اتساع نطاق الحرب بين روسيا وجورجيا حول اوسيتياالجنوبية

> موسكو/تبليسي «الأيام» د.ب.أ :

>
اتسع نطاق الحرب الدائرة بين روسيا وجورجيا أمس السبت حيث امتد القتال الى خارج اقليم اوسيتيا الواقع فى منطقة القوقاز ويقوم كلا الجانبين بالدفع بتعزيزات الى المنطقة وأعلن الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي الاحكام العرفية في البلاد.

وفي الوقت الذي يواصل فيه المجتمع الدولي حض الجانبين على التراجع عن حافة الهاوية ، ظل مجلس الامن الدولي غير قادر على التوصل لرد موحد.

ونشب اشرس قتال فى مدينة تسخينفالى اكبر مدن اوسيتيا الجنوبية والتى تعتبر بمثابة عاصمتها حيث تواصل القتال فى الشوارع وتبادل الجانبان اطلاق نيران المدفعية على نحو متقطع خلال النهار ويقول شهود العيان ان المجمعات السكنية بالمدينة قد تحولت الى انقاض.

وقال الكسندر لومويا رئيس جهاز الامن القومي الجورجي ، في مؤتمر صحفى عبر الهاتف ، ان القوات الجورجية انسحبت من المدينة "بصورة أحادية".

وقدر لومايا قوة المشاة الروسية بما يتراوح ما بين 1500 الى 2500 جندي.

وتضاربت التقارير بشان عدد الخسائر في الارواح بين المدنيين حيث قالت جورجيا ان ما بين 12 الى 24 شخصا قتلوا واصيب نحو 100 شخص حتى مساء أمس الأول ، فيما يزعم ادوارد كوكويتي ، زعيم اوسيتيا الجنوبية ان اكثر من1600 مدنى لقوا حتفهم والمح الى اصابة عدة الاف اخرين.

وقال الكرملين ان خسائر الجيش الروسى ، التى تكبدتها فى المقام الاول وحدة حفظ سلام روسية مرابطة فى اوسيتيا الجنوبية عندما اندلع قتال شرس ، بلغت 12 قتيلا و22 مصابا بجراح خطيرة.

وذكرت تقارير ان خسائر الجيش الجورجي حتى أمس السبت بلغت 50 قتيلا بالاضافة الى "450 " جريحا ، وذلك حسبما ذكرت وكالة انترفاكس الروسية للانباء نقلا عن ضابط بالجيش الجورجي لم يذكر اسمه.

وأفاد بيان للحكومة الجورجية ان الغارات العسكرية الروسية غطت نطاقا واسعا من الاراضي الجورجية على مدار اليوم حيث استهدفت نحو 12 غارة أنابيب نقل للنفط ومطارات وقواعد عسكرية في مدنة فازياني وجوري وسيناكي.

وذكر التليفزيون الوطني الجورجي ان مدينة جوري تعرضت للقصف للمرة الثانية خلال ايام قلائل وقتلت القنابل الروسية 20 شخصا على الاقل من سكان تلك المدينة.

وذكرت وكالة انترفاكس الروسية للانباء ان القاذفات الروسية قصفت ايضا المنشأة الوحيدة لشحن النفط في ميناء بوتي المطل على البحر الاسود ودمرت "تقريبا كل شيء" مما تسبب في اندلاع النيران في المنشأة .

وقامت 12 طائرة بقصف كودوري جورج وهي منطقة متنازع عليها في غرب جورجيا.

وزعم الكسندر باجابش زعيم ابخازيا الاقليم الانفصالى الجورجى الواقع الى الشرق مسئوليته عن الهجوم وقال ان القوات البرية الابخازية كانت تهاجم الاقليم.

ويعتبر اعلان باجابش تطورا دراميا في القتال بالاقليم حيث أنه فتح جبهة جديدة للقتال باتجاه غرب أوسيتيا الجنوبية.

وزعمت جورجيا أمس السبت انها اسقطت عشر طائرات روسية,وقال ضباط بالسلاح الجوى الجورجي انهم اسروا طيارا روسيا وانتشلوا جثة احد افراد طاقم طائرة روسية اخرى.

وقال الكسندر لومويا رئيس جهاز الامن القومى الجورجى ان القوات الجورجية دمرت 30 دبابة روسية او قطعة مدفعية منذ اندلاع الحرب. ومع ذلك لم تعلن روسيا تكبدها اي خسائر في المعدات .

وأفادت تقارير دبلوماسية غير مؤكدة أن روسيا تتخذ موقفا متشددا حيال تعليق القتال وتهدد بمحاصرة الساحل الجورجي بالاسطول الروسي للبحر الاسود وتوسيع القصف الجوي اذا لم تجل جورجيا قواتها من اوسيتيا الجنوبية.

وأفادت انباء بان السفن الحربية التركية ، عضو حلف شمال الاطلسي (ناتو)، ترابط قبالة ساحل ميناء باتومي الجورجي .

واتهم الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلى في خطاب تليفزيوني روسيا بتوسيع الصراع والتحرك باتجاه حرب كاملة بشن غارات جوية ضد اهداف جورجية خارج اوسيتيا.

وقال ساكاشفيلي ان جورجيا حشدت قوات الاحتياط لديها الخميس الماضي وفرضت الاحكام العرفية,وتعتزم سحب قواتها العاملة حاليا في العراق والبالغ قوامها ألفي جندي.

وتبدو الجهود الدولية لتحقيق وقف لاطلاق النار في وضع حرج حيث فشل مجلس الامن خلال اجتماع طارئ أمس الأول في التوصل لموقف موحد حيث تتبنى روسيا والولايات المتحدة اراء متناقضة بشكل فعال ازاء الصراع.

ويعتبر هذا الاجتماع الفشل الثاني لمجلس الامن فيما يتعلق باوسيتيا بعد المحاولة الاولى التي قام بها ليلة امس الاول الخميس. ويتردد ان المجلس يعتزم عقد جلسة عاجلة ثالثة الليلة.

وأعرب الرئيس الامريكي جورج بوش في بكين أمس السبت عن قلقه العميق ازاء الموقف.

وقال "ان الهجمات التي تقع في اقاليم جورجيا بعيدة عن منطقة الصراع في اوسيتيا الجنوبية. وتمثل تصعيدا خطيرا في الازمة".

ودعا بوش الجانبين لحل القضية الاقليمية بشكل سلمي ، مضيفا ان جورجيا دولة ذات سيادة ويجب احترام وحدة أراضيها.

ودعا بشكل خاص روسيا لوقف القصف والى العودة الى وضع ما قبل 6 اب /اغسطس.

واجرت وزيرة الخارجيةالامريكية كوندوليزا رايس ايضا اتصالات بعدد من المسئولين الاجانب سعيا لانهاء الاعمال القتالية .

واعرب وزير الخارجية الالماني فرانك - فالتر شتاينماير في تصريح لصحيفة المانية تصدر اليوم عن قلقه ازاء امكانية اتساع نطاق الصراع الكائن في اوسيتيا الجنوبية.

وقال شتاينماير في تصريحات لصحيفة "بيلد أم زونتاج" الالمانية فى الصادر اليوم الأحد:"نحن نواجه مخاطر تصعيد خطير ".

ودعا شتاينماير جميع الأطراف المعنية لأن تكون على مستوى المسئولية فورا وقال:"على الأسلحة أن تصمت ".

أضاف نائب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل:"إن الأنباء عن الصراع المسلح في أوسيتيا الجنوبية تثير قلقنا البالغ".

وناشد شتاينماير القيادة الروسية والجورجية بسحب قواتهما التي زج بها الطرفان إلى أوسيتيا الجنوبية خلال الثمان والأربعين ساعة الماضية.

كما أبدى الوزير الألماني قلقه بشأن التقارير التي أشارت إلى وقوع "عمليات عسكرية في أبخازيا أيضا".

واعربت الصين ايضا عن "قلقها البالغ " حيال تفاقم الصراع.

وقال كين جانج المتحدث باسم الخارجية الصينية في بيان نشر على موقع الوزارة الالكتروني "ندعو الاطراف المعنية الالتزام بضبط النفس والوقف الفوري لاطلاق النار".

واجتمع الرئيس الصيني هو جينتاو برئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين اليوم (أمس) ولكن وسائل الاعلام الرسمية لم تفصح عن تفاصيل محادثاتهما ، مكتفية بالقول ان الرئيس الصيني أقام مأدبة على شرف بوتين.

وكان هو وبوتين وبوش من بين 80 رئيس دولة شهدوا حفل افتتاح دورة الالعاب الاولمبية في بكين أمس الأول.

وفي الوقت نفسه ، أدان رؤساء بولندا وليتوانيا ولاتفيا وإستونيا أمس السبت في بيان مشترك ممارسات القوات الروسية في إقليم أوسيتيا الجنوبية الانفصالي.

وأبلغ الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي الصحفيين في وارسو بأن الإعلان كان " حاد اللهجة لكن الوضع يتطلب ذلك".

ووصف الرئيس البولندي التدخل الروسي بأنه يتعارض مع القانون الدولي وبأنه "عمل عدائي".

وأوضح كاتشينسكي أن أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا وهو إقليم انفصالي آخر إلى الشرق من جورجيا جزء من جمهورية جورجيا "ولا شيء يمكن أن يغير هذا".

وطالبت الدول الأربع جميع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلنطي (ناتو) والاتحاد الأوروبي بألخروج برد فعل يتناسب مع هذا الوضع فى هذه الازمة . ودعا كاتشينسكي إلى ماهو أكثر من "تصريحات غير مؤثرة ".

يذكر أن بولندا تروج من أجل انضمام جورجيا إلى حلف الناتو والاتحاد الأوروبي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى