في إطار فعالياته الفكرية والثقافية الدورية نظم المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل منتدى (منارات) مساء أمس الأول فعاليته الثالثة عشرة تحت عنوان (الزمن.. مفاهميه وأهمية استثماره دينيا- فلسفيا- اجتماعيا- اقتصاديا- حضاريا) وضح فيها أ. د.عبدالجليل التميمي، أستاذ في كلية الآداب- جامعة صنعاء أن «أهمية الزمن كبيرة في حياة المجتمعات والشعوب والأمم وفي تحقيق إنجازاتها، حيث يعد الزمن معيارا أساسيا يقاس بموجبه مدى تقدم الشعوب والأمم وتطورها وقياس بدايات الفجوات القائمة ما بين درجات تطور مجتمع وآخر وأمة وأخرى وحضارة وأخرى، حيث يصفون تقدم مجتمع على آخر بقرن أو قرنين أو تخلف مجتمع عن آخر بثلاثة أو أربعة قرون، وتبعا لطبيعة الفروقات القائمة بينها، على اعتبار أن حالات التطور أو التقدم لابد أن تقاس عبر الزمن بحكم أن الزمن يسير نحو الأمام ولا رجعة فيه، ويبنغي أن يناظره تقدم أو تطور نحو الأمام في مفردات الحياة الاجتماعية في أي مجتمع».

وقال في مجمل حديثه:«هناك مؤشرات عديدة وشواهد كثيرة تؤكد على أن أغلب الأفراد في أغلب المجتمعات ومنها مجتمعنا العربي لا يكترثون لأهمية الوقت والزمن، ولا يقيمون له وزنا، ولا يحسبون له حسابا، ولا يخططون لاستثماره، بل ويجهلون بأنه وعاء الوجود بكل أبعاده ومضامينه، ولا يدركون بأن أعمارهم وعمر أي كائن حي معدودة بالثواني والدقائق والساعات والأيام والأشهر والسنين، ويفترض بل ويجب استثماره بكل ثوانيه ودقائقه وساعاته ومضاعفاتها بكل ما هو نافع وهادف في جميع مجالات الحياة القصيرة مهما طالت قياسا بالدهور والأزمان منذ الأزل وإلى الأبد».

ودعا إلى «ضرورة توجه الباحثين - خاصة في مجتمعنا العربي - إلى تحري كيفية قضاء أفراد مختلـــف الشرائــح الاجتماعيــة أوقاتهـــم والتعرف على طبيعة اتجاهاتهم نحو أحد من أهم عناصر الوجود في حياة مختلــف الأفراد والجماعــــات والشعوب والأمـــم في كــل زمان ومكان.

وكذلك ضرورة قيام كل أسرة أولا كقدوة والمؤسسات التعليمية ثانيا وجميع المؤسسات الاجتماعية، وخاصة المؤسسات الثقافية والإعلامية بتغيير المفاهيم الخاطئة والاتجاهات السلبية نحو الزمن وكيفية استثماره في ثلاثة محاور رئيسية تنطوي تحتها كل مفردات الحياة وهي (علاقة الإنسان بخالقه جل وعلا ثم بالآخرين وبنفسه)».