مستشفى رصد يخدم ثلاث مديريات ويفتقر إلى الطبيب المتخصص والكادر النسائي

> «الأيام» قائد زيد ثابت:

>
قسم الأشعة
قسم الأشعة
مستشفى رصد العام يخدم ثلاث مديريات هي رصد، سباح وسرار، ويعد من أقدم وأكبر المستشفيات الريفية المنتشرة في محافظة أبين، حيث تم بناؤه في عام 1972م على نفقة الأهالي، وتم توسعة المبنى وتحديثه ببناء أجزاء من الطابق الثاني عام -2002 2003م بتمويل من الصندوق تحت مسمى قسم الأمومة والطفولة .

«الأيام» استطلعت أوضاع المستشفى، والتقت بالأخ صالح حسين الجلادي، القائم بأعمال مدير المستشفى الذي تحدث لـ«الأيام» عن ما يعانيه ويواجهه المستشفى من صعوبات ومشاكل أهمها نقص الطاقم التمريضي والفني والأطباء المتخصصين بالإضافة إلى افتقار المستشفى الحاد الى السواقين والحراس والأثاث والمعدات الحديثة، وهذه الهموم ماهي إلا غيض من فيض، فبعد الجلوس مع الإدارة تجولت في جميع أقسام المستشفى، سرني نظافة الأقسام والممرات الداخلية، وأزعجني وساخة خزانات المياه الأسمنتية لعدم تغطيتها، ولكن للأسف الشديد ترك الخزانات مكشوفة حوَّل المياه إلى مستنقع ومرتع لتكاثر البعوض ومرمى للقمامة بدون قصد .

والسؤال الذي يطرح نفسه ويطرحه أهالي المديرية هو لماذا لم يتم صيانة أغطية الخزانات ؟! وإعادة دورة المياه في الحمامات في ظل وجود مقاول للماء؟! وارتفاع حصة المستشفى من الموازنة التشغيلية إلى 940 ألفا تخضع للقرصنة، ولايستفاد منها في المستشفى .

خدمات قاصرة

ما يعانيه مستشفى رصد اليوم يختلف كثيراً عما كان عليه في السابق، ففي الماضي القريب كان لمستشفى رصد مختبر يعمل على مدار الساعة، وكادر نسائي مؤهل ودورة مياه متكاملة في كل صنابير الحمامات المنتشرة في المبنى وحراسة في بوابته وإسعاف المرضى الأكثر خطورة بالطيران العمودي وعيادة أسنان متكاملة، أما اليوم فيشهد تدهوراً واضحاً ومخيفاً، رغم تزويد المستشفى بالكادر الوظيفي والبعثات الخارجية والمعدات الأكثر حداثة، ناهيك عن ارتفاع المبنى من طابق إلى طابقين.

فالمبنى فخم يشد المريض للدخول لطلب العلاج، ولكن الخدمات التي يقدمها المستشفى قاصرة بشهادة الجميع من أبناء المديرية والشكاوى المستمرة .

الاتجاه الشرقي للمستشفى يتحول إلى مرمى للقمامة
الاتجاه الشرقي للمستشفى يتحول إلى مرمى للقمامة
حتى لانظلم أحدا

يوجد أطباء ومساعدون وعاملون وممرضون وإداريون قلة يعملون في المستشفى بكل تفانٍ وإخلاص، ويمتلكون الضمير الحي، والذي يجب أن نقوله هو أن مستشفى رصد يمتلك طاقما وظيفيا يحسد عليه أمثال الطبيب الجراح الروسي حسن خير الله، الذي كان لوجوده دور كبير في تفعيل وتنشيط العمل نوعاً ما مع بقية الأطباء والمساعدين وفي مقدمتهم د.كرف قاسم، ود. منير كرم، و د. أمين سيف و د. عبدالحكيم مسعود، والطبيب المساعد عبدالرحمن حسين.

والجدير بالذكر أن مستسفى رصد ليس لرصد وحدها وإنما لثلاث مديريات هي: رصد، سباح وسرار، بالإصافة إلى أجزاء من مناطق عزلة معربان الواقعة في إطار مديرية يهر محافظة لحج، بمعنى آخر مستشفى رصد يقدم خدمات لأكثر من 200 ألف إنسان، وطاقم المستشفى لا يفي بحاجة النزلاء في ظل تردي أوضاع الوحدات والمراكز الصحية المنتشرة في بعض عزل ومناطق مديريات يافع القارة .

اختفاء ثلثي الأطباء

يصل إجمالي القوة الوظيفية في المستشفى بمختلف أقسامها الخمسة إلى 75 موظفاً بينهم 17 طبيباً في كشف الراتب وعلى الواقع 5 أطباء لاغير .

وما يدعو للكتابة أن المشكلة لاتكمن في المبنى ولا في أداء الأطباء، بل تكمن في قلة الأطباء المداومين أثناء الدوام الرسمي وزيادة أعداد المرضى في عيادة الطبيب العام .

فالطبيب المداوم أثناء الدوام الرسمي طبيب واحد، وهذا ظلم وإجحاف بحق نزلاء المستشفى الذين يتوافدون بكثرة من جميع مديريات يافع القارة وما جاورها .

أحد ممرات المستشفى
أحد ممرات المستشفى
فالطبيب الواحد في ظل تعدد الأقسام في المستشفى وحاجة المستشفى الملحة إلى فتح العيادات المغلقة كقسم الأسنان والطوارئ يمثل مهزلة وتسيبا إداريا فظيعا كون الطبيب الواحد لايكفي .

والسبب الأول والأخير هو تفريغ العشرات مقابل الحصول على نصف رواتبهم وحصتهم من الموازانة التشغيلية هذا أمر بديهي، والدليل القاطع أن هناك أطباء توظفوا على حساب مستشفى رصد، ومنذ توظيفهم لم يدخلوا بوابة المستشفى إطلاقاً تحت مسمى تأهيل، وقد مر على بعضهم ما يزيد عن عشر سنوات، وهناك أطباء وطبيبات تأهلوا على حساب المستشفى وأكملوا فترة التأهيل ولم يعودوا إلى مقر عملهم وفضلوا العمل الخاص وترك رواتبهم للمتنفذين.

وهناك أطباء تم إخلاء طرفهم بتوجيهات من السلطة المحلية، رغم حاجة المستشفى لهم وبالذات الطبيبات .

مستشفى لـ3 مديريات دون عيادة أسنان

عجزت إدارة المستشفى منذ سنوات طويلة عن فتح عيادة أسنان في المستشفى، رغم الحاجة الماسة وتوفر الكادر الوظيفي المتخصص الذي يصل قوامه إلى خمسة فنيين وطبيب واحد متخصص، ورغم وجود المبنى الذي يضاهي مستشفى الرازي بخنفر، والذي يعيق فتح العيادة هو انعدام كرسي الأسنان الحديث والأدوات والأجهزة .

وبهذا الخصوص تحدث مدير المستشفى قائلاً : «قبل ثلاث سنوات تم اعتماد مليونين وثلاثمائة ألف ريال لمستشفى رصد من اللامركزية لإنشاء عيادة أسنان متكاملة بالإضافة إلى بعض المعدات والأجهزة وحتى الآن لم نعرف الأسباب الحقيقية التي عرقلت التنفيذ».

الأشعة لاتوجد والموجودة من فاعل خير

كما طافت «الأيام» أثناء زيارتها بقسم الأشعة والتقت بفني الأشعة الأخ صالح عاطف علي، الذي تحدث قائلاً : «من الصعوبات والمشاكل التي تواجه قسم الأشعة الذي يعتبر من الأقسام الأكثر حركة، هو افتقاره إلى المعدات الحديثة وتعطل جهاز الأشعة الموجود حالياً والمقدم من فاعل خير، وعيادة الأشعة تتكون من غرفتين، ولم يتم تدعيم غرفة الأشعة بالرصاص كحماية».

الخزانات بدون أغطية
الخزانات بدون أغطية
أسعار المستشفى تزيد عن القطاع الخاص

الكل يشكو من تدني مستوى الخدمات التي يقدمها المستشفى للنزلاء، فالبعض يقول المستشفى استثماري %100 وأسعاره تزيد عن العيادات الخاصة المنتشرة على مدار المبنى، وأكدوا بأن جهاز الموجات فوق الصوتية (الترا ساوند) في المستشفى بـ1000 ريال، ولايمكن وضع الجهاز إلا بعد دفع الرسوم 50 ريالا و100 ريال للطبيبة الروسية التي تعمل على الجهاز لتصل التكلفة النهائية للجهاز 1150 ريالا بينما في عيادات القطاع الخاص يكلف الجهاز نفسه 1000 ريال لاغير ولا يخضع المريض لأي تكاليف أخرى، ناهيك عن السرعة والجودة والانتظام في الدوام .

كلمة أخيرة

على الجهات المختصة بالمديرية بذل مزيد من الجهد والاهتمام حتى يظهر مستشفى رصد بمظهر يليق به لتقديم الخدمات الضرورية للمواطنين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى