مشروع مياه امعين- امقاع أوضاعه مشلولة ولم يعد قادرا على تأدية خدماته

> «الأيام» الخضر عبدالله محمد:

>
خزان منطقة امقاع دون ماء وأصيب بالصدأ
خزان منطقة امقاع دون ماء وأصيب بالصدأ
يعد مشروع مياه منطقتي (امعين- امقاع) واحدا من أقدم مشاريع المياه بمديرية لودر محافظة أبين، إذ تأسسس عام 1975م، في عهد الرئيس سالم ربيع علي، وكان من أنجح المشاريع حتى قيام وحدتنا المباركة، فكانت الدولة حينها تقوم بمتابعته وصيانته باستمرار، وخلال السنوات القليلة الماضية انهارت أركانه وبات يعاني تردي أوضاعه حتى أصبح دوره مشلولا كليا، ولم يعد قادرا على تأدية خدماته للأهالي.

«الأيام» ارتأت استطلاع معاناة مواطني عدد من القرى الذين حرموا من الحصول على شربة ماء من مشروع كان يقدم إمدادات المياه لعدة قرى محرومة.. فإليكم حصيلته في السطور الآتية:

تسعة أشهر من التعثر

لقد سبق لنا أن قمنا بنشر استطلاع صحفي حول معاناة المشروع الحيوي في «الأيام» في مطلع شهر أكتوبر 2007م، وذلك لأهميته بالنسبة للأهالي الذين يروون عطشهم من مياه المشروع، حيث يعانون حاليا العطش ويقومون بجلب الماء من أماكن بعيدة، وفي حالة الاستجابة لإصلاح وتشغيل مشروع منطقتي (امعين- امقاع) فإنه سوف يوفر الماء لأكثر من 18000 نسمة من سكان المنطقتين، و6000 رأس ماشية موزعة على ثلاث تجمعات سكانية، كما بينت المعاناة التي يكابدها الأهالي، التي تم استعراضها في الاستطلاع الصحفي الذي أجريناه سابقا.

رسالة شكر لصحيفة «الأيام» ورئيس تحريرها

إننا عندما نكتب في «الأيام» التي تتسع صفحاتها لكل هموم أبناء الوطن، فإننا لا نريد ابتزاز أو استفزاز أحد، ولكن قضايا الناس وهمومهم هي التي تجرنا للكتابة، وعندما تصل قضية ما إلى الصحافة فإنها تصبح قضية رأي عام، وعلى الشخص أو الجهة المعنية أن توضح موقفها مما يكتب.. وفي هذا السياق فقد جاءني بعض من الأهالي الذين هم مستفيدون من مشروع المياه يحملون رسالة شكر موجهة إلى صحيفة «الأيام» ورئيس تحريرها الأستاذ هشام باشراحيل لتفاعلهم مع قضايا المواطنين وهمومهم، ويطلبون فيها الكتابة من جديد حول هذا المشروع الذي لايزال يعاني التعثر.

الأهالي يتحدثون لـ «الأيام» :

كان أول المتحدثين الأخ الخضر صالح أحمد كردة من أعيان منطقة امقاع الذي رحب بنا وبدأ حديثه قائلا: «مشكلتنا مع المياه قديمة، وقد استمررنا نشكوها ونتحدث حولها دائما، لكن المحافظين السابقين في أبين - هداهم الله - ظلوا بعيدين عنا ولم يسمعوا ما نقوله ونعيده حول مشاكل مناطقنا على العكس ما نرى ونسمع ونلمس من محافظنا الجديد م.أحمد بن أحمد الميسري فهو قريب من المواطن، وقد أعانه الله في التغلب على الكثير من المشاكل المعقدة في أبين.. فالرجل للأمانة غير مقصر ويعمل ليل نهار، وهذا رأينا ونقوله عبر «الأيام»، ويكفي أنه أنعش آمال أبين وبدأ يحرك فيها عجلة التنمية، وهذا ما يدفعنا لأن نتوجه اليوم للأخ المحافظ لحل مشكلة مشروع مياه (امعين- امقاع)، طالبين منه أن يحل محنتنا ومعاناتنا بتشغيل وضخ مياه المشروع الذي يروي عطشنا وترتاح النساء والأطفال الذين يتكبدون المعاناة سويا بسبب شحة المياه وارتفاع سعر الوايت (البوزة) الحجم المتوسط إلى 2700 ريال، والحجم الصغير إلى 2200 ريال، وأن يمدنا بمجموعة أنابيب لا أقل ولا أكثر، وإن شاء الله لن يبخل علينا عندما يصله صوتنا هذا عبر «الأيام» التي لها مكانة ومعزة غالية في نفوسنا».

مبنى غرفة مضخة المشروع
مبنى غرفة مضخة المشروع
مشكلة المياه أثقلت كاهلنا

والتقينا بالشيخ الحامد قاسم محسن حبيبات أحد مشايخ منطقة امقاع فقال: «أولا وقبل كل شيء نشكر «الأيام» لجهودها ومتابعتها لقضايا وهموم الناس في المناطق اليمنية كافة، أما بخصوص مشكلتنا التي نعانيها في المنطقة مع المياه فهي مشكلة كبيرة وتبعاتها خطيرة أثقلت كاهلنا ولا ندري من أين نبدأ، فقد تعب أهالي منطقتي امقاع وامعين منذ أعوام مضت حتى يومنا هذا وهم يبحثون عن المياه، فمشروع المياه قد تعثر وأصيب بشلل ولن يقوى على العمل مرة أخرى، وأن الطفل والشيخ المسن والمرأة والمريض كلهم يحتاجون لشربة ماء يروون بها عطشهم، ولكن للأسف الشديد الجهات المختصة في المديرية تتفرج علينا، جاعلين أذنا من طين وأخرى من عجين، وكأن أمر مشروع مياه (امعين- امقاع) لا يهم أحدا منهم، فكل يوم نطرق أبواب المسؤولين في المديرية ولكن لا نجد سوى وعود».

من ينقذنا من مسلسل عناء جلب المياه يومياً؟

كما تحدث إلينا الأخ الخضر محمد ناصر الدياني، من أعيان منطقة امعين فقال: «نشعر الآن بشيء من التذمر والإحباط لعدم حل مشكلة مشروع مياه (امعين - امقاع) وتشغيل المشروع وضخ الماء إلى منازلنا في قرانا، أما إذا لم تحل المشكلة فسنبدأ بقصة جلب المياه التي نتجشم فيها عناء قطع مسافات طويلة على ظهور الحمير، لعدم القدرة على شراء صهاريج الماء البوز الباهظة الثمن، ونطالب الجهات المعنية، ومحافظ أبين بدعم مثل هذه المشاريع الأهلية المصغرة».

وأضاف «وإذا لم تحرك الجهات المعنية ساكناً ولم تتم إعادة تشغيل المشروع، فستبدأ رحلة البحث عن الماء التي ترهق الأطفال والنساء والفتيات.. ولا نخفي ما تحمله صدورنا من معاناة في سبيل الحصول على المياه ، كما إن أسعار المياه في المنطقة دخلت موسوعة جينيس للأرقام القياسية ، فقد ارتفت أسعار المياه إلى مبالغ باهظة وبعض الأهالي لا يمكنهم شراء وايت ماء (بوزة) من الماء لبؤسهم وفقرهم، وهم من ذوي الدخل المحدود ويصل أقل استهلاك للأسر إلى سبعة آلاف ريال، ولكن عشمنا كبير في محافظ أبين ومدير عام مشاريع مياه الريف لدعم المشروع بالمضخات والأنابيب والدعم المادي ليصل الماء إلى منازلنا وقرانا كما كان عليه سابقاً».

هموم متراكمة وأحزان دفينة

«إلى متى سنظل نلف وندور حول دائرة مفرغة ومظلمة لايجد فيها الإنسان ما يجب أن يتوفر له ولأسرته وأطفاله من سبل يسيرة للعيش الكريم ليهنأ بحياته في بلاده ووسط أهله وذويه وأصدقائه؟!».. كانت تلك كلمات المواطن ناصر أحمد هيثم من أبناء منطقة امقاع، التي قالها في بداية حديثه لنا.. وواصل حديثه بالقول: «كم يتمنى المرء أن يهنأ بحياة سعيدة وكريمة يرى فيها قريته أو منطقته تنعم بخيرات وطنه. إنها لحظات يصعب وصفها على أي لسان». وواصل حديثه قائلا: «كيف لنا أن نشعر بكياننا الآدمي ونحن نفتقر لأبسط مقومات العيش الكريم، وكيف لنا أن نفرق بين أصولنا الآدمية وأصناف الكائنات الأخرى، ونحن لا نمتلك أي مشروع حيوي وتنموي يشعر بقيمة آدميتنا على تربة أرض وطننا؟!

أين الرحمة؟ وأين العدل؟ وأطفالنا وبناتنا ونساءنا لم يسلموا من عناء جلب المياه يومياً ومنذ بزوغ الفجر والشمس لم ترسل أشعتها بعد يذهبون جميعهم لجلب المياه ليرووا عطشهم بشربة ماء .. وأين العدل والمواطن في مناطقنا يتجرع يومياً ألواناً من المعاناة والعذاب بشتى صوره ومعانيه».. مشيرا إلى أن أحلام المواطنين في منطقتي (امعين- امقاع) تبخرت بعد تحول نعمة إنجاز مشروع المياه إلى نقمة «حيث إن المواطنين في المنطقتين مازالوا يجلبون مياه الشرب وهي مالحة وليست عذبة ولا صالحة للشرب على ظهور الحمير، وأصبح من يملك حماراً في منطقتنا هو الفائز والقادر على الإتيان بالماء».

الأهالي ينزحون الماء من بئر مالحة للاستخدام وسقيا الأغنام
الأهالي ينزحون الماء من بئر مالحة للاستخدام وسقيا الأغنام
إنهم يردون: الماء فقط

يقول الأخ علي ناصر امطلي، أحد أعيان آل امطلي في امعين: «إننا هنا لا نملك سوى أن نقول للجهة المسؤولة عن إقامة هذا المشروع: اتقوا الله فينا وفي هؤلاء الناس الذين يعانون العطش، فإن فيهم الطفل الصغير والشيخ المسن والمرأة الضعيفة، ونذكرهم لعل الذكرى تنفع المؤمنين، إن الله قد غفر لامرأة لأنها سقت كلباً كان يأكل الثرى من شدة العطش. إن هؤلاء الناس لا يريدون منكم أن تبنوا لهم حدائق عامة أو متنزهات، إنهم يريدون فقط الماء ليرووا عطشهم وعطش مواشيهم». وأضاف:«إن أهالي امعين أقدامهم قد حفيت وأحوالهم قد انهارت وأصبح الماء شغلهم الشاغل»، ووصف المشروع الحالي للمياه في منطقة أمعين بأنه «شماعة يعلق عليها المسؤولون آمالهم، في حين مضى على المشروع أكثر من فترة ولم يتحرك خطوة تعطي الأهالي أملاً في الحصول على الماء».

نشفت العروق ومتنا ظمأ

وخلال الجولة التي قامت بها «الأيام» في منطقتي (امعين - امقاع) تحدث الأخ هادي عبدالله محمد، من أبناء عراكبي وعبر عن معاناة الأهالي من انعدام المياه، وقال: «نشفت عروقنا ومتنا ظمأ، والمسؤولون يعدونا، ولكن أنابيب المشروع تكسرت من الدحل (الصدأ)».

ختاماً:

ختاماً إن ما تعيشه (امعين- امقاع) بمديرية لودر من مأساة حقيقية في مياه الشرب بحاجة إلى وقفة جادة من قبل المحافظ الجديد لمحافظة أبين م. أحمد بن أحمد الميسري والجهات المسؤولة لحل أزمة مشروع مياه (امعين - امقاع)، وغيرها من المناطق المجاورة، وهل سيجد الشرفاء الطيبون من منطقتي (امعين- امقاع) آذاناً صاغية للنهوض بالمشروع وتشغيله؟! أسئلة نضعها أمام محافظ أبين والجهات ذات الاختصاص وأهل الحل والعقد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى