رجال في ذاكرة التاريخ

> «الأيام» نجيب محمد يابلي:

>
قائد الحزب والدولة علي ناصر محمد (عن يمينه) راشد محمد ثابت وعلي شائع هادي وسالم صالح محمد وعبدالحميد أحمد سعيد (وعن شماله) صالح مصلح قاسم وهادي أحمد ناصر وعائدة علي سعيد
قائد الحزب والدولة علي ناصر محمد (عن يمينه) راشد محمد ثابت وعلي شائع هادي وسالم صالح محمد وعبدالحميد أحمد سعيد (وعن شماله) صالح مصلح قاسم وهادي أحمد ناصر وعائدة علي سعيد
1- الشهيد عبدالحميد أحمد سعيد:الميلاد والنشأة:الشهيد عبدالحميد أحمد سعيد من مواليد عام 1948م في قرية القلعة بمديرية طورالباحة، حاضرة منطقة الصبيحة لأسرة ميسورة الحال، اعتمدت على مردود أراضيها الزراعية، كما هناك مصدر دخل آخر لعميد الأسرة الذي اعتمده السكان حكما يفصل في القضايا الاجتماعية الناتجة عن مشاكل الأرض وتقسيم التركات، إذ كان رحمه الله ملما بقواعد مساحة الأرض وبعلم المواريث (الفرائض)، مما أكسبه مكانة اجتماعية في الوسط الاجتماعي في منطقته ومناطق مجاورة.

عنى رب الأسرة بتعليم أبنائه عامة ونجله الشهيد عبدالحميد خاصة، فألحقه بمدرسة الغول الابتدائية المكونة من صفين فقط، وذلك عندما بادرت السلطنة اللحجية بإنشاء الفصلين الدراسيين كنواة لمدرسة ابتدائية في منتصف خمسينيات القرن الماضي بناءً على إلحاح سكان المنطقة، وتم انتداب تربويين قديرين للتدريس في مدرسة الغول، هما عبدالقادر سعيد علي وعبدالوهاب عبدالملك، اللذان كانا يتجشمان عناء السفر يوميا من الفرشة إلى الغول سيرا على الأقدام لمسافة تزيد على عشرين كليومترا ذهابا وإيابا.

الشهيد طالبا مقيما في طور الباحة:

أكمل عبدالحميد أحمد سعيد سنة ثانية ابتدائي ونقله والده إلى طور الباحة لإكمال دراسته الابتدائية، وأقام عند إحدى العائلات التي تربطها بوالده علاقة حميمة، كان عميدها صالح حسن رحمه الله، محاميا عرفيا يترافع أمام محكمة طور الباحة، وكان من الشخصيات الاجتماعية البارزة في المنطقة آنذاك ولاتزال العلاقة حميمة بين الأسرتين، وظل الشهيد عبدالحميد يحمل دين تلك الأسرة في ذمته حتى استشهاده.

اجتاز عبدالحميد أحمد سعيد امتحان النقل إلى المدرسة المتوسطة في مدينة الحوطة، حاضرة السلطنة اللحجية، وتلقى دراسته هناك على أيدي مدرسين مصريين وسودانيين، واجتاز النقل إلى كلية عدن العريقة بمدينة الشيخ عثمان (عدن) التي سميت بعد ذلك بكلية (البيومي) وأطلق عليها بعد الاستقلال «كلية عبود» أو ثانوية عبود، إلا أن عبد الحميد أحمد سعيد آثر الالتحاق بمعهد المعلمين تلبية لرغبة عارمة وصادقة لخدمة أبناء منطقته وتحولت الرغبة إلى إرادة.

عبدالحميد أحمد سعيد مديرا لمدرسة الغول الابتدائية:

أصدرت إدارة المعارف في السلطنة اللحجية قرارا إداريا بتعيين الشاب عبدالحميد أحمد سعيد (خريج معهد المعلمين) مديرا لمدرسة الغول الابتدائية وشاركه زملاؤه واجب التدريس بعد تخرجهم معه، منهم على سبيل المثال لا الحصر الشيخ خليل عبدالصفي وياسين أحمد محمد شكري ولم يمكث طويلا في إدارة المؤسسة وذلك عندما تم اختياره في العمل التنظيمي في مدينة الحوطة، عاصمة المحافظة الثانية (لحج) في بداية سبعينيات القرن الماضي، حيث عين نائبا سياسيا للمليشيا الشعبية في المحافظة.

الشهيد في كنف مثلث الرعاية (الحامد - قماطة - الصراري):

مثل الوضع المستجد للشهيد عبدالحميد في الحوطة منعطفا كبيرا في حياته، حيث تعرف من خلال مركزه على شخصيات وطنية وحزبية سبقته في التجربة، وفي مقدمتهم عوض الحامد وحسين محمد قماطة ومنصور الصراري رحمهم الله، الذين قدموا له الدعم والرعاية وأخذوا بيده فبدأ يعد العدة للانتساب لشهادة الثانوية العامة ونجح فيها في صيف 1974م، وتم اختياره فور ذلك ضمن المبتعثين للدارسة في الاتحاد السوفيتي (جمهورية روسيا الاتحادية حاليا)، حيت التحق بالأكاديمية العليا للعلوم الاجتماعية في موسكو.

الشهيد مندوبا أساسيا إلى المؤتمر التأسيسي للحزب:

تألق عبدالحميد أحمد سعيد في نشاطه الحزبي في موسكو، وتم انتخابه سكرتيرا للعمل التنظيمي لعموم الاتحاد السوفيتي وأتاح له الموقع التعرف على الشخصية الوطنية والحزبية العريقة عبدالله أحمد الخامري أثناء وجوده في موسكو.

تزامن تخرج عبدالحميد أحمد سعيد ونيله درجة الماجستير في العلوم الاجتماعية مع التحضيرات الواسعة لانعقاد المؤتمر التأسيسي للحزب الاشتراكي اليمني بعد أحداث يونيو 1978م، واختارته منظمة الحزب في موسكو مندوبا أساسيا إلى المؤتمر الذي انتخبه عضوا أساسيا ورئيسا للجنة الرقابة الحزبية العليا.

مقولة حمزاتوف تؤثر كثيرا في الشهيد:

تردد على مسمع الشهيد عبدالحميد بين الحين والآخر عبارة كان يرددها والده وهي «سيد الناس خادمها» وحمل عبدالحميد تلك العبارة إلى موسكو، إلا أن مقولة رسول حمزاتوف، الكاتب الكبير بلورت العبارة المألوفة لديه، ذلك أن حمزاتوف كان دائما ما ينصح مواطنيه ولاسيما الشباب منهم: «الاهتمام بالقرية يعني الاهتمام بالمديرية والاهتمام بالمديرية يعني الاهتمام بالمحافظة والاهتمام بالمحافظة يعني الاهتمام بالوطن». وغمرت عبدالحميد السعادة عندما تخرج القائد العسكري المحنك عبد صالح يوسف، الذي تخرج بتفوق في العلوم العسكرية من موسكو وعملا معا من أجل حل مشاكل أبناء منطقتهما، وتفرغ عبد صالح للعسكريين فيما تفرغ عبدالحميد للمدنيين وكان الاستشهاد من نصيب الاثنين، فقد استشهد الأول (عبد ) في مايو 1985م، واسشتهد الثاني (عبدالحميد) في يناير 1986م.

حققت منطقة الصبيحة عددا من المكاسب في ظل جهود الثنائي عبد وعبدالحميد وانتفع أبناؤها من مسعى الاثنين لتأهيلهما، بل أن عبدالحميد عمل بصمت على تعديل التقسيم الإداري، فبعدما كانت مركزا يتبع مديرية تبن أصبحت مديرية مستقلة، وتم تكليف شخصين مجربين لقيادة المديرية وهما المناضلان محمد طاهر مسعود وعبدالمولى عبد حيدرة.

مفارقة صارخة: تكريم الشهيد وحرمان أسرته:

حصل الشهيد عبدالحميد أحمد سعيد على وسام 14 أكتوبر وميدالية حرب التحرير وميدالية الرياضي النموذجي وترس الأسرة المثالية وخلف وراءه رصيدا طيبا من العمل لصالح الإنسان، كما خلف أرملة وخمسة أولاد الذكور منهم أربعة هم 1- فتحي، 2- نظمي، 3- هشام، 4- أمجد، إلا أن الأسرة كما ورد في المادة المكتوبة المقدمة لي بدأت معاناتها منذ اليوم الأول من الوحدة وزادت معاناتها بعد أن شردت من مسكنها الشرعي بعد الحرب، واستثنيت الأسرة من مكرمة فخامة رئيس الجمهورية بمنح المتضررين من المساكن إيجارا تعويضيا.

2- الكابتن أمين سعيد قحافة:

الميلاد والنشأة:

الكابتن أمين سعيد محمد قحافة من مواليد الحي العريق (شعب العيدروس)، عدن في 9 ديسمبر 1948م، وتلقى تعليمه الابتدائي المتوسط في مدارس عدن ونتيجة لظروف خاصة انقطع عن التعليم عام 1964م وحصل على وظيفة مكتبية بسيطة في إدارة الأراضي بكريتر (عدن) ولا يزال المبنى قائما حتى اليوم بجوار مبنى المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي م/عدن.. أعانه مديره الإنجليزي المستر بلاك على الالتحاق بالمعهد التجاري العدني، الذائع والرائع الصيت لتطوير مستوى دراسته وتحسين مستواه باللغة الإنجليزية، وأصبح بعد ذلك كاتبا بعد أن كان نصف كاتب أو ما كان يعرف بالتوصيف الإداري آنذاك ASSISTANT CLERK.

اللافت في سيرة الكابتن أمين قحافة أنه اعتمد الانتساب وسيلة لتطوير مستواه التعليمي لأسباب عدة منها إعادة النظر بتقييم راتبه.. واللافت الآخر أنه رابط في أسوار الأراضي والأسكان طيلة (37) عاما، وتدرج في الوظيفة من رئيس قسم طلبات التسكين فمدير المخازن والمشتروات المكتبية فمدير عام توزيع الأراضي والمساكن وعمل في الإسكان والأراضي منذ العام 1964 حتى العام 2001م دون انقطاع ويحمد الله أنه توج حياته الوظيفية في الأراضي والإسكان بمعاش زهيد (25) ألف ريال دون رصيد في البنك ولا سيارة عند الباب.

اللافت رقم (3) أنه موثق لكل شيء في حياته بالوثيقة والصورة، وعلى سبيل المثال هناك شهادة من إدارة المعارف (التربية والتعليم حاليا) من قسم «تعليم الكبار» بأن قحافة حضر دروسا مسائية خلال الفترة 1961- 1962 في العربية والإنجليزية والحساب والمعلومات العامة وحقق درجة (جيد جدا) في الثلاث الأولى و (ضعيف) في الأخيرة.

وهناك شهادة من المعهد التجاري العدني عام 1969م، وهناك شهادة من مركز تدريب العاملين في مجال التنمية الاجتماعية مؤرخة 11 سبتمبر 1972م بأنه أنهى بنجاح الدورة التدريبية الثانية عشرة في مجال النشاط الأهلي وهناك شهادة من وزارة العمل والخدمة المدنية في العام 1977م بأنه أنهى بنجاح دورة في المخازن، وهناك شهادة من وزارة التربية والتعليم بحصوله على الثانوية العامة منتسبا في العام الدراسي 1983- 1984م.

محمود شيكو وعوض بامدهف واردان في التوثيق:

أوراق الكابتن قحافة كثيرة ومتنوعة ومن ضمن ما وقفت أمامها بطاقة عضوية أمين قحافة في نادي الشباب الرياضي (رمزه الطود العطر الذكر الأستاذ نصر عبدالرحمن الشاذلي) مؤرخة في 7نوفمبر 1971م أمين عام النادي، الشخصية الاجتماعية والرياضية المعروفة محمود شيكو عبدالله، متعه الله بالصحة.

ومن ضمن أرواق قحافة قصاصة من صحيفة 14أكتوبر مؤرخة 9مايو 1982م ورد فيها نص لقاء صحفي أجراه معه الزميل عوض بامدهف، المتألق دوما وتحدث الكابتن قحافة في بداية اللقاء عن بداية مشواره الرياضي في كمال وبناء الأجسام والملاكمة وألعاب القوى بشكل عام وأنه بدأ ممارسة ومزاولة تمارين الملاكمة وشارك كلاعب في العديد من المباريات طوال أكثر من عشر سنوات، كما شارك في العام 1976م كمدرب للفريق الوطني للملاكمة المشارك في جمهورية كوبا (الدورة العالمية التاسعة للملاكمة في ذكرى جيرالدو كوردوفا كاردين، ولعب وهناك آخر مبارياته كلاعب.

أحمد ناصر وصالح عميران في ذاكرة التاريخ:

من ضمن أرواق الكابتن أمين قحافة هناك إشارات الوفاء إلى الرائدين: المدرب القدير أحمد ناصر عوض عولقي والمدرب القدير صالح عوض عميران، سكرتير اتحاد الملاكمة فرع عدن، وهما اللذان توليا تدريبه منذ عام 1964م.

من ضمن إفادات الكابتن قحافة أن لعبة المصارعة دخلت نادي بناء الأجسام إلى جانب الملاكمة ولم تكن هناك حلبة رسمية بالمواصفات الدولية فاقترحوا عمل حلبة من خشب وجاءت الفكرة من: مدرب المصارعة الإيراني سهراب ومدربي الملاكمة أحمد ناصر عوض وصالح عميران ومساعدي مدرب المصارعة: السيد أنور عبده حسن وشوقي أحمد حسن وبحكم مهارة الكابتن أمين قحافة في صنعة النجارة فقد قام بإعدادها وتركيبها، وكانت أبعادها 25 قدما طولا وعرضا و4 أقدام ارتفاعا.

الكابتن قحافة فخور بأبنائه الذين أصبحوا أرقاما:

هناك إشارة للكابتن قحافة ضمن فيها إعجابه واعتزازه بأبنائه الذين دربهم وأصبحوا أرقاما ومنهم الكباتنة: رائد علي نعمان ومحمد بن محمد العزعزي ونبيل قائد وسند جعفر ونصر علي أحمد وجميل حمادي وناصر محمد سالم وأحمد ياسين عبده ومحمد سعيد ومصطفى سعيد ناصر ومحمد حسن وطني (الشهيد طيار) وعبده موسى وحيشي وعبدالولي منصر ومحمد علي يافعي ومحمد بن محمد بيضاني ورياض محمد أحمد وأحمد محمد متعافي ود. أحمد علي خينة وعمر السقاف وحامد بندة وعلي غالب عبيد وزهير موشجي وطارق محمد عبدالله القربي وحسين عبدربه وجمال علي.

التحريري والمؤتمري أمين قحافة في الظل:

الكابتن أمين قحافة من مناضلي حرب التحرير ولديه ملف وبطاقة في دائرة مناضلي الثورة والدفاع عن الوحدة، وهو أيضا عضو المؤتمر الشعبي ويحمل بطاقة عضوية في هذا الحزب إلا أنه بعد هذا المشوار الطويل من النضال والعمل ملاكما ومدربا وتراكمت لديه المعرفة والخبرة وقد كان مدربا لمعظم الأندية في المحافظة بل ومدربا وطنيا للعبة ورافق الفريق الوطني إلى دورة الملاكمة في جمهورية قزقيزيا السوفيتية عام 1989م، يجد نفسه الآن في الظل وهو لا يطمح في شيء غير خدمة الوطن وخدمة الرياضة التي نذر لها حياته.

الكابتن أمين قحافة متزوج ولديه ثلاثة أولاد، الذكور منهم اثنان هما: بسام، وحسام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى