صوت غنائي أصيل لا رتوش ولا تطبيل

> «الأيام» صالح حنش:

> في بداية العقد السادس من القرن الميلادي الماضي، شهدت عدن ولادة صوت غنائي نسائي، وقد ساعدت عوامل الزمان والمكان وطبيعة الظروف المحيطة في تنشئتها التنشئة الفنية الصحيحة، ووفرت لها مقومات النجاح والتطور، ولموهبتها الثبات على أرضية صلبة كغيرها من المطربين والمطربات من أبناء عدن ومن بقية مناطق الوطن اليمني والدول العربية المجاورة في الجزيرة والخليج، وربما كانت هذه المطربة الأوفر حظا كونها نشأت في حي من أحياء مدينة كريتر، نشأت في حارة القاضي، الحارة التي تميزت بتركيبة سكانية نوعية، غلب عليها اهتماماتها الثقافية والفنية، وظهرت فيها العديد من الشخصيات المرموقة التي لعبت أدوارا بارزة في حركة التنوير والنهضة الثقافية المعاصرة في عدن واليمن عموما، ويأتي اسم القاضي العلامة محمد البطاح (رحمة الله عليه) في مقدمة تلكم الشخصيات، والذي نسبت الحارة له.

ولعل الوقوف- بتجرد وموضوعية- أمام الخصائص والسمات الفنية لهذه المطربة وأمام ما قدمته من أعمال غنائية- بصوتها- من كلمات كبار شعراء اليمن من أجيال متعاقبة وأدت الألحان التراثية، وكذا نتاج ألمع الملحنين.

وعرف عنها تنقلاتها بين رياض الألحان اليمنية المتعددة والمتنوعة.. والأهم في الأمر أنها كانت حريصة على تقديم الأغنية الموضوعية الهادفة ذات المدلول والمعنى والغرض السامي الإنساني النبيل، وسعيها- دوما- إلى توظيف موهبتها وإمكانيات صوتها في سبيل ذلك، وللتواصل مع جمهورها الذي بادلها الحب والتقدير والاحترام بشكل مباشر دون وسيط إعلامي أو ترويجي وبعيدا عن بهرجة أزياء الموضة وتقليعات الكوافير والمكياج.

إنها مطربتنا اليمنية الخالدة رجاء باسودان (رحمة الله عليها).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى