مؤسسات الإنتاج الفني وممارسات لاتخدم الفن

> «الأيام» جهاد جميل محسن:

> إن ما يحز في النفس أن تجد من يسيء إلى مفهوم الفن ويحبس فضاءاته الواسعة في زجاجة، كما تفعل بعض شركات الإنتاج الفني، التي تحاول أن تحتكر الأصوات الفنية وتفرض على الجمهور طابعا غنائيا معينا عند تعاقدها مع الفنانين اليمنيين، وتعطي لنفسها الحق في تحديد خصوصية الألوان الغنائية التي تطرح في الساحة الفنية لتلقينها وفرضها على الجمهور المتلقي وفق قناعة وذائقة القائمين عليها، وإلا بماذا نفسر تعميم البنود على مختلف العقود التي تطالب الفنان اليمني وترغمه على تقديم أعمال غنائية تفرضها تلكم الشركات على الناس، ومصادرة حقوق الفنان بتقديم أغانٍ تعبر عن طابعه وطموحاته، ولماذا ترفض بعض الشركات تسجيل اللون الغنائي (العدني) وغيره تحت ذريعة ومبرر هذا غير مرغوب به في السوق؟! ولمصلحة من تعمل تلكم المؤسسات في طمس هوية الآخر؟! أليس من حقنا أن نفخر ونتباهى بأن بلادنا تعتبر من أكثر الدول العربية تنوعا في ثقافتها وتراثها وتعددا في إيقاعاتها وأنماطها الفنية والغنائية، وبدلا من أن نقدم كل صنوف التراث والفنون والثقافة اليمنية نقوم بطمسها في سبيل تعميم نمط غنائي أو تراثي معين، ونتعاطى مع مفهوم التطور والإبداع من خلال إنتاجات غنائية باهتة المستوى، يسوقها شعراء وملحنون مبتدئون يعملون (بالمقاولة) لصالح تلكم الشركات وبإيقاع (العود والطبل)، ومعظمها لايصلح حتى (لجلسات القات)، ثم نتحدث عن عملية إبراز شمولية وخصائص الفن والتراث اليمني للعالم، ونحن لم نتحرر بعد من عصبية تجريد الآخر، ولم نرتقِ بفكرة أو رؤية سخية إلى إعداد مشاريع فنية كبيرة وناجحة وبموسيقى راقية ومتنوعة، وكله من أجل اكتساب مبالغ التوفير والربح، وعلى حساب سمعة الوطن وثقافته وفنونه!.

نقول للجميع وبصوت مسموع لن تستطيع أي شركة إنتاج فنية أو مؤسسة فكرية أو ثقافية تجاهل لون الغناء العدني أو الثقافة العدنية بشموليتها وقيمها الإبداعية، لأن تلك الأغاني ماتزال خالدة في قلوب ووجدان الجماهير اليمنية التي تحفظها جيلا بعد جيل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى