قصائد غير منشورة كتبها نزار قباني على فراش المرض

> «الأيام» عن صحيفة «الحياة» اللندنية:

> ذكرت صحيفة الحياة اللندنية أمس أن الشاعر الكبير نزار قباني الذي رحل قبل عشرة أعوام يعود إلى قرائه في قصائد مجهولة وغير منشورة، دأب على كتابتها في عزلته اللندنية، وعلى سرير المرض في المستشفى.

قصائد لم ينل منها الوهن ولا خمدت فيها روح الثورة ولا هجرها نزق الشباب، ها هو يكتب مثلما اعتاد أن يكتب طوال حياته، بحماسة ولوعة وحنين... وشاء في تلك اللحظات أن يودّع العالم العربي راثيا أحواله البائسة ومعترضا ومحتجا بصوته العالي والجريء:

طَعَنُوا العُرُوبةَ في الظلام بخنجرٍ

لا تَسأليني،

يا صديقةُ، مَنْ أنا؟

ما عُدْتُ أعرفُ...

- حينَ أكتُبُ -

ما أُريدُ...

رَحلتْ عباءَاتٌ غَزلتُ خُيُوطَها...

وتَمَلمَلَت منّي

العُيُون السُودُ...إلخ

وأضافت صحيفة «الحياة» اللندنية متابعة الموضوع بعد القصيدة التى اخترنا أجزاء منها، قائلة: «قبل أشهر على رحيل الشاعر نزار قباني في العام 1998 دأب على كتابة القصائد خلال عزلته المرضية في منزله اللندني، وكان عزف عن النشر مؤثرا الاحتفاظ بما كان يكتب، حينا تلو آخر، حتى في المستشفى الذي قضى فيه أياما ولياليَ لم يكن ينثني عن كتابة الأبيات والمقاطع الشعرية وأحيانا على أوراق صغيرة ومنها أوراق «الروشتات» أو الوصفات الطبية الخاصة بالصيدلية.

غاب نزار قباني وظلّت قصائده تلك مجهولة وغير منشورة، تنتظر أن تخرج إلى الضوء من عتمة الأدراج، وها هي عائلته ترتأي أخيرا نشرها في الذكرى العاشرة لرحيله، في ديوان يصدر خلال عشرة أيام عن دار نوفل (بيروت) عنوانه (أبجدية الياسمين). هنا قصائد مختارة من الديوان، إضافة إلى المقدمة التي وضعها أبناء الشاعر.

(أبجدية الياسمين)

ولد في 21 آذار (مارس) 1923 ورحل في 30 نيسان (أبريل) 1998.

ولد في الربيع.. ورحل في الربيع

الربيع كان قدره كما كان الشعر

... الأرض وأمي حملتا في وقت واحد ووضعتا في وقت واحد..

(من مقدمة قصتي مع الشعر)

في كل فصل ربيع كان يتأمل الأشجار المزهرة بإعجاب شديد، وكأنه يراها كل مرة للمرة الأولى، فيهزّ برأسه قائلا: «سبحان الله، كل شجرة لبست فستانها المفضل، واحـــدة بالأبيض والثانية بالزهر وأخرى بالأصفر، وكل منها وكأنها تتزين لعرسها، أو تتنافس بينها كالبنات الفرحات بملابسهن الجديدة في العيد».

في الثلاثين من نيسان لهذا العام 2008 تمر عــشرة أعوام على رحيله. واحد من أكبر الشعراء العرب المعاصرين، وواحد من أعظم الآباء، فتحية له ولعشاقه قررنا جمع القصائد الأخـــيرة التي كتبــها بين عامي 1997 و1998 والتي لم تصدر في كتاب من قبل، وننشرها كما كتبها بخط يده الجميل لنشارك محبيه كيفية كتابته للشعر ومزاجه والإلهام كيف يأتيه لعله الآن في أجمل مكان يبتسم لنا.

عندما مرض وفي السنة الأخيرة قبل وفاته كنا نتفاءل عندما يشعر بالرغبة في الكتابة، لأنها بالنسبة إلينا كانت رغبة منه في الحياة، وكنا نحرص على وضع أوراقه وأقلامه بالقرب من سريره لعله يكتب، لأن الشعر كان لديه هو الحياة، ولكن مع الأيام كثرت الأدوية وخفتت قدرته على الكتابة، فأزحنا الأوراق بعيدا وتركنا قلما، وفي ليلة استفاق ليكتب فوجد القلم وليس الورق، ولكن لحسن الحظ وجد كيس أدويته وهو مصنوع من الورق، فأفرغ الكيس وكتب عليه، فكانت هذه الصفحة الفريدة التي نشارككم إياها كما كتبها على كيس الصيدلية.

نحن لا نودعه في هذا الكتاب، بل نسلم عليه سلام الشوق والربيع ونقول له:

«اشتقنا إليك يا نزار جميعا..

والشعر اليوم من بعدك أصبح مثلنا يتيما..

اشتقنا إليك أبا وشاعرا وإنسانا..

نحن لا نودعك في هذا الكتاب

فها هو ربيعٌ آخر يأتي ونيسان...

بل نسلم عليك سلام الشوق والربيع

ونقول لك

أزهرت الأشجار من جديد يا نزار

لعل الأشجار مزهرة دائما حولك...» إلخ كما عددت عدد من تلكم القصائد ،،،

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى