الرئيس:لا أحد وصي على الشعب اليمني والوصي هي الحرية والديمقراطية والرأي والرأي الآخر

> صنعاء «الأيام» سبأ:

> دعا فخامة الرئيس على عبدالله صالح رئيس الجمهورية «بقايا التمرد في صعدة إلى الالتزام بوقف إطلاق النار والعودة إلى قراهم ومنازلهم سالمين وآمنين».

وقال فخامة الرئيس- في الكلمة التي ألقاها أمس في حفل تخرج 28 ألفا و367 من طلاب وطالبات الجامعات الحكومية للعام الجامعي 2007-2006 من حملة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه-: «بعد أن انتهت الحرب في صعدة، نحن نتطلع أن يلتزم أولئك النفر الذين ليس لهم هوية إلا هوية العودة إلى الماضي بوقف إطلاق النار، وإنهاء التمترس والنزول من الجبال ونزع الألغام، وأن يعودوا إلى قراهم مواطنين آمنين سالمين يتمتعون بالحقوق والواجبات طبقا للدستور والقانون».

وأضاف «عملنا خلال الأسابيع الماضية على إنهاء حالة الحرب في محافظة صعدة التي قدمنا فيها قوافل من الشهداء بسبب الجهل والتعنت والتخلف والدعوة إلى الإمامة من جديد بعد مضي 46 عاما».

وأكد فخامة الرئيس خلال الحفل الذي نظمته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والجامعات اليمنية الحكومية بمناسبة يوم العلم الـ 30 من يوليو أن إعادة الإمامة مرة أخرى إلى اليمن خيال في عقول المتخلفين، ولن تعود، لأن شعبنا تخلص منها إلى الابد.

وقال بهذا الخصوص «مستحيل أن تعود الإمامة إلى اليمن بعد ما ضحينا بقوافل من الشهداء المناضلين، فلا أحد وصي على الشعب اليمني، والوصي هي الحرية والديمقراطية والرأي والرأي الآخر».

وأضاف «قبل 18 عاما بدأت التعددية السياسية وأشهر 22 حزبا وصدرت أكثر من 300 مطبوعة من الصحف والمجلات، كل واحد يغني على ليلاه، لم تترك صغيرة ولاكبيرة، وتعود الناس وعرفوا أنه لايصح إلا الصحيح، فيما يذهب الغث».

ودعا رئيس الجمهورية الصحافة إلى توخي الحقيقة واستسقاء المعلومات الصحيحة من مصادرها، من أجل أن تكون هناك مصداقية للصحفي وللصحيفة، فالصحافة تتمتع بحرية كاملة وعليها أن تتوخى الدقة في نقل المعلومات الصحيحة.

وقال فخامة رئيس الجمهورية إن «ما يحدث في المناطق الجنوبية يقوم به مجموعة مرتزقة من مخلفات الاستعمار اندسوا على ثورة سبتمبر وأكتوبر، صفوا الحركة الوطنية وجندهم الاستعمار..» متسائلا «أين هم الآن؟ كلهم في لندن عندهم الاقامة والجنسية.. فهل مثل هذا ناضل ضد الاستعمار وفجر ثورة؟!».

وأضاف إن «مثل هؤلاء عملاء يتسكعون في الهايد بارك في لندن ويرفعون شعار تحرير الجنوب العربي، فأي جنوب عربي يقصدون، فما نعرفه هو جنوب اليمن الذي خلده الشعراء والمؤرخون، وكما قال الشعراء لاشمال لا جنوب في الوطن».

وقال «لاتسمعوا لأولئك النفر، وهم قلة، أصوات نشاز، لاتؤثر على معنوياتكم ولا على ثقافتكم، هؤلاء نفر قليل من مخلفات الإمامة والاستعمار، يظلون ينخرون في جسد الوحدة والديمقراطية والحرية والثورة، انتبهوا فكلها فلسفات غير ذات جدوى».

وبين بالقول إن «كل من تضرر من النظام تحول إلى زعيم، فهؤلاء كانوا فاسدين في مؤسسات الدولة، استلموا الأموال وخربوا اليمن في حرب 94م بـ 11 مليار دولار، خسرتها اليمن، ولو لم تقع هذه الحرب لكنا عملنا نهضة تنموية رائعة وحقيقية، ولكن أولئك النفر من بقايا الاستعمار أرادوا أن يعيدوا عجلة التاريخ إلى الوراء، ولم ينالوا ما تمنوه، بفضل تصدي شعبنا اليمني العظيم لهم ودحرهم وهزمهم ليتحولوا إلى أصوات لاتمثل مشكلة».

وكان رئيس الجمهورية قد هنأ في مستهل كلمته الخريجين والخريجات وقيادة وزارة التعليم العالي والجامعات.. وقال «يسعدني أن أحضر هذا الحفل الكبير لخريجي الجامعات اليمنية في العاصمة صنعاء، والذي صار تقليدا رائعا بدلا من الاحتفال في كل جامعة على حدة».. مؤكدا أن الهدف من تنظيم الحفل مركزيا هو توطيد وتعميق روح الوحدة الوطنية بين طلابنا وطالباتنا.

وأعرب فخامته عن سعادته لما سمعه ولمسه من الطلاب والطالبات والذين أكدوا في كلماتهم على حب الوطن الحفاظ على وحدته وأمنه واستقراره.

وقال في هذا الشأن «لقد أسعدني ما سمعته من الطلاب والطالبات من تأكيد على حب الوطن وحرصهم على خدمته سواء من خلال كلماتهم أو القصائد الشعرية التى ألقيت خلال الحفل، والتي أكدوا فيها حبهم للوطن والوحدة اليمنية، وعكست الثقافة والتطور في صفوف الأكاديميين من حملة البكالوريوس والماجستير والدكتوراة، وكذا ولاءهم للوطن والثورة والجمهورية والوحدة والحرية والديمقراطية».

وأضاف «يجب أن تعمق هذه المفاهيم بين طلابنا في الجامعات وعلى وزارة التربية والتعليم أن تعيد النظر في مناهجها بحيث تتضمن تعميق الولاء الوطني وحب اليمن».

وخاطب رئيس الجمهورية الخريجين والخريجات قائلا «افتخروا بهذا الوطن الذي ترعرعتم فيه، وتربينا وتعلمنا كلنا فيه، ما أجملها من لوحة رائعة وجميلة وأنا أرى أبنائي الطلبة والطالبات في هذا الحفل من كل أنحاء اليمن».. لافتا إلى أن التعليم الجامعي قبل 46 عاما كان معدوما ومقتصرا على الثانوية العامة التي كانت محصورة على فئة معينة.

وأكد بالقول «اليوم التعليم متوفر لكل الناس، لكل أبناء الوطن دون استثناء، من تعليم تربوي جامعي وفني ومهني لكل أبناء الوطن، والأجمل في هذه اللوحة أن أرى الفتاة وقد أصبحت متعلمة، صارت دكتورة ومدرسة وطبيبة، فإن النساء شقائق الرجال، والعيب كل العيب هو في كل من لايتعلم أو ذاك الذي يدعي المعرفة وهو لايفقه شيئا».

وأضاف «أنا تحدثت أكثر من مرة في أن اليمن في أوائل الثورة اليمنية الخالدة، وحتى قبل 30 سنة عندما توليت زمام الحكم، كان معظم الوزراء ورؤساء المؤسسات لايزيد تعليمهم عن الثانوية العامة، صحيح أن الناس كانوا ينادونهم (أستاذ) رغم أن بعضهم كان يحمل الشهادة الإعدادية فقط، الآن أصبح معظمنا أساتذة وصار التعليم لكل الناس دون تمييز».

وأشار رئيس الجمهورية إلى أن إجمالي ما تصرفه الدولة على التعليم الأساسي والثانوي والجامعي والابتعاث إلى الخارج يبلغ 272 مليار ريال.

وقال هذا شيء رائع أن نصرف على تنمية الإنسان, فالتنمية البشرية هي الأصل والإنسان هو الثروة الحقيقية لهذا الوطن لأنه في ظل التعليم والإبداع والبحث العلمي سنستخرج ما في باطن الأرض من ثروات معدنية بعلمائنا, وبدون العلم لاتقدم للوطن، فبالتعليم المهني والفني والجامعي سنبني وطن الثاني والعشرين من مايو, يمن الحرية والديمقراطية والوحدة».

وحث فخامته قيادة الجامعات وإداراتها ووزارة التربية والتعليم على أن تكون برامج المناهج الدراسية متضمنة تعميق روح الولاء الوطني وثقافة حب اليمن.. مبينا أن «هناك 240 ألف طالب وطالبة خريجين من 8 جامعات يمنية، وحاليا هناك 5 جامعات تحت التأسيس ستنجز خلال الأعوام القادمة».

واعتبر فخامة رئيس الجمهورية ذلك مكسبا باعتبار «هؤلاء الخريجين الثروة الحقيقية للعلم والمعرفة والثقافة والتعليم ضد التخلف والأمراض المناطقية والقروية والفئوية.

مشيرا إلى ضرورة أن تكون ثقافتنا وشعاراتنا في حب الوطن والولاء له ومناهضة للفئوية».

وتمنى فخامته للخريجين والخريجات التوفيق والنجاح.. موجها الحكومة ووزارة الخدمة المدنية «باستيعاب 411 طالبا وطالبة من أوائل خريجي الجامعات وتوظيفهم خلال عام 2009، تشجيعا للمتفوقين والمتفوقات».

وقال «علينا أن نحث الطلاب والطالبات على البحث والجدية في التعليم، والابتعاد عن القات، والاعتقاد أنه لايمكن المذاكرة إلا بالقات، فالقات مضيعة للوقت، وبسببه كثرت أمراض السرطان، فالقات آفة آفة آفة، وعلى الطلاب والطالبات أن يحاربوه بشتى الوسائل، بالانتماء للنوادي والمكتبات والمدرسة، بقراءة الكتب والأبحاث العلمية بدون قات».. داعيا أساتذة ورؤساء الجامعات لأن يكونوا قدوة لطلابهم في هذا الجانب.

وفي ختام الحفل قام فخامة رئيس الجمهورية بتكريم الطلبة الخريجين من الأوائل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى