> نواكشوط «الأيام» مالك روحي با :

عقد مئات من مؤيدي الرئيس الموريتاني المخلوع بينهم وزراء ونواب تجمعا أمس الأول في نواكشوط للتعبير عن معارضتهم للانقلاب العسكري والمطالبة بعودة رئيس الدولة.

وهو اول تجمع سياسي لتأييد سيدي ولد شيخ عبد الله ينظم منذ الانقلاب الذي اطاح الاربعاء باول رئيس منتخب ديموقراطيا للبلاد.

من جهة اخرى يلتقي الامين العام المساعد للجامعة العربية احمد بن حلة الذي وصل الى العاصمة الموريتانية مساء أمس الأول، العميد محمد ولد عبد العزيز الذي اطاح الاربعاء برئيس البلاد.

وجاء التجمع المعارض بينما تستقبل المجموعة الحاكمة مبعوثين من الاسرة الدولية في محاولة لتبرير عملها.

وعند انتهاء التجمع، كان شبان يرفعون صورا عملاقة للرئيس المخلوع وشارات النصر.

وكانت الجبهة الوطنية للدفاع عن الديموقراطية التي شكلتها اربعة احزاب ردا على الانقلاب، دعت الى مؤتمر صحافي تحول الى تجمع.

وقال نائب رئيس التحالف الشعبي التقدمي الخليل ولد طيب "سنواصل النضال حتى تحقيق هدفنا"، اي اعادة الرئيس ولد شيخ عبد الله الى السلطة.

واكد الخطباء في التجمع من جديد ان ولد شيخ عبد الله يبقى "الرئيس الشرعي الوحيد" وطلبوا من العسكريين العودة الى ثكناتهم.

وقال جميل ولد منصور رئيس التجمع الوطني للاصلاح والديموقراطية (اسلامي معتدل) "كيف يمكننا ان نصدق العسكريين؟ وكيف يمكننا قبول انتخابات جديدة؟". واضاف ان "الذين قاموا باول عملية انتقالية ديموقراطية يدمرون اليوم النظام الدستوري".

ويشير ولد منصور بذلك الى الجنرال محمد ولد عبد العزيز الذي قاد الانقلاب.

واخيرا، قال رئيس اتحاد قوى التقدم محمد ولد مولود "لن نقبل بحوار بشأن انتخابات جديدة ولا للمشاركة في حكومة. لن نقبل باي حوار الا اذا كان يؤدي الى اعادة الرئيس".

من جهته، قال عبد الله وهو موظف ثلاثيني لوكالة فرانس برس ان "زمن الانقلابات ولى وجاء زمن الديموقراطية"، بينما ناشد الموظف في البلدية ايوب (37 عاما) "الرأي العام" ان "يساعد موريتانيا للعودة الى النظام العام".

وعبروا عن املهم في ان يواصل الرأي العام الضغط على العسكريين الذين انشأوا مجلسا اعلى للدولة بعد اعتقالهم الرئيس المنتخب.

ويتضمن برنامج عمل الجبهة مسيرات (مرخص لها) واعتصامات ومؤتمرات صحافية وحملات توعية.

في المقابل، طلبت اربعة احزاب معارضة للرئيس المخلوع أمس الأول من المجموعة العسكرية "بدء مشاورات" حول المرحلة الانتقالية قبل اجراء انتخابات رئاسية جديدة. وقد اضفى بيانهم بعض الشرعية على الانقلاب على ما يبدو.

وفي نواكشوط، قال مصدر امني ان الرئيس عبد الله نقل الخميس من ثكنة الحرس الرئاسي الى فيلا تخضع للمراقبة مع رئيس الوزراء وثلاثة مسؤولين آخرين. واكد هذا المصدر ان الرئيس المخلوع لديه تلفزيون وراديو وغيرها من وسائل الراحة".

كما تمكنت زوجته واولاده الثلاثة من العودة الى منزلهم.

وقالت ابنة الرئيس لوكالة فرانس برس أمس الأول "انني قلقة على سلامة والدي وصحته طالما انه لا يزال معتقلا". واضافت "ساحمل الذين يحتجزون والدي مسؤولية اي مكروه يصيبه. لقد كان في صحة جيدة عندما غادر القصر الرئاسي".

وفي الوقت نفسه، يصل ممثلو الاسرة الدولية الى نواكشوط للقاء المجموعة العسكرية.

ويلتقي بن حلي العميد محمد ولد عبد العزيز. وقال بن حلي لوكالة الانباء الموريتانية انه جاء "ليستمع الى العسكريين" و"ليبحث معهم الوضع الراهن" ولكنه لم يقدم "اي خطة معدة سلفا".

وقال "زيارتي لموريتانيا تأتي بدافع قلقنا على المحافظة على موريتانيا وديموقراطيتها التي كانت مثالا في العالم العربي والافريقي".

وكان العميد محمد ولد عبد العزيز المهندس الرئيسي للانقلاب في موريتانيا استقبل الخميس الامين العام لاتحاد المغرب العربي الحبيب بن يحيى.

واعلنت الولايات المتحدة الخميس تعليق مساعداتها غير المتعلقة بالمجال الانساني الى موريتانيا غداة الانقلاب العسكري.

وهو الاجراء العملي الوحيد الذي اتخذته الاسرة الدولية حتى الآن ردا على الانقلاب. (أ.ف.ب)