> من المتوقع ان يقدم محامي رادوفان كرادجيتش أمس الجمعة طعنا امام القضاء الصربي الذي سيرجئ على الارجح الى الاسبوع المقبل تسليمه الى لاهاي حيث سيحاكمه القضاء الدولي بتهمة ارتكاب جرائم ابادة.

وسيقدم محامي كرادجيتس، سفيتوجار فوياتشيتش، مثلما اعلن مرارا منذ اعتقال موكله مساء الاثنين في بلغراد، هذا الطعن مساء أمس الجمعة قبيل انتهاء المهلة المنصوص عليها في القانون بحيث يتم تاخير نقله الى مقر محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة الى ابعد ما يمكن.

وقال فوياتشيتش انه "اذا التزم (القضاء) بالاجراءات، فلن يكون في وسعهم اتخاذ قرار قبل الاثنين لانني سأرسل الطعن أمس الجمعة في اللحظة الاخيرة عبر البريد".

وبعد ان يقدم الطعن في قرار نقل كرادجيتش، سيكون امام هيئة من قضاة محكمة بلغراد المتخصصين في جرائم الحرب ثلاثة ايام للبت فيه.

وقالت ايفانا راميتش المتحدثة باسم المحكمة المكلفة الملف لوكالة فرانس برس "يمكن للمحامي اما تقديم (الطعن) مباشرة الى المحكمة او توجيهه عبر البريد ضمن المهل المنصوص عليها في القانون".

وتابعت "غير انه لا يمكن للهيئة الشروع في النظر في هذا الطعن الا بعد ان يصبح امامها (..) والبريد والمحكمة لا يعملان السبت والاحد"، ما يعني ضمنا انه لن يكون في وسع المحكمة البت في المسألة قبل الاثنين على اقرب تقدير.

وسئلت عن امكانية نقل كرادجيتش خلال عطلة نهاية الاسبوع مثلما افادت بعض الشائعات في بلغراد، فردت راميتش ان هذا الاجراء سيشكل انتهاكا للقانون واضافت "ان المحكمة تحترم القانون دوما".

ولن يسمح للمتهم بتقديم طعون اخرى بعد صدور قرار هيئة القضاة في محكمة بلغراد للنظر في جرائم الحرب، وسيكون عندها في وسع وزارة العدل اتخاذ قرار بنقله الى محكمة الجزاء الدولية.

واتهم القضاء الدولي كرادجيتش (63 عاما) بارتكاب جرائم حرب وابادة وجرائم بحق الانسانية ولا سيما لضلوعه في مجزرة راح ضحيتها حوالى ثمانية الاف رجل وفتى مسلم في تموز/يوليو 1995 في سريبرينيتسا شرق البوسنة.

واعلن محامي كرادجيتش ان موكله سيتولى الدفاع عن نفسه امام محكمة الجزاء الدولية على غرار الرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش الذي توفي قبل صدور الحكم بحقه والقومي المتطرف فويسلاف سيسيلي الذي يحاكم حاليا في لاهاي.

وسيساعده في ذلك على حد قوله فريقان من المحامين الصرب.

ونجح كرادجيتش الذي اعلنت صربيا القبض عليه الاثنين في بلغراد في خداع السلطات بتغيير مظهره مطلقا لحيته وشعره، وانتحال شخصية طبيب يدعى دراغان دابيتش متخصص في الطب البديل.

ونشرت وسائل الاعلام أمس الجمعة تفاصيل جديدة حول حياة الطبيب دابيتش المزدوجة وذكرت الصحف النمساوية انه مارس الطب البديل ايضا في صفوف الجالية الصربية في فيينا.

وفي بلغراد، وردت تهديدات بالقتل بحق الرئيس الصربي بوريس تاديتش والوزير المكلف التعاون مع محكمة الجزاء الدولية راسيم ليايتش والمدعي العام في قضايا جرائم الحرب فلاديمير فوكجيفيتش، على ما ذكرت صحيفة بليتش المقربة من الحزب الديموقراطي بزعامة تاديتش.

ورفضت الرئاسة الصربية الادلاء باي تعليق ردا على اسئلة فرانس برس بهذا الصدد.

وتابعت الصحيفة انه على اثر هذه التهديدات عززت الشرطة واجهزة الاستخبارات اجراءات حماية المسؤولين الصرب.

ونقلت الصحافة البوسنية عن دبلوماسي اميركي انه قد تجري مصادرة اموال كرادجيتش للتعويض على عدد من ضحاياه الذين يقاضونه في الولايات المتحدة حيث لجأوا خلال حرب البوسنة (1992-1995) او بعدها.

وقال الدبلوماسي الاميركي رافي غريغوريان مساعد الممثل الاعلى للمجموعة الدولية في البوسنة متحدثا لصحيفة دنيفني افاز ان "كرادجيتش خسر عدة محاكمات امام محاكم اميركية ادانته بتهمة اقامة معسكرات تعرضت فيها نساء للاغتصاب بصورة منتظمة".

وقدرت الصحيفة قيمة التعويضات التي حكم بها على كرادجيتش في الولايات المتحدة ب5،4 مليارات دولار.

وصرحت ميلا داميانوف (53 عاما) التي تؤكد انها كانت مساعدة الطبيب دابيتش وصديقته لصحيفة لا ريبوبليكا الايطالية ان كرادجيتش "يبقى بنظري شخصا استثنائيا. انا لم اشاهد الطبيب دابيتش يفعل سوى الخير".

وقالت "حين علمت النبأ ظننت انه حصل خطأ ويصعب علي حتى الان تصديق الامر"،مضيفة "لست ناقمة عليه ولا اود اطلاق احكام على الاخرين". (أ.ف.ب)