تحالف يهدد إيقاف الحرب في صعدة

> «الأيام» عن « نيوزيمن»:

> رغم الإشراف اليومي للرئيس علي عبدالله صالح على نشاط القوات المسلحة التي تنفذ خطة السلام في المحافظة التي عانت من الحرب قرابة أربع سنوات، تلوح في الأفق تحديات قاسية للإجراءات الرامية «منع عودة الحرب من جديد»، أهمها تحالف يحرض ضد القرار باعتباره «تنازلا للمتمردين وهزيمة للدولة، وخيانة لدماء الشهداء».

مستفيدا من خروقات وصفتها أطراف محايدة بأنها «كبيرة، وتزداد يوما بعد يوم» يرتكبها أتباع الحوثي.

ميدانيا، قالت مصادر محلية إن سيارة جيش اعترضت موكب لجنة الإعمار الأسبوع الفائت، والمكون من وزراء ومسئولين أبرزهم وزير الإدارة المحلية عبدالقادر هلال ومحافظ صعدة المنتخب حسن محمد مناع، على أثرها عادت اللجنة إلى صنعاء، واكتفى هلال بالقول لـ«نيوزيمن» إن اللجنة قد لاتعود إلى صعدة، وأن «المحافظة بحاجة لتعاون مسئول وجاد لبناء السلام بعدما أحدثته الحروب في الميدان من تعقديات».

في التفاصيل فإن سيارة تتبع قادة أحد المحاور العسكرية التي تشكلت من الجموع القبيلية قطعت مسيرة الموكب حين وصل منطقة نشور. وتجنب الموكب الاشتباك معها وعاد إلى صعدة ثم إلى صنعاء بعد أن كانت اللجنة الحكومية حققت انفراجا مهما في الجانب المدني حيث للمرة الأولى يصل مسئولون بذلك المستوى إلى ضحيان المهاذر وهي من المناطق الأكثر تضررا من الحرب.

وترصد المتابعات الخبرية محاولات يومية من أطراف قبلية تحرض القوات المسلحة ضد قرار إيقاف الحرب. كما تلجأ المجاميع ذاتها لأعمال عنف ضد بعض الوحدات العسكرية.

يغطى كل ذلك إعلاميا باعتباره «إدانة لقرار وقف الحرب»، كما تصور وسائل إعلام مقربة من قيادات عسكرية إعادة الإعمار بأنه «تعويض للمتمردين»، فيما تعمل وسائل تابعة لحزب الإصلاح على التحريض ضد الاتفاق باعتباره «تنازلا رئاسيا للمتمردين وضد القبائل التي قاتلت مع الدولة».

من جهة ثانية قال محمد سالم عزان، مدير إذاعة صعدة إن أبناء المحافظة استبشروا بـ«إعلان وقف الحرب في محافظة صعدة، وعاد الناس إلى حياتهم اليومية وتنفسوا الصعداء وهم يأملون أن يدخل عليهم شهر رمضان وهم في أمن وأمان».

عزان أضاف لـ«نيوزيمن» أن «أكثر الناس يقدرون موقف الأخ رئيس الجمهورية ويعتقدون أن ما قام به يعتبر قرارا مسؤولا يدل على حرصه على الوطن وعطفه على المواطن، ويستغربون موقف الحوثيين في عدم مواجهة الخطوة بخطوات أكبر».

داعيا «جميع أبناء المحافظة إلى تحكيم العقل في مواجهة الشائعات» و«الجيش إلى الرأفة بالمواطن والتعاون معه» و«جماعة الحوثي إلى الجنوح الجاد إلى السلم، وترك كل ما من شأنه شحن النفوس وتوتير الاجواء، ورفع النقاط من طريق الناس، وترك المظاهر المسلحة، والكف عن نشر البيانات المثيرة والتباهي بنشر صور الدمار والخراب والقتل، فالمدمر هو الوطن والمقتول هم أبناؤه».

من جانبه قال صدام حسين العبديني مدير تحرير صحيفة «منبر السلام» المحلية في المحافظة إنه رغم مفاجأة قرار إيقاف الحرب للجميع فإن «الحياة عادت ودبت من جديد في مختلف مديريات المحافظة»، وقال: «الكل في صعدة عبروا عن فرحتهم وبهجتهم وسعادتهم بذلك الإعلان الرئاسي مثمنين موقف الرئيس الحكيم والحليم في التعامل مع أحداث الفتنة والتمرد وتسامحه وعفوه الدائم عن عناصرها حرصاً على حقن الدماء بين أبناء الشعب اليمني الواحد الذي لايستفيد من إراقته سوى أعداء الوطن».

وأضاف لـ«نيوزيمن»: «الفرحة أنستنا معاناة الحرب التي أكلت الأخضر واليابس».

وقال صدام إن الكثيرين «عادوا إلى منازلهم ومناطقهم تاركين وراءهم معاناتهم وآلامهم التي أجبرتهم طيلة أيام الفتنة العيش في مخيمات النازحين بعيداً عن مزارعهم وبيوتهم وأموالهم».

رغم الإشراف اليومي للرئيس علي عبدالله صالح على نشاط القوات المسلحة التي تنفذ خطة السلام في المحافظة التي عانت من الحرب قرابة أربع سنوات، تلوح في الأفق تحديات قاسية للإجراءات الرامية «منع عودة الحرب من جديد»، أهمها تحالف يحرض ضد القرار باعتباره «تنازلا للمتمردين وهزيمة للدولة، وخيانة لدماء الشهداء». مستفيدا من خروقات يرتكبها أتباع الحوثي، ومخاوف من قيادات قبلية وعسكرية من أن يكون السلام على حسابها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى