الصيصان.. تجارة الموت !

> نعمان الحكيم:

> الرفق بالحيوان والطيور من سمات المسلم.. وهل نسينا ما فعله المعتصم بالله (محمد بن هارون الرشيد) وهو البطل الفاتح لعمورية عندما استنجدت به امرأة هناك قائلة (وامعتصماه) فلبى نداءها بجيش عرمرم، هدم في طريقه كل عائق يعوقه حتى دك (أنقرة) الواقعة في الطريق إلى عمورية وأبادها.. وبقية الحكاية يعرفها الناس من خلال القصيدة العصماء لـ (أبي تمام).. السيف أصدق إنباءً من الكتب.. إلخ.

الصيصان.. فراخ الدجاج.. الكتاكيت، سمها ما شئت، هي مخلوقات وجدت لتحيا، ومنها نقتات ونعيش، فمنها اللحم والبيض والريش الذي يفيدنا في حياتنا، وهي معادل بيئي يقضي على الحشرات الزاحفة، ويعطي سمادا للأرض، وفوق هذا وذاك هي كائن حي يجب أن يحمى، وأن تحفظ حياته، لا أن يعرض للموت كما هو حاصل!.

قبل سنوات بدأت البدعة.. وكان البيع يحدث بشكل منفرد.. كل صوص (كتكوت) بعشرة ريال.. وما يلبث هذا الصوص أن يموت خلال يوم أو يومين، لأن العبث به هو المؤدي لذلك.. وزاد أن لونوا ريشه بمواد كيماوية صابغة، تعطي ألوانا زاهية.. وليتهم لم يفعلوا!.

اليوم الكتكوت بعشرين ريالا.. أحمر أو بنفسجي أو أخضر.. كل لون موجود، والبيع لاندري من هي الجهة التي وراءه.. وقد ملئت المنازل كتاكيت هي بمثابة لعب للأطفال لألوانها الزاهية وأصواتها الشجية وحركاتها الجميلة.. بالنسبة للأطفال دون سواهم.

الطفل يمسك بالكتكوت إما يخنقه أو يركله أو يضغط عليه بين يديه، معتبرا ذلك لعبة، ومن حقه أن يمارس لعبه بها كيف يشاء، والأهل يتفرجون ولا رحمة ولا شفقة.. وكله بعشرين ريال!.

لم نكمل قصة المعتصم حول الرفق بالحيوان حتى نأتي إلى الهدف من هذه الكلمات.. فقد روي أن المعتصم كان قد مر أثناء الحرب على نهر رقراق، فنزل يشرب ويغسل وجهه فرأى (كلبا) مقطوع اليد ينزح، محاولا أن يصل إلى الماء فلم يستطع، فحمله المعتصم بين يديه وقربه إلى النهر، فلعق بلسانه الماء حتى ارتوى.. وعندها تركه المعتصم ليذهب.. فاستدار الكلب إلى المعتصم وحرك ذيله، مشيرا إلى السلام والموادعة وردا للجميل.. والكلب يرمز إليه بالوفاء.. فهل اعتبرنا؟!.

وإذا كان الصوص أو الكتكوت هو للربح والتجارة، فإن تلك هي تجارة الموت التي لايرضاها أي مسلم أو حتى كافر.. علما بأن الكيماوي الذي يزين ريش الصوص ضار بالأطفال قبل الكبار.. كما أن الإنفلونزا المنتشرة، ومنها إنفلونزا الطيور، تنتقل عبر الدجاج وصيصانها.. فياترى هل هذه هي (الحكمة اليمانية) التي نقتل بها أطفالنا عبر هذه الصيصان؟!.

مجرد سؤال .. إجابته كبيرة وسريعة.. وعملية إن أردنا ذلك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى