«الأيام» تستطلع عمل المسح الاجتماعي الميداني 2008م للرعاية الاجتماعية بمديرية لودر .. المهمشون :أملنا كبير في فخامة الرئيس إصدار توجيهاته لجهات الاختصاص ببناء وحدة سكنية نأوي إليها.. فرحون بدخول لجان المسح لأول مرة

> «الأيام»سالم لعور :

>
تنفيذاً للبرنامج الانتخابي لفخامة الأخ رئيس الجمهورية ولتوجيهات فخامته الهادفة إلى التخفيف من أعباء المعاناة على الفقراء، وذلك بزيادة عدد الحالات التي يستهدفها صندوق الرعاية الاجتماعية وزيادة المساعدات الاجتماعية المقدمة للأسر الفقيرة، ينفذ حالياً المسح الاجتماعي الميداني 2008م في جميع محافظات الجمهورية الذي اقترب من مرحلته النهائية.

ومديرية لودر بمحافظة أبين من المناطق التي استهدفها المسح الاجتماعي الميداني 2008م ورغم الجهود التي بذلت من قبل فرق العمل الميدانية إلا أن هناك عددا من الصعوبات واجهت هذا الفرق واستطاع طاقم فرق العمل الميداني التغلب على الصعوبات ومسح الحالات الحالية والمنتظرة والجديدة وفي معظم مناطق مديرية لودر المترامية الأطراف.

«الأيام» انطلاقاً من مهنيتها الصرفة وحياديتها التامة في تأدية رسالتها الإعلامية بكل شفافية ووضوح وتبنيها القضايا الإنسانية والوطنية بعيداً عن المكايدات السياسية أو المحسوبية قامت بجولة استطلاعية رصدت من خلالها عمل فرق المسح الاجتماعي الميداني 2008م بمديرية لودر كواجب وطني وإنساني والصعوبات التي تواجه فرق الميدان، وعليه رصدت «الأيام» صوراً ومشاهد حية لعمل هذه الفرق في المحوى الذي يضم الأسر المهمشة بلودر .

مشاهد حية للحظات الوفاء بالمسؤولية الإنسانية في محوى المهمشين

بعد أن غابت - وتغيبت - قيم الوفاء والشعور بالمسؤولية تجاه الإنسان ..وبعد أن دب اليأس في قلوبنا وفقدنا الأمل وأضحت حياتنا صحراء قاحلة سرعان ما تبددت هذه المشاعر حينما شاء القدر أن تطأ أقدامنا محوى المهمشين في لودر، وبصحبة كاميرا «الأيام» التي رصدت عدستها مشاهد حية لقيم الوفاء والمسؤولية فوجدنا رجالاً يستشعرون بالمسؤولية أعادوا لنا الأمل ورسموا البسمة في الوجوه السمراء بمحوى المهمشين في ضواحي مدينة لودر وعززوا قناعاتنا بأن الخير لايزال موجوداً وأن الشرفاء والصادقين موجودون .

وفي يوم صيفي مشمس وحار صاحبنا فريق المسح الاجتماعي الميداني إلى محوى المهمشين في لودر بقيادة رئيس الفريق علي سعيد هيثم، وكان في مقدمة الزائرين الشيخ سالم عبدربه القفعي، مدير عام مديرية لودر، وصلاح الدوح، رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية بمحلي لودر، وأحمد قاسم المنصوري، رئيس لجنة الخدمات بمحلي لودر .. وعند وصولنا المحوى انتشر فريق البحث بين مساكن خشبية عبارة عن عشش لا تقي ساكنيها (الأحرار) من حر الصيف أو برد الشتاء .. واستبشر أحرار الحياة السود خيراً بهذه الزيارة التي كانت بالنسبة لهم حلماً طالما انتظروه وشعرت حينها «أن الظلم مرتعه وخيم» فمن لايرحم لايرحم، وهذه الفئة تعد واحدة من الشرائح التي تحتاج إلى الرعاية والاهتمام ..وقد وجد الباحثون في محوى المهشين في لودر أسرا تعاني شدة الفقر وشظف العيش ونتساءل: أليس من الأولى بجهات الاختصاص والخيرين الاهتمام بهؤلاء الذين حرموا من أبسط الحقوق ؟

عاقل حارة المهمشين: نناشد فخامة الرئيس التوجيه ببناء وحدة سكنية نأوي إليها

وفي محوى المهشين في لودر تحدث لـ«الأيام» الأخ أحمد سالم العوبلي، عاقل المحوى وقال: «لأول مرة نشعر أن هناك من يهتم بنا ويشعر بمعاناتنا، وحقيقة لم نصدق الأخ صلاح أحمد الدوح، رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية بمحلي لودر حين زارنا وأخبرنا أن فريق المسح الميداني سوف يزورنا وأنهم سوف يعتمدون إعانة لنا من صندوق الرعاية الاجتماعية للأسر الأشد فقراً حسب قانون الرعاية الاجتماعية وطلب منا تجهيز الوثائق اللازمة فأخبرناه أن بعض الأسر لاتملك مثل هذه الوثائق فوعدنا بنقل همنا إلى رئيس الفريق، الذي بدوره تواصل مع مدير صندوق الرعاية بالمحافظة وأطلعهم على وضع هذه الفئة وحين رأينا فريق البحث لم نصدق أعيننا ولم نصدق آذاننا حين أخبرونا أن الأخ الأستاذ عماد منصور ناصر، مدير صندوق الرعاية الاجتماعية محافظة أبين، قد أصدر توجيهاته الكريمة إلى الفريق الميداني بعد أن تواصل مع الجهات المختصة لتذليل أي صعوبات أو عوائق تعترض تسجيل الأسر المهمشة».

وقاطعه في الحديث الشيخ سالم محسن علي قائلاً : «من أعماق قلوبنا نتقدم بالشكر للإخوة أحمد قاسم المنصوري وصلاح أحمد الدوم عضوي الهيئة الإدارية بمحلي لودر وعلي سعيد هيثم، رئيس الفريق (4) ، وكل أعضاء الفريق والأستاذ عماد منصور ناصر مدير الصندوق بالمحافظة ومحافظ محافظة أبين ونشكر قيادتنا السياسية التي بادلتنا الوفاء بالوفاء وعلى رأسها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، وأناشد فخامة الرئيس أن يصدر توجيهاته إلى جهات الاختصاص ببناء وحدة سكنية نأوي إليها لتقينا من حر الصيف وبرد الشتاء وأذى العقارب والثعابين».

الشيخ حسين مبارك عبدالله الماسي، شيخ قبيلة الهبيل مديرية لودر تحدث قائلاً :

«نشكر الإخوة عماد منصور ناصر، مدير عام صندوق الرعاية بأبين ورئيس فريق المسح علي سعيد هيثم وعبدالله هيثم الرباش وكل الباحثين في المديرية لجهودهم في خدمة المواطنين (فقراء ومحتاجين) ومسحهم للحالات بجدارة ونزاهة وتحملهم نفسيات الناس وسعة صدورهم وصبرهم، حيث لم يسبق لأي لجان مسح ميداني بالنزول إلى القرى البعيدة (النائية) ومع هذا وصلوا إلى هذه القرى ومنها قريتي (قرية العطف) وهذه اللجنة أول لجنة تصل إلى القرية ، وجزاهم الله خيراً».

تسجيل أو إلغاء أي حالة ليس من اختصاص عضو المجلس المحلي بل من اختصاص لجان المسح

الأخ علي عبدربه بجلة عضو مجلس محلي مديرية لودر قال :

«عمل اللجان شاق ويحتاج إلى تدقيق البيانات وبحاجة إلى تمديد عمل اللجان نظراً للكثافة السكانية لمديرية لودر والبعد الجغرافي لمساحتها نلمس جهودا متفانية من قبل اللجان ورؤساء اللجان.

وتواجه اللجان صعوبات منها عدم تفهم بعض المواطنين لمهام اللجان، فهناك من يريد إرضاءه على حساب المستحقين والمستهدفين ويصدر أفعالا لايتحملها إلا العاقل الحليم والمتفهم لواجبه الوطني ووجودنا كأعضاء سلطة محلية يخفف من حدة الخلافات بين المواطنين واللجان، أحيانا نلقى إحراجات مع ناخبينا في المراكز (الناقصة وثائقهم) ونطلب منهم التفهم لنا كأعضاء مجلس محلي فدورنا فقط التعاون مع لجان المسح وليس التدخل في عمل اللجان المنظم باللوائح والقوانين وتسجيل حالة أو إلغاء هذه الحالة هو من اختصاص عمل اللجان وليس من اختصاصنا ونريد من ناخبينا التفهم لوضعنا».

نطالب بتمديد فترة المسح الميداني نظرا لكثافة السكان والوعي الاجتماعي والبعد الجغرافي

الأخوان صلاح أحمد الدوم وأحمد قاسم المصوري عضوا الهيئة الإدارية بالمجلس المحلي لمديرية لودر تحدثا إلينا وقالا :

«إن عملية المسح الاجتماعي الميداني 2008م هي تنفيذ عملي جاد وصادق لبرنامج فخامة الرئيس في التخفيف من الفقر والقضاء عليه تدريجيا وفيما يخص نزول فريق المسح الاجتماعي الميداني رقم (4) إلى المحوى الذي يضم الأسر المهمشة فنعتبره لفتة إنسانية كريمة من قبل الأخ علي سعيد هيثم، رئيس الفريق والأستاذ عماد منصور ناصر، مدير صندوق الرعاية محافظة أبين، الذي تكرم مشكوراً بتذليل كثير من الصعوبات التي كانت ستؤدي إلى حرمان هذه الأسر من الاستفادة من الرعاية الاجتماعية مثل النقص في الوثائق اللازمة التي نص عليها القانون أو عدم امتلاك مثل هذه الوثائق .

ولاننسى أن نشكر الأخ عبدالله هيثم الرباش، رئيس فريق المسح رقم (3) وكل الباحثين كونهم عملوا بروح الفريق الواحد في تنفيذ هذه المهمة الوطنية والإنسانية، ونناشد الأخ مدير صندوق الرعاية الاجتماعية بالمركز صنعاء بتمديد فترة المسح الميداني التي قاربت مدتها الرسمية على الانتهاء نظراً لعوامل الكثافة السكانية والبعد الجغرافي بين المناطق المترامية الأطراف في المديرية لودر».

وفي ختام الاستطلاع التقينا الأخوين علي سعيد هيثم، رئيس فريق السمح (4)، وعبدالله هيثم الرباش، رئيس فريق المسح الميداني (3) وتحدثا قائلين :

«رغم الصعوبات التي واجهت فرق العمل الميدانية العاملة في المديرية لودر مثل اتساع الرقعة الجغرافية وتناثر القرى ووعورة الطرق في بعض المناطق وقصور الوعي لدى المواطنين وفهمهم القاصر لعملية المسح الاجتماعي الميداني والتي أدت إلى حدوث إشكالات اضطرت فرق العمل بسبب بعض منها إلى التوقف عن العمل .

ومن الصعوبات التي واجهت عملنا عدم وجود عناوين واضحة ودقيقة للحالات المستفيدة من الصندوق وعدم تواجد المستفيدين في مناطقهم أثناء نزول فرق المسح ومع كل ذلك فقد قمنا بمسح الحالات الحالية المستفيدة والمنتظرة والجديدة في معظم مناطق المديرية، ولنا الشرف في الوصول إلى قرى لم تكن الأسر الفقيرة منها تحظى بالرعاية من قبل نظرا للعوامل المذكورة أعلاه دخلنا قرى لم يكن فيها توزيع عادل لحالات الرعاية وعملنا على إصلاح الوضع .

وقد لمسنا تعاون أعضاء المجلس المحلي والشخصيات الاجتماعية وأئمة المساجد الذين سهلوا مهامنا وتكتسب عملية المسح أهمية كبيرة كون صندوق الرعاية الاجتماعية يسعى من خلالها لتنفيذ توجيهات وبرنامج فخامة الرئيس الهادفة إلى التخفيف من أعباء المعاناة على الفقراء ولنا الشرف أن نساهم في إنجاح هذا العمل الإنساني والوطني، كما استهدفنا بعملية المسح فئات اجتماعية لم تكن تحظى باهتمام كافٍ نظراً لعدم امتلاكهم الوثائق اللازمة، وكذا لعدم استقرارهم في مكان محدود ومعين إلى أن تتم استفادتهم من صندوق الرعاية الاجتماعية، وسوف نعمل على تثبيتهم في المناطق التي حصلوا فيها على الرعاية الاجتماعية .

ولا يسعنا في الأخير إلا أن نشكر صحيفة «الأيام» السباقة دوماً إلى نشر كل ما يتعلق بحياة الناس البسطاء بمصداقية وحيادية مما يدل على مهنيتها وريادتها في تأدية رسالتها الإنسانية والوطنية».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى