هل يصلح ماكين السبعيني لحكم أمريكا؟

> واشنطن «الأيام» بير ماينرت :

> كان جون ماكين المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية كان يخطط أصلا للحديث عن سياسة الطاقة وعن أسعار النفط.

ولكن عندما سلطت كاميرات التلفاز عليه وبجواره زوجته سيندي تحت شمس ولاية كاليفورنيا الحارقة انصب اهتمام العالم كله على اللصقة الصغيرة على خده.

وشعر ماكين الذي كان مصابا من قبل بالسرطان بالحرج عندما اضطر للاعتراف بأنه خضع لجراحة أخرى لإزالة سرطان من بشرته.

ورغم أنه أكد مرارا وتكرارا أن كل شيء على ما يرام وأن الجراحة التي خضع لها روتينية لكن ذلك سرعان ما أعاد للأذهان الموضوع القديم حول صحة المرشح الجمهوري وسنه حيث تحدثت جميع القنوات التلفزيونية تقريبا عن هذا الموضوع.

والسؤال الذي تناولته هذه القنوات صراحة هو: هل يصلح ماكين من الناحية الصحية وهو في الحادية والسبعين من العمر لتولي مهام منصب الرئيس الأمريكي الشاقة؟

حاول المحارب القديم في فيتنام حتى الآن مقابلة هذه المشكلة بالمزاح، فعندما سئل في برنامج حواري عما إذا كان رجل في سنه يحتاج إلى قيلولة يومية ، فعل ماكين وكأنه قد غلبه النعاس.

ومن أقوال ماكين الشهيرة عن نفسه: "أنا في عمر الأرض وبوجهي ندبات أكثر مما بوجه فرانكنشتاين".

غير أن استطلاعات الرأي بينت أن ربع الناخبين يرون أن ماكين أكبر من أن يصلح لتقلد منصب الرئيس الأمريكي.

وأقدمت وسائل الإعلام الأمريكية بلا رحمة أو هوادة على مناقشة هذا الجانب من شخصية ماكين بكل صراحة.

وصورت مجلة "فانتي فير" ماكين على غلافها مؤخرا على أنه شيخ متهالك في المكتب البيضاوي وأمامه وسيلة مساعدة على المشي يمسك بها.

وسخر النجم التلفزيوني الأمريكي الشهير ديفيد ليترمان من ماكين قائلا إنه طاعن في السن لدرجة أنه لم يعد يعرف العراق إلا باسمه القديم ، أرض الرافدين.

كما أحصت عليه وسائل إعلامية جادة العديد من الهفوات والأخطاء في خطاباته متسائلة عما إذا كان سنه أكبر من أن يصلح لمنصب الرئيس.

ومن هذه الأخطاء الخلط بين الصومال والسودان.

وأفردت صحيفة نيويورك تايمز عنوانها الرئيسي ذات مرة لماكين وبالتحديد لمواطن القصور النحوية والبلاغية في خطبه.

والحق أن ماكين سيكون أكبر الرؤساء الأمريكيين سنا إذا نجح فعلا في الفوز في الانتخابات الرئاسية في الرابع من تشرين ثان/نوفمبر المقبل حيث سيكمل عامه الثاني والسبعين نهاية آب/أغسطس المقبل. وسيتفوق ماكين بذلك على الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان الذي كان يبلغ من العمر 69 عاما عندما حكم الولايات المتحدة عام 1981.

ويضاف إلى ذلك سيرة ماكين مع المرض حيث خضع في التسعينيات لأكثر من عملية جراحية بسبب الإصابة بسرطان البشرة كما خضع عام 2000 لعملية استئصال "لورم سرطاني خطير بالبشرة" خلفت حتى الآن ندبة واضحة في وجه حسبما قال ماكين نفسه.

ويعرف حتى أنصاف المتعلمين في أمريكا أن هذه الأورام يمكن أن تعاود الظهور مرة أخرى بعد استئصالها، وليس هناك من الناخبين من يتصور أن يكون مريضا بالسرطان قائدا للعالم الغربي.

وعلق الكاتب الصحفي ديفيد جيرجين مؤخرا على التحفظات على سن ماكين بالقول: "لقد عادت مسألة السن تطرح نفسها".

أما المرشح الديمقراطي للرئاسة، باراك أوباما، فإنه سيكمل 47 عاما في الرابع من آب/أغسطس المقبل أي أن الفارق بين سن المرشحين سيكون 25 عاما، مما يعني جيلا كاملا. أضف إلى ذلك أن ماكين لم يظل "شابا سبعينيا" بل بالعكس فإن السن يبدو عليه بشكل واضح ومن علامات ذلك حركاته الجامدة وغير المرنة كما تبدو على ملامحه السنوات التي قضاها في الأسر في فيتنام الشمالية السابقة.

غير أن ماكين يحاول أن يستفيد من مسألة تقدم سنه حيث يراهن بشكل خاص على خبرته في القضايا الخارجية والأمنية التي تمتد لسنوات طويلة. ويحاول المرشح الجمهوري أن يصور خصمه أوباما على أنه مبتدئ.

ولا يكف ماكين في خطبه عن التأكيد على أنه "تعلم أشياء على مدى حياته".

لا عجب إذا أن يكون السن أهم عناصر المعركة الانتخابية التي ستكون بالطبع "بين مسن وشاب". (د.ب.أ)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى