الكهرباء كابوس يقلق أهالي عدن

> «الأيام» فردوس العلمي / خديجة بن بريك / فهد قائد:

>
أسلاك كهرباء مربوطة بمادة لاصقة وهي عرضة للمخاطر
أسلاك كهرباء مربوطة بمادة لاصقة وهي عرضة للمخاطر
لا تستغرب أيها القارئ الكريم عندما تقرأ في هذا التحقيق أشياء غريبة وربما لا يصدقها العقل ولكن لكل وصف كُتب في هذا التحقيق واقعة رأيناها أثناء إعداد هذا التحقيق فعندما تتجول في أرجاء عدن الحبيبة بمديرياتها الثماني ستجد أمام ناظريك أينما اتجهت أسلاكا متناثرة بعضها مرمي على الأرض وبعضها عالق في السماء على مسافة قريبة تطالها اليد الممدودة والشاحنات الكبيرة، وبعض تلك الأسلاك تراها بارزة من أعمدة الكهرباء الحديدية التي تشكل خطرا حقيقيا يهدد فلذات الأكباد والكبار ولكن ما لم تصدقه أكثر عندما تقع عيناك على أنابيب المجاري في مداخل إحدى العمارات تقطر منها المياه، وتحتها على مسافة بسيطة عدادات الكهرباء الخاصة بالعمارة مما يجعلك تسأل عن أي أمان يعيشه سكان العمارة في حال حصل تماس كهربائي؟!

والأغرب أنك تجد عدادات المياه والكهرباء فوق بعضها أو بينها مسافة بسيطة وإذا انفجر عداد مياه كان الله في عون من يسكن هناك، فلم تراع إدارة الكهرباء الأضرار التي ستنتج إذا انفجر عداد مياه ووصلت المياه إلى عدادات الكهرباء ورغم أن عدادت المياه كانت السباقة في وجودها بالشارع عملت إدارة الكهرباء على إخراج العدادت الكهربائية من المنازل إلى الشارع ولم تراع أن يكون بينها مسافة كافية ونسمع باستمرار وبشكل متواصل ويومي عن انقطاعات الكهرباء، خاصة في فصل الصيف، وأصوات المواطنين تتعالى غضبا مما قد يعرض أعمالهم للتأخير.

كبار السن يشكون، ومرضى يعانون، وأطفال يبكون، وخاصة في الليل وقت النوم من شدة الحر بفعل انقطاعات الكهرباء سامح الله من كان السبب فيها، مناطق كثيرة في مديريات محافظة عدن تعاني من هذه المشكلة، والمعنيون في المؤسسة العامة للكهرباء يغضبهم عند قراءتهم في الصحف مشاكل المواطنين ومعاناتهم من انقطاع الكهرباء، وبدلا من إصلاح الخلل في أعمالهم يسرعون إلى الرد والتعقيبات والمبررات.

«الأيام» عملت جولة سريعة في مناطق مديريات محافظة عدن لترصد لكم بعض الأخطار ورأي بعض المواطنين ونطرحها أمام جهات الاختصاص لتجنيب المواطنين كارثة حقيقة خسائرها فادحة .

> وكان بداية حديثنا مع المواطنين من مديرية التواهي مع المواطن جلال محسن ناجي رئيس التجهيزات والمشاريع المدرسية بإدارة التربية والتعليم إذ يقول:«نعاني من الانقطاعات التي تصل في بعض الوقات إلى ثلاث أو أربع ساعات وفاتورة الكهرباء تصل إلى عشرة ألف ريال في الشهر الواحد رغم أننا لا نستخدم أجهزة التكييف إلا بعد الساعة الثانية عشرة منتصف الليل ولمدة ساعة ونصف فقط».

وعن الضريبة المرافقة للفاتورة قال: «ليست مناسبة للمواطن ونتمنى أن تلغى فهي ترهق كاهل المواطن».

> المواطن عبدالله محمد أحمد شجينة تجاوز العقد السادس من عمره يقول:«نحن نعاني من انقطاعات كثيرة وهي تؤثر فينا كثيرا وتجعل الأطفال يصرخون من الحر وبعض المواطنين ليس لديهم سطوح تخفف عنهم هذا الحر الملتهب وتنقطع الكهرباء من ساعتين إلى ساعتين ونصف في الليل وهذه الانقطاعات لا تؤثر فقط على الإنسان ولكن تتلف علينا الأجهزة فأنا عطلت علي الثلاجة بسبب الانقطاعات المتكررة وحاليا التلفزيون بدأ (يتخربط) بسبب الانقطاعات المتكررة والحمد لله لا نملك المكيفات». وعن إخراج عدادات الكهرباء إلى الشارع يقول:«جميل أنهم أخرجوها إلى الشارع لكي نراقبهم في أي وقت» وعن الضريبة:«الضريبة أكبر غلط معقول أربعة أفراد في المنزل تصل إلى خمسة ألف». ويطالب الدولة بإلغاء هذه الضريبة.

> أحمد ناصر يؤكد أن الضريبة المرافقة لفاتورة الكهرباء «غير مشروعة ولم يسوغها قانون وهي ضريبة تعسفية تصل إلى %6 من فاتورة الكهرباء وهناك الكثير من الضرائب التي ترافق الفواتير الخدمية تحت مسمي ضريبة مبيعات وهي غير مشروعة ولم يصدر بها قانون من مجلس النواب».

وحسب قوله «أبذل قصارى جهدى للحفاظ على الأجهزة المنزلية من التلف الناتج عن الانقطاعات الكهربائية المتكررة، حيت نعاني من انقطاعات الكهرباء من ثلاث إلى أربع مرات في الأسبوع».

ويوضح:«نحن نعيش في مناطق ساحلية من المفروض أن يكون لدينا سعر خاص وهو ما كان قد وعد به رئيس الجمهورية في خطابه ولكن للأسف وزارة الكهرباء لم تحقق هذا الوعد للمواطن».

> صالح على سلام يقول: «دائما نعاني من انقطاعات الكهرباء المتكررة نتيجة ازدحام الخطوط». ويقول عن الفوانيس التي حلت في الشوارع الداخلية بدل أعمدة الإنارة بأنها تسبب ضغطا على الكهرباء «مما يؤتر على الكهرباء في المنازل وهناك بعض الأجهزة تلتف علينا بسبب انقطاعات الكهرباء نتمنى من إدارة الكهرباء ان تنظر لنا بعين الرحمة فيكفي الحر قاتلنا ولا تكون الفواتير خيالية بدون قراءة العداد فالعدادون من الكهرباء يكتبون أرقاما تقديرية دون أن يكلفوا أنفسهم قراءة العداد مما ينعكس علينا بشكل سلبي».

أعمدة كهربائية أسلاكها بارزة
أعمدة كهربائية أسلاكها بارزة
> مجاهد سعيد يقول: «الضربية التي تأتي فوق الفاتورة نحن (الضباحى) لا نقدر عليها وقالوا لنا إنها فترة محددة وستنتهي ومرت سنوات طويلة ونحن نعاني من ضريبة الفاتورة، كثير من المواطنين فقراء لا يقدرون على تسديدها».

> وعن محافظة عدن يقول الأخ عثمان سعيد غالب:«الكهرباء خاصة عدن ومديرية صيرة تحديداً تحسنت خلال الفترة الأخيرة وخاصة بعد قيام الأخوة في الهيئة العامة للكهرباء بتركيب عدد من مولدات التقوية في الأحياء السكنية وهذا قلل إلى حد كبير من الانقطاعات التي كانت تصاحب فترات الصيف خلال الأعوام الماضية لكننا نأخذ على الإخوة في الكهرباء أنهم لم يقوموا بأعمال التغطية لهذه المولدات وهذا يشكل خطراً كبيراً على حياة الأطفال الذين نراهم بشكل دائم يلعبون بالقرب من هذه المولدات» .

ويقترح الأخ عثمان على إدارة الكهرباء إعادة النظر في الوحدات المخصصة للاستهلاك المنزلي وتعديلها من 200 وحدة إلى 350 وحدة كإسهام من قبل الهيئة في تخفيف الأعباء التي يعانيها الإخوة المواطنون في محافظة عدن».

> المواطنه أم سالم فاضل تقول:«والله الكهرباء حكايتها حكاية آخر الليل نسمع انفجار يخلينا (نفتز) من النوم ونحن يتهيأ لنا أننا في حرب ونغرق في الظلام ونخاف ولا نصحو إلا على صوت أحد أفراد الأسرة يقول فين الشمع ونفهم أنه كالعادة كابل كهربائي انفجر (قرح) وننتظر إلى ما يقرب ساعتين أو أربع ساعات لوصول فرقة الكهرباء».

> ومن مديرية المعلا تقول الأخت جميلة جعفر :«إدارة الكهرباء في كل عام تقول بنعمل تقوية لمواجهة الصيف ولا شفنا هذه التقوية وفي كل عام نحترق من الحر وكل ما عملوه أنهم زادوا لنا من ضعف الكهرباء نتيجة هذه الفوانيس التي عملوها في الطرقات والتي تستهلك قوة كهربائية كبيرة».

> كما شكا مواطن من القاهرة منطقة المسبح بالشيخ عثمان من ضعف الكهرباء وقال:«تضعف الكهرباء وتعود فجأة وبقوة شديدة مما أتلف علينا الأدوات المنزلية الكهربائية».

ويتساءل بحرقة وألم:«لماذا هذا العبث بنا يا أصحاب الكهرباء مش حرام عليكم؟ نحن نقف على رواتبنا في آخر الشهر وليس لدينا دخل آخر».

ويضيف:«إذا انقطع سلك كهربائي بدل أن يتم استبداله يواصلوه بالتيب (شلشن تيب) حرام عليكم. اعملوا حساب أن هناك أطفالا يلعبون بجانب هذه الأسلاك».

> غداً نلتقي مع أحاديث أخرى حيث جمعنا الملاحظات وشكاوى المواطنين كافة وطرحناها على طاولة مدير عام الكهرباء للرد عليها لتكون هذه الردود في ختام هذا التحقيق ونتمنى أن تصل ردود الكهرباء في موعدها وهي لم تصلنا حتى كتابة هذه الحلقة، لنعرف المواطنين برأي إدارة الكهرباء ليكون مادة الحلقة الثالثة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى