> «الأيام» عياش علي محمد:

العرقة/ يافع
وبيوت العرقة محزمة بأحزمة وكأنها امرأة رابطة خصرها بحزام من الذهب متأهبة للذهاب إلى حفلات العرس التي لاتنتهي في هذا الوادي العريق من مديرية سباح في يافع.
والسفر إلى وادي العرقة يكفيك ثماني ساعات متواصلة نصفها سهل والنصف الآخر صعب الترويض، لكن النصف الأصعب هو الصنف الأجمل .
وعلى الرغم من روعة البناء الأصيل في (يهر) والعمران الأعرق ذات النكهة (لبعوسية) بطعم القهوة اليافعية التي لم أر مثيلاً لها في هذا العالم إلا أن وادي عرقة لايقل روعة وجمالاً وأصالة من يهر أو لبعوس والأجمل في هذا الوادي أنه يخلصك من آلام الطريق ويمحو عن جسمك الترهل والعناء، فإنك عندما تصل لهذا الوادي يذهب عنك التعب والإرهاق وتجد نفسك قد تجاوزت الخمول وبدأ يدب في أوصالك نشاط أهل هذا الوادي الذي لاينام .

وادي العرقة/ يافع
وأرجو أن تتأملوا معي روعة الأهالي في هذا الوادي بدون زيادة أو نقصان، لاتعرقل مسيرتهم أية عراقيل، فلديهم القدرة على إيجاد الحلول لها ولكل مشكلة عندهم حل لها .. ونصف الطريق الصعب الذي يواجه أهالي هذا الوادي هي الجبال الشاهقة إذ استطاعوا بأنفسهم أن يشقوا طريقاً في جبال يزيد ارتفاعها آلاف المترات، جبال تكاد أن تلامس مرتفعاتها سماء هذا الكون .
والكهرباء لم تصل إليهم حتى الآن، رغم وجود الأعمدة المنصوبة والأسلاك الكهربائية الموصولة بها إلا أن الطاقة الكهربائية لم تصل هذا الوادي، ورغم ذلك استطاعوا أن يستحضروا الطاقة الكهربائية التي تشغل (بالطاقة الشمسية) النظيفة والصحية التي ساعدت على نقاء البيئة في هذا الوادي .. إلا أن وادي (عرقة) لايزال لديه الأمل في أن تصل إليه خدمات الطاقة الكهربائية (الحكومية) كي يشاهدوا (أولمبياد) بكين ومحاكمات (كرامنكش) الصربي ..

الشاب خالد حسين المهاجر الذي عاد ليلتقي بعروسه في وادي العرقة مديرية سباح (يافع)