ملكا السعودية وأسبانيا يحثان على التعاون بين أتباع أديان العالم

> مدريد «الأيام» د.ب.أ :

>
حث العاهلان السعودي الملك عبد الله والأسباني الملك خوان كارلوس أمس الأربعاء أتباع الديانات في العالم على التعاون في بناء عالم أكثر سلما وانسجاما.

وقال الملك عبد الله في كلمته الافتتاحية أمام المؤتمر العالمي للحوار بين الأديان الذي ترعاه السعودية في مدريد إنه حان الوقت لفتح "صفحة جديدة للبشرية" في الحوار بين الأديان وقال إن ذلك سيساعد العالم على استعادة القيم المفقودة والخروج من حالة الارتباك,وشدد الملك على أن الإسلام دين اعتدال وتسامح.

وقال العاهل السعودي إن المبادرات السابقة فشلت نتيجة سعيها لدمج الأديان وهي محاولة مقضي عليها بالفشل حيث أن أتباع كل ديانة يؤمنون بمعتقداتهم رغم أن الله واحد لجميع الديانات.

وأوضح الملك عبد الله أن المآسي الإنسانية ليست بسبب الاديان ولكنها تنتج عن التطرف.

من جانبه أكد العاهل الأسباني الملك خوان كارلوس لدى افتتاح المؤتمر أن الحوار بين الأديان يمكن أن يلعب دورا مهما في التصدي للعديد من المشكلات من بينها الإرهاب والجوع والمرض والفقر.

وقال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي عبد الله التركي إن المؤتمر يتعين ألا يكون "عقيما" وطالب الوفود المشاركة في المؤتمر باقتراح مشاريع محددة مع خطط للمتابعة.

وحضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أيضا رئيس الوزراء الأسباني خوسيه لويس رودريجيث ثاباتيرو ومبعوث اللجنة الرباعية الدولية إلى الشرق الأوسط توني بلير وداعية الحقوق المدنية الأمريكي القس جيسي جاكسون.

ويشارك في المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام نحو 250 من رجال الدين المسلمين والمسيحيين واليهود وخبراء آخرون في قضايا الحوار بين الأديان من بينهم 15 سيدة.

ومن المقرر أن يناقش خبراء ومفكرون من بينهم وزير الثقافة اللبناني طارق متري والمتخصص في الحوار بين الأديان في الفاتيكان الكاردينال جان لوي توران قضايا مثل الأسس الحضارية للحوار بين الأديان وطرق تعزيزها والقيم الإنسانية المشتركة.

ويعقد المؤتمر - الذي يضم أيضا ممثلين للديانات البوذية والهندوسية والطاوية - على خلفية الصراع في الشرق الأوسط والجدل حول الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد ولكن من المتوقع ألا يناقش المسائل السياسية.

ولن يسمح لرجال الإعلام بحضور جلسات المؤتمر الذي ينتظر صدور بيان ختامي عنه غداً الجمعة.

وتنظم رابطة العالم الاسلامي المؤتمر الذي تولدت فكرة عقده عقب اجتماع الملك عبد الله غير المسبوق مع البابا بنديكت السادس عشر في الفاتيكان في تشرين ثان/نوفمبر 2007 وأيضا عقب المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار الذي عقد في مكة في حزيران/يونيو الماضي.

وهاجم منتقدون مؤتمر مدريد ووصفوه بأنه عملية دعائية من جانب السعودية عقب هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة والتي كان معظم منفذيها من السعوديين بتحريض من زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن المولود في السعودية.

وقال المنتقدون أيضا إن عدد الشيعة المشاركين في المؤتمر قليل وإن المشاركين اليهود فيه لم يتم تعريف أي منهم باعتباره إسرائيليا.

وأشاد آخرون بالمبادرة حيث وصفها المؤتمر اليهودي العالمي بأنها "تطور مهم وفي الوقت المناسب".

وقال الكاردينال توران إن "العمل الشجاع جدا" من جانب السعودية جاء سريعا على نحو غير متوقع عقب لقاء الملك عبد الله مع البابا.

ونسبت إذاعة الفاتيكان إلى توران قوله إن التفاهم بين الأديان لابد أن تدعمه دراسات دينية "خالية من الاحكام المسبقة" في الجامعات من قبل متخصصين في الحوار بين الأديان.

ويعتقد بأن منظمي المؤتمر اختاروا أسبانيا لتستضيف الحدث لأن المعارضة الداخلية كان من الممكن أن تجعل من الصعب عقد المؤتمر في السعودية.

وقال عبد الله التركي إنه جرى اختيار أسبانيا نظرا للتسامح الديني الذي كان يميزها عندما كانت تخضع للحكم الاسلامي لثمانية قرون حتى عام 1492.

وعاش المسلمون والمسيحيون واليهود في انسجام نسبي في أسبانيا في العصر الاندلسي,وقال التركي لصحيفة "الموندو" الأسبانية إن "صورة الأندلس جعلتنا نعقد هذا المؤتمر في أسبانيا".

وأثنى الملك عبد الله أيضا على دعم أسبانيا لعملية السلام في الشرق الأوسط ودورها في التشجيع على الشراكة اليورومتوسطية.

ويذكر أن ثاباتيرو ونظيره التركي رجب طيب أردوغان يرعيان مشروع "تحالف الحضارات" الذي يهدف إلى تعزيز التفاهم بين العالمين الغربي والإسلامي وهو مشروع تبنته الأمم المتحدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى