنهب والسلب قد ولى».

ودعا العميد الداعري في ختام كلمته «كل أبناء ردفان إلى المشاركة في إنجاح اللقاء الموسع لأبناء ردفان قاطبة دون استثناء والذي دعت إليه أسر الشهداء والجرحى والمعتقلين المزمع إقامته في 2008/7/20م».

وألقي في المهرجان العديد من الكلمات والقصائد الشعرية والعديد من برقيات التضامن التي وصلت إلى المهرجان.

كما ألقى الأخ محمد ثابت صالح رئيس مجلس تنسيق الحراك السلمي بمديرية حبيل جبر البيان الصادر عن المهرجان، الذي جاء فيه:«في الوقت الذي تعيش فيه معظم مدن وقرى الجنوب عامة وردفان خاصة حالة الطوارئ غير المعلنة وانتشار للقوات العسكرية والأمنية المعززة بمختلف أنواع الأسلحة والنقاط العسكرية على مداخل ومنافذ المحافظات والمديريات واستمرار القمع وضرب الاعتصامات والمسيرات السلمية المكفولة دستوريا وقانونيا واعتقال وملاحقة الناشطين السياسيين في الحراك السلمي الجنوبي والزج بهم في معتقلاتها، وفي ظل التماطل واللامبالاة التي تبديها السلطة جراء جرائم القتل العمد التي ارتكبتها أجهزتها الأمنية ضد الأبرياء من أبناء الجنوب في محاسبة مرتكبي هذه الجرائم البشعة لينالوا جزاءهم العادل، إذا بها تزج بالمئات من نشطاء ورموز الحراك السلمي في غياهب السجون وفي الزنازين الانفرادية وإقامة لهم محاكمات لا تمتلك أدنى شروط الشرعية والعدالة».

وأشار البيان إلى أن هذا «الاعتصام السلمي يقام احتجاحا واستنكارا للمحاكمات التي تجريها السلطة للنشطاء ورموز الحراك السلمي وفي مقدمتهم المناضلان حسن باعوم وعلي منصر ورفاقهما وفي الوقت الذي تعيش فيه ردفان ظروفا استثنائية أنتجتها السلطة التي لازالت تكابر على ما فعلته في ردفان».

وتساءل البيان «من الذي قتل أبناءنا: الشهداء عبدالناصر حمادة وشفيق هيثم وفهمي الجعفري ومحمد نصر والذين لايزال قتلتهم يسرحون ويمرحون؟ من الذي زج بأبنائنا في غياهب السجون المظلمة في صنعاء وهم علي منصر وحسين البكيري وعيدروس الدهبلي وناجي العربي ومحمود حسن زيد وعبدربه راجح وفارس محمد صالح ونصر محمد صالح وعلي محمد سالم الذي مايزال محتجزا في سجن الأمن السياسي بعدن؟ وننتهز هذه الفرصة لنحيي صمودهم وشموخهم إزاء المحاكمات والمعاملات غير الإنسانية التي يتعرضون لها كما نقف إجلالا وإكبارا لكل شهداء وجرحى النضال السمي الجنوبي الذين سقطوا من أجل القضية الجنوبية، ونجدد العهد لهم بمواصلة النضال السلمي حتى تنتصر قضيتنا ونعاهدهم بأن دماءهم الزكية أمانة في أعناقنا».

وأكد البيان على ضرورة الوقف الفوري لمحاكمات رموز ونشطاء الحراك السلمي الجنوبي «باعتبارها محاكمات غير شرعية وغير عادلة والإفراج الفوري عنهم والكف عن ملاحقة النشطاء ورفع القوات العسكرية المنتشرة في ردفان وبقية مدن الجنوب والاعتراف بالقضية الجنوبية اعترافا كاملا غير مشروط وإن المماطلة بعدم الاعتراف بها سيدفع باتجاه تأزيم الوضع وتعقيده أكثر.

وندعو جميع المنظمات الإنسانية والحقوقية المحلية والإقليمية التدخل لوقف محاكمات رموز ونشطاء الحراك الجنوبي ووقف الانتهاكات التي تقوم بها السلطة تجاه الفعاليات السلمية، كما نعلن تضامننا اللامحدود مع أخواننا المعتصمين في مخيمي طور الباحة وجحاف حتى ينال القتلة جزاءهم العادل، ونبارك الدعوة التي وجهتها أسر الشهداء والجرحى والمعتقلين لعقد لقاء موسع لكل أبناء ردفان، وندعو جميع أبناء ردفان إلى الحضور للمشاركة الفاعلة في هذا للقاء». وحذر البيان «السلطة من مغبة الاستمرار في تضييق الخناق على أبناء ردفان من خلال نشر قواتها ونقاطها العسكرية على مداخل ومنافذ المديرية، ونحمل السلطة أي تبعات لذلك».

وقد خرج المشاركون بعد نهاية المهرجان في مسيرة سلمية حاشدة جابت الشارع العام لعاصمة مديرية حبيل جبر ذهابا وإيابا رفعت فيها اللافتات المنددة بالمحاكمات والمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين وارتفعت الهتافات المنددة أيضا «بما تمارسه السلطة ضد أبناء الجنوب» وكان في مقدمة المشاركين في المهرجان والمسيرة السلمية الحاشدة عدد من نشطاء الحراك السلمي يتقدمهم رؤساء جمعيات المتقاعدين العسكريين وأسر الشهداء ومناضلي الثورة والشباب والعاطلون عن العمل بمديريات ردفان وقيادات مجالس تنسيق الحراك السلمي بمديريات ردفان والناشط السياسي والشخصية الاجتماعية المعروفة الأخ محسن طوئرة وجموع غفيرة من أبناء مديريات ردفان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى