الشمايا الشرقية .. شمس الشمايتين تشرق رغم الظلم والظلام!! (2 - 2)

> «الأيام» متابعات:

>
مخلفات المركز
مخلفات المركز
التربية والتعليم.. لاحصر للمرارات التي تواجه الإنسان في الشمايتين فالتعليم ينتمي للزمن القديم والخوف يتملك الآباء على مستقبل الأبناء والأزمة قائمة من مدارس تحولت إلى خرائب وانهيار بات وشيكاً فلم تعد المدرسة ترفد المجتمع بالعباقرة وإنما غدت نموذجاً للركاكة وتعليم الفوضى وأساليب الجباية.. أخطاء تتكرر.

وتعليمنا يزدهر بالغش الذي لا يتناسب مع احتياجات العصر فالخلل قائم لانعدام حل المشكلات فلا يرقى إلى آفاق التحديات المعاصرة، فمتى يصلح هذا المرفق المهم؟! وقال التربوي جميل سيف محمد:«يوجد في الشوحط مدرسة خالد بن الوليد وبها 910 طلاب وطالبات وعدد المعلمين (23) والعجز (8) وأقدم مدرسة في الشمايا 13 يونيو أساسية بنيت أيام التعاونيات منتصف السبعينات من القرن الماضي وبها 850 طالباً وطالبة وعدد المعلمين (20) والعجز (5)».

وقال معلم: «تكرمت اليابان ببناء فصول جديدة، لكن الغش الوطني برز في الشبابيك وأبواب الحديد من النوع الرديء وتشكل خطراً على الطلبة من ناحية السلامة، والمؤسف أن يتم البناء بدون شبكة وتمديد أسلاك كهرباء للفصول الدراسية وبدون حمامات، وهذا يؤكد أن الفساد غلب التقنية اليابانية ولا أعلم كيف استلمت السفارة اليابانية هذا المبنى المغشوش؟!».

وناشد الأهالي وزير التربية بناء مدرسة ثانوية للبنات لقراهم التي تحرم الفتاة فيها التعليم بعد المرحلة الأساسية، وترميم المدرسة الأم الآيلة للسقوط التي بنيت عام 1976م.

الضمان الاجتماعي:

قال عضو المجلس المحلي غيلان عبده سلام:«في الأعوام الماضية تقدمنا بطلب 200 حالة ضمان لفقراء العزلة أسوة بالمناطق الأخرى اعتمد مكتب الضمان 6 حالات وهذه الأيام تقوم اللجنة المكلفة بدراسة الحالات الجديدة والتأكد من القديمة، لكن يبدو تدخل أعضاء من الحزب الحاكم في أعمالها وتركين أعضاء المجلس المحلي خصوصاً الذين ينتمون لأحزاب المشترك ولا تنظر اللجنة للأفراد المستحقين فعلاً من الفقراء ونخشى أن تظل العزلة كالسنوات الماضية فلا يأخذ كل ذي حق حقه. وأناشد الأخ محافظ تعز والأخت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل وضع الضوابط للجان الميدانية والحد من المتطفلين بعدم التدخل في أعمال لجان المسح الميداني للفقراء وعدالة التوزيع بين الشمايا خصوصاً والشمايتين عموماً».

عوائق:

بالرغم من أهمية المنطقة وقيامها بدور الربط والتواصل مع عزل المديرية إلا أنها محرومة من أبسط الخدمات، فالطرق التي تربط بين القرى وعرة ولا تصل السيارة إلا بشق الأنفس وما تزال الطريق متعثرة لربط الشمايا بالسويقة في بني شيبة والزعازع.

ومع الكثافة العالية للسكان إلا أنها حرمت من وحدة صحية لتقديم خدمات الرعاية الأولية للمرأة والطفل وتنتشر الأمراض المختلفة.

جبايات تحسين في المشمش!!

قال نبيل شرف شمسان المنصوب :«المركز سوق صغير يقع على طريق الإسفلت بين التربة وتعز ويعد محطة رئيسة للقرى والعزل المحاذية ومركزاً للتسوق يرتاده أبناء العزاعز والمقارمة وبني شيبة والزعازع والرجاعية ويمر به المسافرون القادمون والمغادرون إلى الشمايتين وتنعدم الخدمات فلا يوجد مستوصف حكومي وغابت الرعاية الصحية وتتردى النظافة وزاد الإهدار البيئي وتكدست النفايات والأوساخ والمخلفات وهذا يسبب بحد ذاته في العديد من الأمراض ويتمنى الجميع إزالة هذه المعوقات التي مازالت قائمة كمصدر قلق دائم تنفر عموم الناس.. كما أن الاختناق المروري ظاهرة يومية ساعات الذروة تعرقل حركة السير وتنتشر على جانبي الطريق المفارش العشوائية للباعة وتباع اللحوم والأسماك وتذبح الدواجن على قارعة الطريق فلا توجد سلخانة وتعزى السلبيات إلى مكتب التحسين ومحلي الشمايتين كون ذلك من صميم اختصاصها وقبل أعوام قتل شخصان وأعدم القاتل على خلفية تأجير الأسواق وعشوائية الأوامر وازدواجية القرارات، أما موارد الأسواق وفرض الجبايات على المحلات دون الاستفادة منها فمازالت قائمة وماثلة للعيان».

وقال مواطن:«المركز بحاجة إلى استراحة وحمام لغرض راحة المسافرين من المرضى والعجزة»، وأضاف «حبذا لو يقوم المجلس بعمل ذلك».

رموز اجتماعية:

شارك أبناء الشمايا الشرقية في إشعال الثورة اليمنية شمالاً وجنوباً وكانوا جذوة النضال الوطني وذروة سنامه واليوم قراهم شبعت ذلاً وحمى وهواناً.. وأهم الرموز.

محمد شمسان المنصوب، علي عبدالله غالب الذبحاني، سيف علي سالم الراعي كان عضواً بجيش التحرير في عدن، أحمد عبدالجبار، صالح عبدالله غانم ، سعيد صالح عبدالله، علي قائد أحمد نعمان، أحمد علي سالم عضو التنظيم الشعبي للقوى الثورية في عدن، ومن أوائل الثوار أحمد بن أحمد غانم الملقب حريب 70 عاماً قال:«بدأت في خلايا لتحرير جنوب اليمن المحتل ثم انتقلت إلى صنعاء وشاركت في معارك ريمة ومناخة وحجة والأرزقين واليوم منفي في القرية فلا أستلم أي راتب وضاعت البطاقة ولا أملك مالاً للمعاملة ومصاريف المتابعة».

مسجد
مسجد
عبده شلام عبدالله 100عام مقعد ويسكن (صيل) بالقرية الأثرية الكمة، قال:«أجمل ما في الكون بندر عدن وزينتها «الأيام» والله زمان ياكفاحي».. عاتب على لجنة الضمان الاجتماعي وظروفه المادية سيئة.. كان يستلم مرتب ضمان وقال:«قلق أن يسقطوا اسمي من الكشوف» زوجته فلاحة.. امرأة بحجم اليمن.. أقعد زوجها عبده فخرجت تعمل مع الرعية لمواجهة ظروف الحياة وغلاء المعيشة، وقالت:«أصرف على ثمانية أطفال وعلى هذا الرجل المقعد.. الله يجازي الذين يحسدون الغريبة على بياض (الأجب)».

الشيخ شمسان أحمد عبدالله (110 أعوام) قال:«الجمهورية أفضل من الملكية وعاصرت عهد الأئمة يحيى حميد الدين وابنه أحمد رحمهما الله»، الرجل المسن يتحدث بصعوبة ومازال يتذكر قدامى فمنهم من قضى نحبه وهم الشيخ العلامة محمد حزام المقرمي وعبدالرزاق محمد حسن المنصوب وسيف علوان العزعزي وفضيلة العلامة محمد عبدالله المنصوب الذي مازال حياً.

خيرية سعيد عبدالله المسني (أرملة) تكفل 4 أطفال لا تملك قوت يومها قالت : «العيشة ضنكى والدنيا تعب من يسجلني بالضمان الاجتماعي ويطرد أهل الفضول من جوار اللجنة».

أرملة هائل راشد (3) أطفال كررت الشكوى نفسها وأضافت:«يا أمة الرزاق حمد شوفي حل للبائسات في الشمايا الشرقية قبل أن نموت جوعاً»، وقالت:«الشكر كله لـ «الأيام» التي جاءت تتفقد أحوالنا».

القرى الحجرية يعشعش فيها الفقر ويسكن حدقات العيون وعجين الصباح يأكله الأطفال قبل خبزه وهيكل النار تشوي الوجوه وتختنق الأنفاس في خريف العمر وتشنق الطفولة بمواكب بؤس الحصار ولم يبق سوى تمنيات العجائز ودعوات الثكالى وعيون دامعات لتروي الأرض فمن يقف معهم ويخرجهم من هذا الذل؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى