وللفن أسراره.. هل ساهم الفن في إسقاط الشيوعية؟

> «الأيام» فاروق الجفري:

> يشغل فن الملصقات (البوستر) مكانا بارزا في المتاحف والصالات الفنية في أمريكا وأوروبا ..ووجد هذا الفن اهتماما خاصا بين الباحثين والمؤرخين للفنون في القرن العشرين الماضي.

وتظهر أهمية الملصقات في الثورات الشعبية التي اجتاحت أوروبا منذ بداية القرن العشرين الماضي، فقد كانت هذه الملصقات بمثابة أسلحة قوية ضد الأنظمة الاستبدادية في أوروبا، وقد برز الكثير من الفنانين في مجال الملصقات الفنية الذين وظفوا هذه المصطلحات لتثقيف وتوعية الجماهير العريضة بواسطة صور ورسوم أصبحت اليوم علامات ثورية بارزة في تاريخ الفن الحديث، وخلال الحرب العالمية الثانية برز الفنان الألماني (هلموت فيلد)، الذي هرب من ألمانيا إلى بريطانيا عام 1938 وبدأ بمهاجمة (هتلر) والنظام النازي في ألمانيا في ذلك الوقت بملصقات فوتوغرافية، تطورت فيما بعد ليطلق عليها اسم (الفوتو مونتاج السياسي)، الذي يرجع إليه فضل ابتكاره، وكذلك اشتهرت الملصقات الفنية الجزئية التي صممها طلبة أكاديمية الفنون في فرنسا في ثورتهم المشهورة عام 1928 ضد الحكومة الفرنسية، ورغم التعسف ضد التعبير الفني الحر للفنانين في الدول الشيوعية في أوروبا الشرقية والاتحاد السوفيتي (سابقا)، فقد برز العديد من الفنانين في تلك الدول الذين هاجموا الشيوعية في بلدانهم بواسطة الملصقات الفنية، ومن أبرز هؤلاء الفنانين الفنان الروسي المشهور باسم (سلافا)، فقد انتشرت ملصقاته الفنية ضد الأنظمة الشيوعية في كل مكان بين المثقفين وطلبة الجامعات، مما أدى إلى اعتقاله عام 1978 في روسيا.

وقد اشتهرت ملصقات الفنان (سلافا) في الصحافة العالمية بعد تهريبها خارج الاتحاد السوفيتي (سابقا).

وفي السنوات الأخيرة وبعد سقوط الأنظمة الشيوعية في أوروبا الشرقية وتفكك الاتحاد السوفيتي إلى عدة جمهوريات، بدأ المهتمون بفن الملصقات بتجميع ما أمكن تجميعه من الملصقات المناهضة للفكر والأنظمة الشيوعية.

إن هذه الملصقات الفنية أصبحت أعمالا نادرة اليوم يتسابق على شرائها الكثير من عشاق الفن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى