الاستاذ أحمد عوض باوزير أول سكرتير تحرير:من ذكرياتي مع عميد «الأيام»

> «الأيام» متابعات:

>
الأستاذ الجليل محمد علي باشراحيل أيقظني الزميل الصحفي المبدع صلاح أحمد العماري من النوم ظهر يوم الثلاثاء ليبلغني رغبة مدير تحرير صحيفة «الأيام» الغراء الأستاذ تمام محمد علي باشراحيل في مشاركتي في العدد الخاص من صحيفة «الأيام» الذي يصدر اليوم الخميس بمناسبة الذكرى الخمسين لإصدار صحيفة «الأيام» الغراء، ورغم ضيق الوقت فقد كانت هناك فسحة من الوقت لأحقق رغبة مدير التحرير، تلك الشخصية الاجتماعية التي تربطني بها علاقة الأخوة الصادقة والزمالة الحميمة، التي نمت وتجذرت خلال عملي الصحفي في دار «الأيام»، حيث لقيت بها التشجيع والمساندة وأنا أضع قدمي لأول مرة على بلاط صاحبة الجلالة (الصحافة المقروءة) التي لم يكن لي بها من الخبرة أو الممارسة حينها إلا اليسير، سواء من خلال عملي التطوعي في صحيفة (النهضة) الأسبوعية، التي كان يصدرها الأستاذ عبدالرحمن جرجرة، المشهور بدماثة خلقه وتواضعه الجم، وقد كان يساعد في التحرير نخبة من الشباب الوطنيين الغيورين.

وقد استفدت كثيرا من مهاراتهم وخبرتهم التي صقلت لي مواهبي الصحفية، وأكسبتني الشجاعة الأدبية في خوض المعارك الأدبية والفكرية، التي كانت تستعر بين الأدباء الذين تشهد لهم المنابر الصحفية بسعة الاطلاع والخبرات العلمية.

وحين التحقت بدار «الأيام» في عهد عميدها الأستاذ محمد علي باشراحيل كانت تصدر حينها صحيفة باللغة الإنجليزية وصحيفة أخرى نصف شهرية باللغتين العربية والانجليزية معا، إحداها تسمى (الرقيب) وكانت هي الصحيفة التي كنت أحد محرريها قبل أن تصدر صحيفة «الأيام» اليومية، وقد شغلت وظيفة أول سكرتير تحرير لها، وأثناء عملي في صحيفة «الأيام» رأيت أن أنقل خبرتي الصحفية التي حصلت عليها بالممارسة اليومية في صحيفتين عدنيتين، هما: صحيفة (النهضة) الأسبوعية ثم صحيفة «الأيام» اليومية، وحينها بدأت أفكر وأخطط في قيام مشروع صحفي في المكلا عاصمة حضرموت، وكانت تصدر بها بعض الصحف الأهلية والحكومية سابقا، إلا أنها توقفت جميعا لأسباب تعود إلى عدم توفر المطبعة من جهة أو إلى عدم توفر الكادر الصحفي المقتدر المؤهل من جهة أخرى. وكانت الظروف حينها قد بدأت تتغير فقد أسست أول شركة طباعة أهلية مساهمة، وفي الوقت نفسه كانت الحكومة ممثلة بمجلس الدولة قد نما لديها شعور بأنه حان الوقت لمنح تصريحات بإنشاء الصحف في حضرموت، وكان بعض أعضاء المجلس من المتنورين يؤيدون هذا الرأي.

وعند عودتي إلى المكلا كان مشروع إنشاء صحيفة أهلية مستقلة لم يعد حلما، بل أصبح واقعا، ينتظر من يخرجه إلى دنيا الواقع، وبدأت حينها في اتخاذ الخطوة الأولى، حيث تقدمت إلى مجلس الدولة أطلب الترخيص لي بإصدار صحيفة أسبوعية أسميتها (الطليعة)، وفي الوقت نفسه عقدت اتفاقا مع الشركة الأهلية للطباعة لطباعة الصحيفة.

وقد صدر العدد الأول من (الطليعة) في 28 مايو عام 1959م، واستمر صدورها طيلة ثماني سنوات، ثم توقفت مع إعلان الاستقلال في ديسمبر عام 1967م بموجب قرار جمهوري على مستوى المنطقة المحررة.

وفي ختام هذه النبذة القصيرة التي توفر لها الوقت أود أن أعلن أن النجاح الذي تحقق لصحيفة (الطليعة) خلال سنوات صدورها إنما يعود الفضل فيه لتلك الفترة التي عملت بها بدار «الأيام»، وللرعاية الأخوية التي لقيتها من عميدها، الشخصية الاجتماعية التي لم تبخل بإتاحة الفرصة لي بالتدرب على العمل الصحفي، بحيث تمكنت من استيعاب المهارات الضرورية اللازمة لنجاح الصحفي.. وهو ما انعكس بصورة واضحة في النجاح الذي حققته صحيفة (الطليعة) في مسيرتها النضالية رغم الصعاب والعراقيل التي حاولت أن تحد من مسيرتها.

ولهذا فإني من موقفي المسئول أعترف أن النجاح الباهر الذي حققته (الطليعة) إنما يعود إلى الفترة التي قضيتها بدار «الأيام» بعدن، حيث أمكن لي أن أطبق ما تعلمته أثناء دراستي للصحافة ونيلي الدبلوم من كلية الصحافة المصرية بالمراسلة.. وأقولها بصراحة فإن صحيفة (الطليعة) تعتبر الابن الشرعي لصحيفة «الأيام»، والفضل كل الفضل يعود إلى دعم ومساندة الأخ الكبير الشيخ محمد علي باشراحيل، باني ومؤسس دار «الأيام» التي تعتبر الصرح الذي صمد طيلة حياة عميدها وبعد وفاته.

رحمة الله وغفرانه لرجل الصحافة المميز في الذكرى الخمسين لصدور «الأيام».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى