وللفن أسراره.. لماذا الشهية مفتوحة لأفلام العنف؟

> «الأيام» فاروق الجفري:

> لم تعد أفلام العنف مجرد موجة أو ظاهرة طارئة في السينما العربية، بل أصبحت إحدى الحقائق الثابتة التي تعتمد عليها السينما في اقتصادياتها، وكل المؤشرات الفنية تدل على ازدياد نسبة أفلام العنف في السينما، وقوائم الإنتاج السينمائي لعام 2005 تشهد بأن هناك شركات سينمائية أمريكية خصصت إنتاجها بالكامل لأفلام العنف فقط، وإن بعض الشركات السينمائية الكبرى ذات الأسماء المعروفة ارتفعت بنسبة أفلام العنف إلى ثمانين بالمائة من مجموع إنتاجها السينمائي، وهكذا أصبحت أفلام العنف هي السلعة الأكثر استقرارا في سوق السينما، وهذه النتيجة المؤسفة حقا أمر متوقع مع ازدياد العنف في الحياة اليومية، فما دام العنف أصبح حقيقة يومية يعيشها الإنسان ويقرأ عنها في كل صحيفة ومجلة، وتطارده مع كل نشرة أخبار في الإذاعة والتلفزيون، فليس غريبا إذن أن تصبح أفلام العنف بهذه القدرة والاستمرار عاما بعد عام.

والنتيجة التي أفزعت بعض نقاد السينما، بل وعلماء النفس والتربية والاجتماع في أمريكا وأوروبا، أن شهية المتفرج لأفلام العنف أصبحت تتعطش لمزيد من العنف، وإنه مع كل فيلم يبحث المتفرج عن جرعة أكبر، وأصبح هذا النوع من المتفرجين أقرب إلى مدمني المخدرات، وهكذا شكلت قاعدة صلبة من المتفرجين تعيش على أفلام العنف فقط، وفي الوقت نفسه قامت مؤسسات ضخمة بتجنيد كل إمكاناتها المادية وخبرة أعداد هائلة من الفنيين والفنانين لتقديم مزيد من الأفكار الجديدة والابتكارات التكنولوجية الحديثة، حتى تمتلئ الشاشة السينمائية بالدم والرصاص والضحايا، حتى لايشعر المتفرج بالملل والتكرار.

إن النسبة الكبرى من المتفرجين لهذه الأفلام من الشباب الذين لاتتعدى أعمارهم سن المراهقة، أي أن هناك جيلا من الشباب في أمريكا وأوروبا قد تم إفساد أخلاقه وذوقه، وترسبت في أعماقه بذور العنف ولم تعد تفزعه صور الدم والأشلاء وطلقات الرصاص ولا أنين الضحايا، وهذه أبشع نتيجة لأفلام العنف ولا أحد يدري كيف يتوقف هذا الانهيار الأخلاقي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى