الفنان فاروق سلامة لـ«الأيام»:ننتظر فنانين يمنيين يخرجون الفلكلور اليمني المميز.. ما تسمى بالأغنية الشبابية مافيهاش أي حاجة شبابية

> «الأيام» مختار مقطري:

> فاروق سلامة.. الملحن القدير وعازف (الإوركرديون) الأول في فرقة أم كلثوم، وأول عازف، جعل آلة (الإوركرديون) قادرة على عزف المقامات الموسيقية الشرقية.. قامة فنية شامخة، وتاريخ فني طويل ومشرق، ورمز من رموز الأغنية (الكلثومية) الخالدة والأغنية العربية التجديدية الأصيلة، يلتقيه قراء «الأيام» في كل مكان عبر هذا الحوار الذي لا فضل لي فيه غير إعداد الأسئلة التي تكرم الفنان خالد السعدي بنقلها إليه في سفرته الأخيرة إلى القاهرة، وعاد لي منها بشريط كاسيت يحمل الإجابات، بعد أن تكرم الفنان فاروق سلامة بالإجابة عن أسئلتي الواردة في هذا الحوار الفني الجميل الذي أثبت فيه الفنان خالد السعدي أنه محاور جيد كذلك.

< السعدي: هذا لقاء صحفي أعدَّ أسئلته في عدن الأستاذ مختار مقطري للفنان القدير وعازف (الإوركرديون) الشهير في مصر والوطن العربي فاروق سلامة لصحيفة «الأيام» الصادرة من عدن في اليمن، وهي صحيفة واسعة الانتشار في اليمن وخارج اليمن. أولا.. من هو فاروق سلامة الإنسان؟

-سلامة : فاروق سلامة إنسان يحب الناس، حريص على الوفاء، إذا وعد يحترم الآخرين ولم تغره الشهرة أبدا .. طيب وبسيط.

< السعدي : حدثنا عن تجربتك الفنية قبل مرحلة أم كلثوم؟

-سلامة: أنا بدأت في الفرق الموسيقية بشارع محمد علي، وفي الأفراح الشعبية، وفي حفلات أعياد الميلاد، ثم انتقلت إلى الفرق الموسيقية الشهيرة مثل فرقة صلاح عرام (الفرقة النارية)، وفرقة أحمد فؤاد حسن (الفرقة الماسية)، وفرقة عبدالعزيز حليم، وفرقة سعيد هيكل، وفي هذه الفرق كنت أعزف مع كل المطربين الشعبيين مثل محمد عبدالمطلب، شفيق جلال، محمد العزبي، محمد قنديل، كارم محمود، عبدالعزيز محمود، شريفة فاضل، سعاد مكاوي، مها صبري، حورية حسن، شهرزاد وسعاد محمد، يعني جميع المطربين المتواجدين حينها في الساحة الفنية، وبالتالي تعرفت على كل المطربين والملحنين والشعراء الذين يتعاملون معهم.

< السعدي : لاشك أن هذه تجربة ثرية جدا فعندما التحقت بفرقة أم كلثوم كنت فاروق سلامة الذي حقق الشهرة، من خلال العزف مع كبار المطربين ومستعدا للعزف مع أم كلثوم.. كيف ومتى التحقت بفرقة أم كلثوم وماذا يعني لك أن تعزف في فرقتها؟

- سلامة : أسعدني الحظ بمقابلة الموسيقار بليغ حمدي، والتعرف عليه شخصيا، ووعدني أن أكون عضوا في فرقة أم كلثوم، وخصوصا بعد أغنية (انت عمري) التي لحنها لها محمد عبدالوهاب، حيث كان كل ملحن لها يحرص على إضافة شيء جديد في أغانيها.. عبدالوهاب أدخل الجيتار في (انت عمري) وأدخل بليغ حمدي آلة (الأوركرديون) في أغنية (سيرة الحب)، وقد اختارني لهذه الأغنية بعد أن استمع لعزفي، ووجد أن عزفي شيء مختلف عن كل العزف على آلة (الإوركرديون) لعازفين آخرين قابلهم، وحس أنني على مستوى فرقة أم كلثوم، فأخذني إليها لأعزف معها (سيرة الحب)، وكنت أنا أول عازف يخترع ويجعل (الأوركرديون) فيه (الربع تون).. وهذا الذي فعلته قدمني إلى الجمهور وإلى الساحة الفنية قبل أن أعزف في فرقة أم كلثوم فعزفت (البياتي والصبا والسيكا) على (الأوركرديون) كأي آلة شرقية، وهذه وغيرها مقامات لا تعرفها الآلات الغربية، وبعد البروفة الثانية لأغنية (سيرة الحب) قدمني إليها بليغ حمدي كأول عازف شرقي على (الأوركرديون)، واستمعت إلي وأعجبت بعزفي ووافقت أن أكون عضوا في فرقتها الموسيقية، وطلبت من بليغ حمدي أن يعمل لي (صولوهات) على (الأروكرديون).. ورحبت بوجودي في فرقتها.

< السعدي : مؤكد أن موهبتك الكبيرة هي التي جعلت أم كلثوم تعجب بك وبفنك، ليس أم كلثوم فقط، بل وكل الوطن العربي المعجب بالفنان فاروق سلامة.. هل لك أن تحدثنا الآن عن أم كلثوم الفنانة والإنسانة؟

- سلامة : أم كلثوم فنانة وإنسانة بمعنى الكلمة، وغنت لمصر في كل أعيادها الوطنية، كما غنت في السوادن والإمارات وليبيا وسوريا ودول عربية أخرى، كما غنت في باريس، كل ذلك من أجل جمع المال للمصريين ولوطنها.. وكانت تكرم أعضاء فرقتها الموسيقية وتحترمهم، وكل العازفين والمطربين كانوا يحترمونها كمطربة عربية ومصرية.

< السعدي : ومع ذلك لم تغتر أم كلثوم، وبقيت طوال حياتها فنانة وإنسانة متواضعة وكان التواضع من أحد أسباب تفوقها ونجاحها.. أستاذ فاروق إلى جانب كونك أفضل عازف (إوركرديون) على مستوى الوطن العربي، أنت أيضا ملحن متميز، حدثنا عن هذا الجانب؟

- سلامة : كنت أحب التلحين من قبل أن أعزف على آلة (الأوركرديون) لكن بعد أن بدأت بالعزف عليها وتطويرها لتصبح آلة شرقية، وبعد أن عزفت مع كبار المطربين ومع أم كلثوم حسيت أنه صار عندي خبرة لأعمل ألحان، وتعرفت على الملحنين لكني أخذت من الموسيقار محمد عبدالوهاب وتتلمذت على يده إلى جانب الموهبة، فهو أعطاني سر التلحين للأغنية، وكيف تنجح الأغنية ويستمتع بها الجمهور في مصر والوطن العربي.

وكانت حاجة عظيمة جدا أنني تتلمذت على يد الموسيقار محمد عبدالوهاب الذي أفادني كثيرا وقدمني كثيرا، فعملت ألحان لميادة الحناوي (نعمة النسيان) كلمات عمر بطيشة، و(أول ما شفتك حبيتك)، وهي آخر أغنية كتبها الشاعر أحمد رامي.

وقدمت لصباح أغنية (آه يا معلم)، ونجحت، وقدمت أغاني كثيرة، وعملت للمطرب الإماراتي خالد السعدي أغاني شعبية مصرية ونجحت جدا، وقد صورها وكانت أمامه في التصوير الفنانة نجوى فؤاد وقد أعجبت جدا بالصوت وباللحن.. وأنا أعتبر خالد السعدي أنه سبق ناس كثير في أنه يغني باللهجة المصرية الشعبية مع أنه إماراتي، ولذلك نجح عربيا ودوليا، وهو فنان وإنسان بمعنى الكلمة، وتربطه بالشعراء والملحنين علاقة ود وحب وكل الناس في مصر تقدره وتقابله باحترام.

< السعدي: لك إسهام كبير في إنجاح برنامج (أنغام مصرية) الذي يبث مساء كل خميس من الفضائية المصرية.. كيف يتم اختيار الأصوات الشابة المشاركة في البرنامج.. وماهو مصيرها بعد ذلك؟

- سلامة : الفنان جميل سلامة يكتشف هذه الأصوات الشابة، ويقوم بتدريبها وبعد مشاركتهم بالبرنامج تقدم لهم الألحان ليشقوا طريقهم، ويمكن أن يصوروا (فيديو كليب).. أما أنا فمسئول في البرنامج عن الفرقة الموسيقية لأنها فرقتي، وهناك أصوات أنا أكتشفها وأدربها، وأقدم لها الألحان، وأبحث لهم عن شركات للإنتاج الفني مثل شركة (عالم الفن) التي اتفقت معها على أن تنتج سهرتين للأصوات الجديدة تسجل لها وتعمل فيديو كليب، والأصوات الجديدة التي أكتشفها أقدمها في قنوات أرضية وقنوات فضائية آخرى.

< السعدي : أنت زاملت عمالقة الطرب، ولاشك أنك تقدم للأصوات الجديدة ألحانا رائعة مختلفة عبر موجة الأغنية السائدة؟

- سلامة : مؤكد.. فأنا أحرص أن أقدم لها ألحانا جميلة لتستمر ألحاني التي عملتها من قبل لكبار المطربين مثل صباح وميادة الحناوي ومحرم فؤاد وغيرهم.. أما أغاني الأيام هذه مهما عرضوها في التلفزيون فإنها لاتستمر أكثر من شهر أو شهرين، ومع ذلك فهناك فنانون محترفون يحترمون فنهم وجمهورهم، ويقدمون أعمال (كويسة).. مثل أصالة، آمال ماهر، أنغام وغادة رجب وغيرهم، وهذا يعني أن الأغنية المصرية العربية بخير..

وكنا نتمنى أن آمال ماهر تستمر بالغناء الشرقي، لأنها لما نجحت نجحت بأغاني أم كلثوم، وأملنا كان أن نعيش عصر جديد قريب من عصر أم كلثوم لكن آمال ماهر خيبت آمالنا، لكن أنا عندي أمل في أن الأصوات المحترمة تقدر تعمل حاجة وسط هذه الهوجة الحاصلة اليوم واللي يقولون عنها أغنية شبابية ومافيهاش حاجة شبابية ولا فن.

< السعدي : أنا عارف أنك تعرف الموسيقار اليمني أحمد قاسم وأنك جئت معه إلى عدن وشاركته في إحياء عدة حفلات فيها ما رأي فاروق سلامة بالأغنية اليمنية وفنانيها الكبار؟

- سلامة: أحمد قاسم وأبوبكر سالم بلفقيه وعبدالرب إدريس وغيرهم من الفنانين اليمنيين الكبار قدموا الكثير للفن اليمني، وظهروا في وسط المطربين الكويتيين والسعوديين بمظهر جيد جدا، وقدموا ألحانا كثيرة، لكن أنا أعرف أن اليمن مليء بالفلكلور، وبأنغام لم تستخدم بعد ولم تظهر في الساحة الفنية بعد، ونحن بانتظار فنانين يمنيين يخرجون الفلكلور اليمني المميز من اليمن.

< السعدي : في الأخير أشكرك أستاذ فاروق سلامة على إجاباتك عن الأسئلة التي أعدها الأستاذ مختار مقطري لصحيفة «الأيام» اليمنية .. شكرا جزيلا.

- سلامة : أشكرك وأشكره وأشكر صحيفة «الأيام» اليمنية و شكرا للجمهور اليمني والجمهور العربي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى