الزواج المبكر عبء إضافي على التنمية وخطر يهدد الفتيات في اليمن

> «الأيام» متابعات:

> بعد أن تناولنا في الحلقه الماضية آراء الفتيات حول الزيجة التى يرغبن بها، نخرج اليوم إلى الزواج المبكر الذي يفرض على الصغيرات بعيد عن حلم العصرنه أو التقاليد، فهذا الزواج أصبح شبحا يلاحق الصغيرات، وهناك تقارير حكومية بالإضافة لدليل التوعية لمنظمة أوكسفام 2008 يضع أبعاد هذه المشكلة، توجزها الزميلة بشرى العامري فيما يلي:

يعتبر معدل وفيات الأمهات أثناء الولادة من أهم المؤشرات الصحية التي تدل على المستوى الصحي في دولة معينة، لذلك تبنت منظمة الأمم المتحدة هذا المؤشر كأحد المقاييس التي تدخل في قياس معدل التنمية البشرية.

فحسب نتائج المسح اليمني لصحة الأسرة لعام 2003 فإن معدل وفيات الأمهات في اليمن هو 365 في كل مائة ألف حالة ولادة، أي تتوفى 3.65 امرأة من كل ألف حالة ولادة في اليمن، مما يجعل ترتيب اليمن 151 من بين 177 دولة في العالم بحسب تقرير التنمية البشرية لعام 2005 الصادر عن البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، ورقم 16 بين 20 دولة عربية تم احتساب هذا المؤشر لها، أي في الربع الأخير الذي يتذيل قائمة الدول العربية.

وتشير نتائج المسح اليمني لصحة الأسرة لعام 2003 إلى أن 60 % من حالات وفيات الأمهات النفاسية عند الولادة كانت فترات الأمومة غير الآمنة قبل 18 سنة وبعد سن 40 سنة، وهذا يوضح العلاقة بين معدل وفيات الأمهات أثناء الولادة بالحمل والإنجاب المبكر.

وقد أثبتت كل الدراسات في مختلف دول العالم العلاقة الطردية المباشرة بين الحمل والإنجاب المبكر وارتفاع معدل وفيات الأمهات أثناء الولادة.

كما تتوفى 7 نساء يوميا في اليمن نتيجة لمخاطر الحمل والإنجاب، حيث تتوفى 2 منهن أي 29 % منهن نتيجة الحمل والإنجاب المبكر.

وتبين إحصائيات وزارة الصحة والسكان أن احتمالات وفيات الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين العاشرة والثامنة عشرة أثناء الحمل والولادة تكون أكبر بمقدار خمس مرات من احتمالات الوفاة بين الشابات اللاتي تتراوح أعمارهن بين العشرين والرابعة والعشرين.

كما يعتبر معدل وفيات الأطفال حديثي الولادة من المؤشرات الصحية المهمة ذات الدلالة على المستوى الصحي في دول معينة، لذلك تبنته منظمة الأمم المتحدة كواحد من المؤشرات التي تدخل في قياس معدل التنمية البشرية، وبحسب تقرير التنمية البشرية لعام 2005 الصادر عن البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، فإن معدل وفيات الأطفال حديثي الولادة وسط أفقر 20 % من السكان في اليمن قد بلغ 108.5 حالة وفاة لكل ألف طفل، فيما بلغ نفس المعدل 60 لكل ألف طفل وسط أغنى 20 % من سكان اليمن.

وبلغ متوسط معدل وفيات الرضع 74.8 لكل ألف مولود، وهو معدل عالٍ مقارنة بالدول النامية والمنطقة العربية، وهناك 163.1 حالة وفاة لكل ألف طفل، وبلغ متوسط معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة في اليمن 101.9 لكل ألف طفل وهو معدل عال مقارنة بالدول النامية والمنطقة العربية.

وقد أثبتت الدراسات والبحوث الارتباط الوثيق بين معدلات وفيات الأطفال حديثي الولادة والأطفال دون سن الخامسة من جهة والحمل والإنجاب المبكر من جهة أخرى، حيث تشير الإحصائيات إلى ارتفاع وفيات الرضع بنسبة 33% للأمهات المراهقات، وترتفع نسبة وفيات الأطفال أثناء عامهم الأول إلى 40%.

وقد أثبتت الأبحاث العلمية أن الحمل والإنجاب المبكر يؤدي إلى زيادة احتمال الولادة المبكر قبل اكتمال فترة الحمل مما يؤدي إلى نزول الجنين غير مكتمل النمو أو مبتسرا غير قادر على متابعة الحياة، ما لم يجد مكانا في مراكز الحضانات بجانب تكلفتها الباهضة، كما تزيد الولادة المبكرة من احتمال وفيات الرضع لقلة مقاومة الجسم وعدم اكتمال النمو، كما يساهم الزواج المبكر في زيادة معدل الخصوبة في متوسط عدد المواليد للأم الواحدة وقصر الفترة الزمنية بين كل مولود والذي يليه.

وتشير الإحصائيات إلى أن 37% من المواليد يولدون في فترات تقل عن 24 شهرا بين حمل وآخر، وهذا يزيد من احتمال وفاة المواليد، ويتعرض المولود لكثير من المضاعفات نتيجة للحمل والإنجاب المبكر مثل نقص الوزن عن المعدل الطبيعي عند الولادة، و32% من الأطفال حديثي الولادة في اليمن يعانون من نقص الوزن الطبيعي عند الولادة، ويرجع السبب الرئيسي في ذلك للحمل والإنجاب المبكر.

وتشير الإحصائيات إلى أن 59% من حالات الحمل والإنجاب المبكر يصاحبها نقص وزن المولود ونسبة الأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون من نقص الوزن 59.5% ويؤدي نقص الوزن عند الولادة إلى مضاعفات صحية مثل سوء التغذية والتقزم وأمراض الجهاز العصبي والتخلف العقلي، كما يزيد من احتمالات التعرض للعدوى.

كما ثبت أن الأطفال الذين يولدون لأمهات صغيرات السن يكونون أقل ذكاءً وأضعف بنية من الآخرين.

وبحسب نتائج دراسة أسباب تسرب الفتيات من التعليم الأساسي بمدارس مديرية يريم فإن الزواج المبكر كان السبب المباشر في تسرب 56% من الطالبات المتسربات من التعليم الأساسي، كما أتبتت نفس الدراسة الزواج المبكر رقم 3 من حيث الأهمية بين عشرة أسباب رئيسية لتسرب الفتيات، وتؤكد الإحصائيات في اليمن أن 24% من الفتيات و5% من الأولاد يتم تزويجهم وأعمارهم بين 19-15 سنة، مما يؤدي إلى تسرب ما لايقل عن 47% منهن من التعليم.

كما أن الزواج المبكر يؤدي إلى انخفاض معدلات التحاق البنات بالتعليم وزيادة نسبة تسربهن من التعليم الأساسي، وبالتالي زيادة نسبة الأمية بين النساء.

كذلك توجد علاقة عكسية بين مستوى تعليم المرأة ومعدل الخصوبة، لعدم معرفة الأم الأمية بوسائل تنظيم الأسرة، حيث تقدر نسبة استخدام وسائل تنظيم الأسرة بين الأميات 19.3% مقارنة بنسبة 44.7% بين المتعلمات.

من جهة أخرى فإن زيادة نسبة الخصوبة بين الأميات يؤدي إلى عدد أكبر من الأطفال مما يزيد من المضاعفات الصحية للأم والطفل ويكرس مشكلة الفقر. والزواج المبكر يعيق أيضا الفتى عن استكمال تعليمه بسبب تحمل مسئوليات الأسرة، وهذا يعمق من مشكلة الفقر.

وقد أثبتت كل الدراسات الارتباط الوثيق بين الزواج المبكر والفقر، فالزواج المبكر يزيد من معدل الخصوبة، وبالتالي يزيد من عدد أفراد الأسرة مما يزيد من فقرها، فهناك علاقة طردية بين حجم الأسرة والفقر، يتضح من ارتفاع نسبة الفقر وبشكل حاد مع كبر حجم الأسرة، حيث تنخفض نسبة الفقر عن 1% في الأسر المكونة من شخصين مقارنة بحوالي 50% في الأسر التي تتكون من 10 أفراد، وهناك ارتفاع في متوسط حجم الأسر الفقيرة إلى 8.2 أفراد مقابل 7.1 أفراد كمتوسط عام للسكان ككل.

كما أن الزواج المبكر يحد من فرص التعليم لكل من الفتى والفتاة، مما يحرمهم من اكتساب المهارات المطلوبة في سوق العمل، وبالتالي يؤدي إلى فقر الأسرة، فهناك 87% من الفقراء أميون أو لم يكملوا تعليمهم الأولي، ويزيد ذلك من حجم الأسرة، وبالتالي يزيد من معدل الإعالة ومن حدة الفقر، ويحد أيضا من فرص المرأة في العمل مما ينعكس سلبا على دخل الأسرة وعلى المجتمع.

المحررة

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى