كرادجيتش في انتظار نقله الى لاهاي

> بلغراد «الأيام» بيار غلاشان :

> لا يتوقع ان ينقل زعيم صرب البوسنة سابقا رادوفان كرادجيتش الى لاهاي قبل الاربعاء او الخميس، وقد مضى اكثر من اسبوع على توقيفه في بلغراد في عملية وضعت حدا لفراره من وجه العدالة لسنوات طويلة.

وقال محاميه سفيتوزار فوياتشيتش لصحيفة "فيتشيرني نوفوستي" أمس الأحد ان موكله لن ينقل الى مقر محكمة الجزاء الدولية قبل الاربعاء او الخميس.

وسيحاكم كرادجيتش بتهمة ارتكاب اعمال ابادة وجرائم ضد الانسانية وجرائم حرب خلال حرب البوسنة (1992-1995).

ويحمل القضاء الدولي كرادجيتش الذي يعد من مهندسي خطة "التطهير العرقي" في البوسنة والهرسك، مسؤولية مجزرة سريبرينيتسا التي ذهب ضحيتها ثمانية الاف قتيل وحصار ساراييفو الذي ادى الى مقتل 10 الاف مدني.

وكان كرادجيتش مع الزعيم العسكري السابق لصرب البوسنة راتكو ملاديتش الذي لا يزال فارا، ابرز المطلوبين الذين طالب الاوروبيون بتوقيفهما لتمضي بلغراد قدما في طموحاتها الهادفة الى الانضمام الى الاتحاد الاوروبي.

ومع اعتقال كرادجيتش، ضيق الخناق على ملاديتش، ولو ان الاعتقاد السائد هو ان هذا الاخير يحظى بدعم قوي يساعده على البقاء متواريا عن الانظار.

وبعد اشهر على توجيه محكمة الجزاء الدولية التهمة الى كرادجيتش في 1995، توارى الزعيم السياسي لصرب البوسنة عن الانظار. ومذذاك لم يتمكن القضاء من القبض عليه رغم المداهمات التي نفذت في البوسنة لدى اقرباء له او في اماكن اخرى. وقيل انه يختبىء في اديرة ارثوذكسية في البوسنة او في روسيا.

وفوجىء العالم عندما اعلن نبأ اعتقال كرادجيتش في بلغراد حيث انتحل شخصية طبيب متخصص في الطب البديل يدعى دراغان دابيتش ويكتب مقالات في مجلة ويشارك في مؤتمرات حول الصحة.

ويؤكد الاشخاص الذين التقوا كرادجيتش وهو في شخصية الطبيب دابيتش، ان اي شكوك لم تساورهم في اي وقت حول هوية دابيتش الحقيقية. وتمكن كرادجيتش من الافلات من السلطات بتغيير مظهره مطلقا لحيته الكثة وشعره الطويل ومرتديا نظارات وقبعة.

وتتشوق الصحافة الصربية الى معرفة تفاصيل اضافية عن العملية التي نفذتها اجهزة الاستخبارات وادت الى اعتقاله في حافلة في بلغراد.

وتريد الصحف ان تعرف الى اين كان كرادجيتش متوجها لدى اعتقاله، ويقول بعضها انه كان يستعد لاخذ اجازة.

وتسعى الصحافة الى معرفة من هي المرأة السمراء التي كانت تبتسم له في الصورة التي نشرتها الصحف في كافة انحاء العالم. ونفت المرأة التي تدعى ميلا تشيشاك مجددا لصحيفة "فيتشيرني نوفوستي" بانها كانت عشيقة كرادجيتشش.

وقالت "لم اكن عشيقة كرادجيتش ولم اساعده ليتوارى عن الانظار"، مشيرة الى انها كانت فقط تعرف طبيبا يدعى دراغان دابيتش.

من جهة ثانية، روت مرأة استضافت كرادجيتش في شقتها في فيينا، ان الاخير كان يعيش حياة عادية ومارس الطب البديل في المدينة لمدة اشهر.

وقالت فيسنا يانكوفيتش لصحيفة "اوستريش" ان "كرادجيتش كان يستيقظ دائما في الساعة الثامنة ويتناول الفطور في غرفته ثم يغادر المنزل ليعود في الساعة السابعة او الثامنة مساء".

واضافت المرأة البالغة الخمسين من العمر "كان يحضر كل يوم احد القداس في الكنيسة الارثوذكسية الصربية".

وبحسب اقوالها، اقام كرادجيتش في شقتها في 148 مارزستراس غرب العاصمة النمساوية بين تموز/يوليو وايلول/سبتمبر 2006 وايار/مايو 2007 ولبضعة ايام في خريف 2007.

وكان كرادجيتش اقترح عليها وعلى زوجها الاقامة في غرفة حفيدتهما مقابل جلسات مجانية من الطب البديل وقبلا بهذا العرض.

ويدور جدل حول تاريخ اعتقال كرادجيتش. اذ تقول السلطات انه اوقف في 21 تموز/يوليو في حين يؤكد محاميه انه قبض عليه في 18 منه.

وفي ما يتعلق بالبعد السياسي لهذا الحدث، كشفت صحف عدة ان اعتقال كرادجيتش جاء بعد تولي مقرب من الرئيس الصربي بوريس تاديتش رئاسة اجهزة الاستخبارات واداء الحكومة الجديدة الموالية لاوروبا القسم في السابع من تموز/يوليو.

وتحبس صربيا انفاسها قبل نقل كرادجيتش الى لاهاي، وتحضر المعارضة تجمعا ضخما الثلاثاء في بلغراد معولة على مشاعر العداء لمحكمة الجزاء الدولية في صفوف الرأي العام.

ويعتبر كثيرون محكمة الجزاء هيئة "معادية للصرب".

واثار اعتقال كرادجيتش حتى الان تظاهرات محدودة. وما يشير الى ان اجواء من التوتر تسود في صربيا، تلقى الرئيس الصربي الموالي لاوروبا تهديدات بالقتل بواسطة رسائل الكترونية بعد اعتقال كرادجيتش.

وجاء في احدى الرسائل الموجهة الى المكتب الاعلامي للرئيس "انت رجل ميت يا بوريس!"، ووقع الرسالة شخص يدعى بياتويتش نيبويسا من بانيا لوكا في الجمهورية الصربية، الكيان الصربي في البوسنة. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى