فن اليوم..أين هو من الساحة؟

> «الايام» مازن سالم صالح:

> لا أراني مبالغا إذا ما قلت بأن معظم الأثر الغنائي المحدث من تراثنا الغنائي وموروثنا الفني منذ بدايات تشكله وتسجيلاته التاريخية، بألوانه الغنائية المعروفة، قد خفت بريقه بنهايات الثمانينات، وحتى لا أكون مجحفا ساطيله تجوزا إلى النصف الأول من عقد التسعينات.

ما يعني أن الأهازيج والترنمات التي تلتها مضمون نتاجها يتوافق مع المثل الأبيني (يشترح في مداره خليه).

وأضع نصب عيني وآخذ بالاعتبار أن الكلمة الجيدة واللحن الأصيل مايزالان موجودين.. إلا أن الأثر الفني المحدث من جملة ما يعرض ويقدم اليوم في الساحة على ذائقة العامة وأسماع المتلقين يكاد يكون صفرا على الشمال.

وعلى ذات الصلة ونفس الاتجاه بعكس المحصلة الرقمية فقط للأعوام نزولا إلى الأدنى سنلاحظ أن الصوت الفني والأداء اللحني والمقامي للكلمات الشعرية لتلك الفترة لم يفقد بريقه وقدرته على التأثير في تشكيل (ثقافة) فنية و(خبرة) غنائية حتى للأجيال الحالية، وحتى بتقادم السنين. لا أعني بهذا القول أن رحلة ومسيرة الغناء اليمني قديمه وحديثه قد توقفت عند تلك المحطة، لكنني أجزم أنها لم تستطع تجاوزها إلى الآن، وإلا ما معنى أن أبجديات تشكيل فنان مبتدئ ستمر من عند تلك المنعطفات. وحتما إذا ما أراد الاستقلال عنها أو الانفكاك منها سيظل حبيس أمرين اثنين، نتمنى أن يكون هناك ثالث لهما، فهو إما أن يبقى مقلدا طوال عمره، أو أن يستقل بشخصيته وملامحه الفنية لكن من دون أي هوية أو تأثير يذكر.

وهذا بالطبع ليس ذنب الأصوات الشابة التي لاتخلو في بعضها من المواهب، لكن دعونا نعترف جميعا أن هناك هوة فنية وحلقات غنائية غير مترابطة بين الأجيال الحالية وبين جيل الرواد من المؤسسين والعمالقة واللاحقين من المؤثرين والجيدين والمقبولين، وهو ما يطرح السؤال الآتي: أين جيل اليوم من هذا الامتداد والترابط التاريخي الفني للغناء اليمني؟

وهل هناك جهود ومعالجات لردم هذه الهوة ووصل الحلقات المفقودة حتى يكتمل المشهد وتتم الصورة بإحداث التأثير المذكور والمأمول الذي ينبغي فعله والقيام به، ومسئوليته تقع على عاتق الجميع من وزارات وأطر وجهات معنية رسمية وشعبية حتى الجمعيات والمنتديات والمؤسسات الفنية الأهلية وحتى الأفراد الذين لهم صلة بهذه العملية.

وفي الختام أقول فن اليوم موجود، لكن تأثيره في الساحة مفقود، وهي صورة هشة للشجن (المذوب) الذي قد يتغلغل البعض في طياته، لكن بتأثير مغلوب بالندب إلى التحريم المشاع ومشاعية تحريم المندوب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى