> سرار «الأيام» حاتم عوض العمري:

نظمت الفعاليات السياسية والجماهيرية ومنظمات المجتمع المدني بمديرية سرار يافع محافظة أبين صباح أمس مهرجانا جماهيريا حاشدا، شارك فيه المئات من أبناء المديرية وعدد كبير من المتقاعدين العسكريين والمدنيين والشباب العاطلين عن العمل والمشايخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية بالمديرية الذين توافدوا منذ الصباح الباكر إلى موقع المهرجان.

وقبل بدء المهرجان انطلقت مسيرة سلمية جابت شوارع المديرية ذهابا وإيابا، وحمل المشاركون في المسيرة اللافتات التي كتب عليها: (أطلقوا سراح المعتقلين) و(ليعاقب القتلة والمفسدون) و(لا للجرع وسياسة الإفقار والارتفاع الجنوني للأسعار)، ورددوا الهتافات والزوامل الشعبية المعبرة عن رفضهم لاستمرار الاعتقالات والمحاكمات الصورية بحق رموز قادة الحراك السلمي الجنوبي، وعلى رأسهم حسن باعوم وكذا الإفراج الفوري عن المعتقلين.

وقد بدأ المهرجان بآي من الذكر الحكيم، ثم ألقى الأخ سالم صالح كلمة مجلس تنسيق الفعاليات في المديرية أكد فيها أن «النضال السلمي هو السبيل الأمثل لتحقيق أهدافنا ومطالبنا الحقوقية المتمثلة بالقضية الجنوبية، التي أضحت أمرا واقعا لايستطيع أحد أن ينكرها أو يغير مفهومها».

وقال: «إن الضمانة الوحيدة لاستمرار نضالنا المعلن هو تفعيل الشارع الجنوبي، وأن يعمل بكل الوسائل على تكوين رأي عام موحد، ورؤية صحيحة لقضيتنا، من خلال توعية الشارع بالذات جيل الشباب والنشء وتعريفهم بقضيتهم الكبرى والرئيسة وهي القضية الجنوبية».

وعبر صالح في كلمته عن رفضه القاطع «لممارسات السلطة تجاه حركة الاحتجاجات والفعاليات السياسية في مختلف المحافظات الجنوبية، من خلال استخدام منطق القوة، وماتقوم به من حملات اعتقالات ومداهمات وملاحقات واختطافات وتضييق الخناق على الحراك السياسي والتصدي على الحقوق والحريات».

وطالب في كلمته السلطات «بالكف على تلك الممارسات وإيقاف المحاكمات الصورية والسياسية لقادة رموز الحراك السلمي الجنوبي، وإطلاق سراحهم فورا، وكذا الاعتراف بالقضية الجنوبية أرضا وشعبا وهوية وثروة وثقافة»، مطالبا في هذا الصدد «العزم على مقاطعة مايسمى بالانتخابات النيابية».

وألقى الأخ محسن علي منصور أمين سر التنظيم الوحدوي الناصري بالمديرية كلمة أحزاب اللقاء المشترك أكد فيها حق المواطنين في التعبير عن مظالمهم وحقوقهم المكفولة شرعا وقانونا بصورة سلمية خالية من العنف والفوضى والتخريب.

وأضاف: «يكفيكم فخرا واعتزازا توحيد كلمتكم وأيديكم في مقاطعة الانتخابات الرئاسية والمحلية السابقة لعدم تنفيذ مشروع طريق باتيس رصد».

معربا أن «ذلك المشروع الحيوي والمهم وذلك الحلم والمطلب الجماهيري طال انتظاره لإخراج 150 ألف إنسان من العزلة والحرمان المستديم».

وقال: «إن سياسة السلطة قد تجسدت بترك الحبل على الغارب وعاث رموزها ومنسبوها فسادا ومارسوا سياسة القرصنة على خيرات الوطن وثرواته، وخرق سافر للقانون والدستور واتساع دائرة البطالة والفقر، وهي أمور حالت دون الوصول إلى دولة النظام والقانون التي ننشدها».

وطالب في كلمته السلطة بالإفراج الفوري عن كافة المعتقلين القابعين في زنازين السلطة.

كما ألقى الأخ محمد ناصر علي كلمة المناضلين وأسر الشهداء، معلنا التضامن اللامحدود مع أسر الشهداء وجرحى النضال السلمي الجنوبي.

ودعا في كلمته «كافة المناضلين إلى الالتحاق وتقييد أسمائهم لدى اللجنة، والمشاركة في إطار الجمعية والذود عن الحقوق المكفولة قانونا وشرعا، وأن لايسمحوا بتشويه تاريخ الثورة والاستهتار بشهدائها». وأضاف في كلمته أن «الحفاظ على تاريخ ثورة الرابع عشر من أكتوبر وعدم السماح لطمس معالمها ومنجزاتها يقع على عاتق كل من له صلة ترتبط بذلك التاريخ، لأن بعض الكتاب اليوم يكتبون عن تاريخ الثورة وشهدائها بصورة مشوهة، ولذا يجب أن تبقى الحقائق ناصعة سلبا وإيجابا كما هي، كما أن الحفاظ على الهوية الجنوبية يقع على كل أبناء الجنوب، وليست محصورة على من هم قابعون في الزنازين وغياهب السجون».

وألقى الشاب وضاح الميسري كلمة عن جمعية الشباب العاطلين عن العمل نقل في مستهلها تحيات إخوانه في المجلس الأعلى للتنسيق لجمعيات الشباب والعاطلين عن العمل، معلنا تضامن الجمعية مع المعتقلين من قادة ورموز الحراك السلمي الجنوبي.

وطالب الميسري بالإفراج عن قادة الحراك السلمي دون قيد أو شرط وعلى رأسهم باعوم وابن فريد وعلي منصر ويحيى الشعيبي والغريب والقمع وغيرهم.

وقد وصلت إلى المهرجان برقيات تضامنية من الإخوة د.عيدروس النقيب عضو مجلس النواب، محمد غالب الشعيبي، ثريا سالم مجمل عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني، عباس العسل وأحمد القمع القابعين في سجن البحرين بأبين، ونقابة المعلمين اليمنيين محافظة أبين. كما ألقيت قصائد شعرية لعدد من الشعراء هم محمد حسين حمصان، سيف سالم محسن، ياسر المخيري وأنيس شداد اليوسفي.