عائلة افغانية دمرها تفجير انتحاري

> كابول «الأيام» جوناثون بيرش :

>
عبد الواحد مع ابنتة وابنة شقيقته
عبد الواحد مع ابنتة وابنة شقيقته
كان عبد الواحد نائما في انجلترا عندما تلقى مكالمة هاتفية روعته. سمع صوت أخيه يقول "اشتر تذكرة طائرة واقبل مسرعا الى كابول !."

ويحتاج عبد الواحد الى أكثر من 24 ساعة للقيام بهذه الرحلة الطويلة من منزله في شيفيلد بانجلترا الى العاصمة الافغانية. وهناك فقط علم بالاخبار المدمرة.

فقد قتل خمسة من افراد عائلته في هجوم انتحاري مدمر خارج السفارة الهندية.

لقد اقتحم مهاجم انتحاري يستقل سيارة ملغومة بوابات مقر البعثة الهندية في وسط كابول في السابع من يوليو تموز في الوقت الذي كانت فيه سيارة دبلوماسية تدخل المبنى مما ادى الى مقتل 58 شخصا واصابة 141 آخرين.

وقتل دبلوماسيان هنديان وحارسان هنديان في الهجوم لكن معظم الاصابات كانت بين الافغان الذين اصطفوا في طابور لتقديم طلبات للحصول على تأشيرات.

كان الانفجار قويا جدا حتى انه نسف الابواب المعدنية للسفارة واطاح بها داخل المبنى ودمر السور المحيط بها. كان أكثر الهجمات فتكا في العاصمة منذ ان اطاحت قوات تقودها الولايات المتحدة وقوات افغانية بحركة طالبان من السلطة بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001 .

وقال عبد الواحد وهو يجلس على الارض في منزل عائلته في غرب كابول "لم يخبرني أخي بما حدث وقال فقط ان ابنتي اصيبت بجروح." وكان في انتظاره بالمطار عمه الذي اصطحبه مباشرة الى منزلهم.

وقال "وعندما وصلنا الى هناك كانت توجد سيارة اسعاف وسيارات عديدة تقف خارج منزلنا."

ثم شاهد جثث زوجته وشقيقته وابنته التي تبلغ عشر سنوات.

وشاهد طفلي شقيقته التوأمين اللذين يبلغ كل منهما عامين وقد وضعا على الارض المتربة.

وقام بدفن جثث القتلى في مقبرة بالقرب من المنزل في وقت لاحق مساء ذلك اليوم.

ومثل كثير من الافغان غادر عبد الواحد كابول بحثا عن حياة أفضل عندما كانت حركة طالبان لا تزال في الحكم وانتقل الى بريطانيا منذ تسع سنوات,واستقر في شيفيلد وفتح مطعم بيتزا للوجبات السريعة مع اثنين من اخوته وبعد مضي بعض الوقت نقل والديه الى بريطانيا.

وكان عبد الواحد يحاول احضار زوجته وولديه للانضمام اليه في شيفيلد.

وقال "قدمت طلبا للحصول على تأشيرة لزوجتي في سبتمبر ايلول الماضي لكنه رفض. لذلك كنا نحاول مرة اخرى هذا العام."

والسفارة البريطانية في كابول لا تصدر تأشيرات ولذلك حددت زوجة عبد الواحد موعدا مع المندوب السامي البريطاني في نيودلهي وكانت تنتظر في الطابور للحصول على تأشيرة لزيارة الهند.

وقال عبد الواحد "شقيقي طلب من أختي وزوجتي الوقوف في الطابور مبكرا صباح الاثنين وكان هو وشقيقي الثاني سيحضران للانضمام اليهما في اقرب وقت ممكن بعد ان عطلتهما حركة المرور."

ووصلت المرأتان الى السفارة في الساعة الثامنة صباحا مع ابنتي عبد الواحد واطفال شقيقته الاربعة. وخرجوا من السيارة الاجرة وانتظروا الشقيقين حتى يصلا وبحثوا عن منطقة ظل اسفل شجرة.

وكانت آخر مكالمة هاتفية أجرتها شقيقة عبد الواحد في كابول في الساعة 8:15 .. وقالت "أين انت ؟."

ورد عليها شقيقها "سوف أصل خلال عشر دقائق."

ولدى وصولهما كان الطريق كله مغلقا. في البداية لم تسمح لهما الشرطة بالمرور لكن في نهاية الامر تمكن الشقيقان من شق طريقهما عبر الحشود التي تصرخ من هول مشاهد الانفجار.

كان الاقارب نقلوا بالفعل في سيارات اسعاف لذلك أمضى الشقيقان بقية اليوم في البحث وفي النهاية عثروا عليهم في مستشفيات مختلفة في انحاء المدينة.

توفيت زوجة عبد الواحد وشقيقته بعد ساعات من الوصول الى المستشفى ولم يتمكن الاطباء من انقاذ حياتهما. ونجت ابنته التي تبلغ 17 شهرا وطفلا شقيقته التوأمان.

وبينما هو يتحدث كان الاطفال يركضون في انحاء الغرفة يصفقون ويضحكون غير واعين بالحديث الذي يجري. لكن الضمادات التي تحيط بأذرعهم تذكر بنجاتهم من الموت.

قتلت التفجيرات الانتحارية أكثر من 200 مدني أفغاني حتى الان هذا العام. وبينما يتم استهداف القوات الاجنبية والافغانية في معظم الاحوال فان 80 في المئة من الضحايا يكونون من المارة الابرياء.

وبينما كان عبد الواحد يروي قصته كان يتوقف بين الجمل وتحدق عيناه في الجدران.

لكن حزنه سرعان ما كان يتحول الى غضب. ومثل كثير من الافغان معظم غضب عبد الواحد لا يوجه الى اولئك الذين ينفذون الهجمات وانما الى الحكومة وفشلها في تحقيق الامن بعد أكثر من ست سنوات من سقوط طالبان.

ويتعجب عبد الواحد قائلا "لا يوجد تفسير للكيفية التي تم بها تفجير هذه القنبلة خارج السفارة."

كان قد تم تعزيز الامن خارج المبنى واقيمت حواجز جديدة لمكافحة الانفجارات قبل يومين من الهجوم والتي بدونها كان عدد القتلى والجرحي سيزيد كثيرا.

ووجهت افغانستان والهند الاتهام الى وكالة مخابرات باكستانية بالتورط في الهجوم. ورفضت باكستان هذه المزاعم.

وقال مسؤول مطلع ان ضباط مخابرات افغانا حذروا مرتين الهند من هجوم وشيك لكن معظم الافغان يعتقدون ان الهند هي التي حذرت السلطات الافغانية التي تقاعست عن التحرك.

وقال عبد الواحد بينما كان والده يهمس في اذنه مطالبا اياه بالتزام الهدوء ان الحكومة الافغانية "كانت تعلم بالامر منذ شهرين ! لماذا لم يتمكنوا من منع هذا (الهجوم) ... انه امر مخجل. ماذا فعلت الحكومة بمعلومات المخابرات ؟."

وبينما لا توجد نهاية في الافق لاعمال العنف يجب على عبد الواحد وعائلته ان يواصلوا حياتهم.

وقال "سوف اصطحب والدي واطفالي معي الى المملكة المتحدة. لم يعد يوجد لي شيء هنا الان."

وهو يزمع ايضا اصطحاب طفلي شقيقته لان امهما انفصلت عن زوجها الذي تزوج من امرأة اخرى.

وقال عبد الواحد "لم يعد لهما أحد غيري."

وعندما سئل عبد الواحد ان كان لديه أي أمل في بلاده هز رأسه قائلا "ليس في عهد هذه الحكومة." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى