وللفن أسراره .. ما هي الفنون التي تخدعنا ونصفق لها؟!
> «الأيام» فاروق الجفري:
> الواقع أن الخدع السينمائية ليست بالحدث الجديد، وهي طالما كانت من الركائز المهمة في العديد من الأفلام السينمائية منذ الثلاثينات من القرن العشرين الماضي، لكنها اتسمت خلال تلك السنين بالسذاجة والعيوب البدائية التي لاتستطيع أن تقنع المشاهد بصحة ما يراه، ويذكر الخبراء الخدع السينمائية التي تم استغلالها في أول الأفلام عن (كينج كونج) و(فرنكشتاين) وغيرها من التي تطرقت إلى قصص (جول فيرن) الخيالية أو رحلات الفضاء، ومع أنها كانت محاولات رائدة يستحق بعضها التقدير والإعجاب حتى اليوم، إلا أنها فشلت في إعطاء الانطباع الذي يقنع المتفرج أو يوهمه على الأقل بأن ما يشاهده يمكن أن يكون حقيقة وليس مجرد خيال مطلق، ويقول الأمريكي (كولريدج) وهو أحد أهم مصممي الحيل السينمائية في أمريكا: إن الهدف الأساسي الذي يجب أن تسعى إليه الخدع يتعلق بإقناع المشاهد بأنه ليس ضحية حيلة مدبرة ترمي إلى الضحك عليه، بل إن ما يراه من غرائب ومدهشات يحدث أمامه بالفعل. ويضيف قائلا: إن الارتفاع الكبير الذي بلغته أسعار الدخول إلى دور السينما هذه الأيام بات يجعل المشاهد يصر على أن يحصل على ما يرضيه تماما، فإذا دخل صالة السينما لمشاهدة الأفلام التي تعتمد على براعة الخدع السينمائية يتمكن من الاقتناع بصحة المشاهد التي تتعاقب أمامه. صحيح أن المتفرج يعلم في قرارة نفسه أن هذه المشاهد التي يراها عن ناطحات سحاب تتهاوى وقوى غير طبيعية تقتل وترعب الناس هي نتاج الخدع السينمائية المدبرة بإتقان ودقة ومن المستحيل أن تحصل في عالم الحقيقة، إلا أنه يمتنع في الوقت نفسه عن الانصياع لمنطق التفكير الواقعي طالما وهو جالس على الكرسي في صالة السينما أو حتى إذا كان أمام شاشة التلفزيون في بيته، فالمتفرج يستمر في التصديق جامحا في الخيال حتى انتهاء العرض السينمائي ليعود بعدها إلى عالم الواقع من جديد، والمضحك أنه يخرج من السينما وهو يصفق للذين خدعوه!.