مدراء وعقال حارات وشخصيات اجتماعية بغيل باوزير يتحدثون عن معاناتهم مع مشروع المجاري.. الأطفال وكبار السن هم أول ضحايا الحفر ومخلفات المشروع

> «الأيام» عمر فرج عُبد:

>
مشروع المجاري الذي يجري تنفيذه منذ أكثر من عامين تقريبا في مدينة غيل باوزير، أصبح حديث الساعة في مدينة العلم والثقافة بسبب المعاناة والمآسي التي ابتدعها القائمون على هذا المشروع، وهو بالتأكيد ناتج عن الإهمال.

كثرت شكاوى المواطنين من الحفر وبقاء المخلفات في الشوارع وأمام بيوتهم لمدة طويلة وعدم الاستجابة السريعة من قبل القائمين على المشروع، رافعين شعار بكرة وبعده. واتجه المتضررون إلى الجهات الرسمية بالمديرية ووقعوا في مطب المماطلة من قبل الشركة. ومما زاد الطين بلة أن هناك أطفالا وكبار السن أصبحوا ضحايا الحفر، وهكذا يتحدث المجتمع في غيل باوزير وأصبح الحديث طويلا عن حكايات وحكايات من المعاناة. «الأيام» بدورها لفتت إلى المعاناة في هذا التحقيق:

تحدث أ. محمد أحمد باعباد رئيس جمعية حضرموت الخيرية قائلا:«مشروع المجاري داخل المدينة ليت للإعلام عين اليقين كسوء تخطيط وتنفيذ وتراكم أحجار وإهمال حفريات مفتوحة.. فقدت الإحساس والضمير الإنساني دون مراعاة لمشاعر المواطنين والزائر إلى غيل باوزير ساءه المنظر وسأل عن أهلها وشكواهم ويقظة سلطتها المحلية ومجلسها المحلي، لقد بلغ تنفيذ مشاريع غيل باوزير ما يستفز النفس ولا يريح الخواطر في ظل هكذا وضع».

وتحدث أ. علي محمد باعيسى تربوي متقاعد، قائلا:«في البدء نهنئ أسرة «الأيام» ببلوغها الخمسين عاما وحول موضوع مجاري الغيل حدث ولا حرج عند إعلان البدء بالمشروع أكدوا أنه سينتهي خلال ثمانية عشر شهرا والآن كم سنة مرت ولا رقيب ولا حسيب. سوى أن يجتمع بهم المدير العام للمديرية أو المدير العام لمؤسسة المياه والصرف الصحي بالمحافظة ويؤنبهم على التأخير ويحثهم على سرعة الإنجاز لكن أين تطبيق الجزاءات في الاتفاقية لمن يتأخر عن العمل؟

والمشكلة التي نعاني منها نحن المواطنين العمل العشوائي حيث شوارعنا الاسفلتية تركت لمدة طويلة وصلحوا البعض والبعض الآخر لازال، منها طريق النقعة- الغيل والعمل العشوائي يرافقهم لهذا يتركون الحفر دون ردم مما يعرض الساكنين للحظر، وكمثال سقوط بعض المواطنين فيها وهناك التعويض للمواطنين مما يلحق بهم التخريب من قبل الشركة حيث يتابعون يوميا وهناك حالات كثيرة والبعض منهم يظلم في تقدير هذا التعويض وكذا ضعف دور المراقبين للمشروع سواء من المجلس المحلي للمديرية أو من مؤسسة المياه بالمحافظة».

وقال الأخ حسين عبدالله بامطرف رئيس جمعية المؤرخ سعيد عوض باوزير الثقافية: «إن مشروع المجاري بالمديرية هو الحلم الذي يرواد جميع الأهالي في غيل باوزير وقد بذلت الحكومة والخيرون من أهل الغيل جهودا يشكرون عليها للتنفيذ الخلاق.. لهذا فالمشروع الحيوي سوف يحل مشكلة الصرف الصحي إلا أن تنفيذ المشروع من وجهة نظري لم يكن بالطريقة التي ينبغي أن يسير عليها فعملية الحفر لم يوضع لها أي احتياط كما ينبغي لكبار السن والأطفال حيث لاتوجد حمايات من الحفر العميقة. نأمل من جهات الاختصاص التنبه لهذه المخاطر التي ترافق تنفيذ المشروع».

عوض عبدالله بامطرف عاقل حارة حي المستقبل قال:«لقد وصلت إلينا العديد من الشكاوى عن عملية الحفر وعدم وضع إشارات لها وكذا ترك المخلفات أمام بيوت المواطنين، والأماكن التي ينتهي العمل فيها لم تعد كما كانت من حيث رصفها والبعض منها يقوم المواطنون بتسويتها وخاصة هذه الأيام تشهد غيل باوزير موسم الأعراس، وأقولها مع الأسف لاتوجد محاسبة تجاه شكاوى المواطنين ورفع المعاناة وأنا كعاقل حارة أشعر بالحرج من المواطنين والمشكلة الأكبر أن البعض سقطوا في حفر هذا المشروع. إننا نتابع هذه الشكاوى ولا حياة لمن تنادى ونحن من هذا المنبر «الأيام» نتوجه للسلطة المحلية ومجلسها المحلي المنتخب من هؤلاء المواطنين وهم يعانون وفي أمس الحاجة أن يراعوا الشكاوى وتحمل بمحمل الجد ويلزموا الشركة بالتنفيذ وفق النظام والقانون».

الشيخ علي محمد بن رقعان إمام وخطيب مسجد جامع باهارون:«أعتقد أن هناك ضعفا في معدات الشركة المنفذة للمشروع بالإضافة إلى العمالة غير المؤهلة ورافق المشروع استهتار بالعمل وعدم الدقة وعدم التنسيق بين إدارات المياه، والاتصالات والكهرباء إلى جانب انقطاع التلفون وتكسر مواسير المياه في بعض الحارات فالحفريات والمخلفات وتأخيرها إلى فترة أطول شيء مؤسف، ونحن فرحون بمشروع المجاري لمدينة الغيل التي هي محرومة من أمور كثيرة، لكن أمام تنفيذه نجد المواطنين غاضبين عليهم وعلى مشروعهم لأن المواطنين تعبوا من الشكاوى وأصبح البعض منهم يقوم بإصلاح ما خربوه هذا حصل لي قبل غيري فالقائمون على المشروع عندهم خبرة في المراوغة واللف والدوران. ونحن نناشد المسؤولين والمعنيين والمشرفين أن يتقوا الله برفع معاناة المواطنين».

ويقول خالد محمد برعية رئيس منظمات المجتمع المدني بالغيل:«لقد استبشرنا خيرا بقدوم مشروع المجاري مع أن بعض الأحياء استثنت ورغم هذا أبرزت جهود السلطة المحلية بالمديرية هذا المشروع الحيوي إلى الواقع لكن تنفيذه فيه تخبط عند القائمين عليه وأدى ذلك إلى أضرار كثيرة لحقت بالمواطنين مثل حفر في أماكن وترك الحفر مفتوحة وهدم أركان بعض البيوت واستخدام الآليات الثقيلة في الأحياء القديمة مما أثر على المنازل وهناك الحوادث من سقوط الأطفال وكبار السن في الحفر والمخلفات وعند إصلاح ما تم تخريبه لا يعود كما كان في السابق مثل الرصف الذي خسرت فيه الدولة ملايين وهو دليل قاطع على عشوائية العمل».

العقيد غيثان سالم البحسني مدير أمن المديرية:«بالنسبة لمشروع مجاري الغيل يعتبر مشروعا حيويا وهاما سيكون له تأثير بالغ الأهمية في حياة أبناء الغيل وقد واجهتنا كثير من المشاكل من المواطنين أثناء تنفيذه، وذلك من مخلفات أعمال الشركة وسد الطرقات وكذا الأضرار التي تلحق بالمنازل من جراء عمليات حفر بالبوكلين والحمد لله كل هذه الإشكالات نحاول حلها دون اللجوء للشكوى في القضاء حيث نوصي الشركة بوضع الحلول المناسبة، وبعض من الشكاوى وصلت إلى المحاكمو وعلى العموم هناك الكثير من السلبيات والهفوات التي رافقت المشروع ولكنها ليست مقصودة».

المواطن محمد عبدالله باحضين يقول: «الحديث عن مشروع مجاري الغيل حديث ذو شجون، مآس وأحزان سلسلة من المصائب والنكبات سكان المديرية كم من الأشخاص وقعوا في الحفر سواء بدراجاتهم أو سياراتهم، كم من الخسائر تكبدها هؤلاء دون أي تعويض، وأنا أحد هؤلاء الأشخاص الذين اكتووا بنيران المجاري وقع أحد أبنائي بدراجته النارية في إحدى الحفر وتحطمت عظامه ودراجته ولا معين إلا الله لم يعوضني أحد عما خسرته من أموال في العلاج أو الإصلاح ولم يفد الصراخ ولا المتابعات شيئا. لست الوحيد فهناك الكثير يعانون من هذه الشوارع المفخخة بالحفر وأكوام الحفريات دون أي إشارات أو علامات. من المسؤول عن ذلك؟ ومن المسؤول عن هذا المشروع الذي في شوارعنا يعيث فسادا دون حسيب أو رقيب؟. علما أن هذا المشروع أعطي أحد عشر شهرا إضافية على فترتين والآن الفترة الإضافية الثالثة وكل مشاريع العالم تريح البلاد والعباد إلا مشاريعنا لا ترحم صغيرا أو كبيرا تؤذي البلاد والعباد».

ويقول التربوي القدير المتقاعد علي عوض بن همام:«هذه الشركة مع احترامي لدولة الجمهورية اليمنية شركة عشوائية بكل معنى الكلمة ضحايا كثر، وأنا علي عوض بن همام من الضحايا البارزين فقد كنت في أحد الأيام عند باب السدة في بيتي وإذا بالحاجز المبني أمام السدة يقع على رأسي بسبب إحدى الآليات الكبيرة التي تعمل بجانب البيت وعلى إثرها فقدت سمعي وبصري في حينها ومكثت شهرين في البيت حتى كتب الله لي الشفاء ومازلت أعاني من خلع في ذراعي الأيسر. تقدمت بدعوى إلى المحكمة ومرت الأيام والشهور ورأيت في النهاية أن أتنازل والعوض من الله، حالات نفسية بأسرتي من هذا الحادث الذي لم أنصف فيه وهناك معاناة نعاني منها من قبل الشركة حدث ولاحرج من حفريات ومخلفات وأصبحنا محاصرين. إننا نطالب بالسرعة القصوى من مسؤولي الدولة ومدير المديرية والبلدية وكل الجهات الرسمية أن يحاسبوا الشركة عن أفعالها الضارة بالمجتمع».

ويتحدث صالح ناصر بن الشيخ أبوبكر مدير رباط الغيل إذ يقول:«المشاكل تتخلص في أن الشركة المنفذة لمشروع المجاري غير مبالية بمصلحة المواطنين والمصلحة العامة. هذه الشركة قامت بالحفر أمام بيوتنا قبل عيد الأضحى الماضي بشهر وأمام البيت خلفت حفرة عميقة ظلت مفتوحة ثلاثة أشهر دون وضع ممر للمواطنين، حتى المقابر لم تسلم حيث تهدم سور المقبرة الموجودة أمام الرباط وقرب مسجد الجامع ومازالت حتى هذه اللحظة ومنذ أكثر من شهر ومخلفات الحفر مازالت ملاصقة لجدار مسجد الرباط والجامع فالرصف المؤدي إلى السوق لم يتم إصلاحه بعد أن تم تكسيره من الشركة وهناك أنابيب المياه تم تكسيرها. إذا وجد التنسيق مع مؤسسة المياه لما حصل استنزاف للمياه من هذا التكسير. يجب أن يوجد مندوبون من المياه والكهرباء والاتصالات. ونطالب المسؤولين أن يحاسبوا من يتسبب بالعبث بالمجتمع».

سالم عبدالله العطيشي المدير التنفيذي لجمعية التنمية الاجتماعية بالغيل يقول: «لاشك أن مشروع المجاري من المشاريع الحيوية الهامة التي تنفذ في المديرية والمشكلة هي التنفيذ حيث يعاني المواطن من الحفريات وتشغيل البوكلين في الشوارع الضيقة قرب البيوت القديمة مما أدى إلى عدة مشاكل أصبحت الشغل الشاغل للمواطن في ظل عدم استجابة من قبل الجهات المسؤولة بالمديرية وخاصة الجهة المشرفة على شكاوى المواطنين نطالب من يعنيهم الأمر بسرعة حل المشاكل المطروحة وسرعة تنفيذ المشروع الذي طال تنفيذه ليتخلص المواطن من معاناته اليومية».

ويتحدث على سالم الرباكي عضو المجلس المحلي وعاقل حارة حي الوحدة بالقول: «أولا أهنئ الأستاذين هشام وتمام باشراحيل وأسرة «الأيام» بمرور خمسين عاما على نجاحها، والحديث عن المعاناة في تنفيذ مشروع المجاري أقول إن الدولة يهمها سعادة المواطنين وقد حرصت على إعطاء الأهمية للمديرية ومن خلالها شهدت المديرية عددا من المشاريع الحيوية ولو نظرت إلى المديرية بشكل عام قبل الوحدة لرأيت الكثير من المنجزات تحقق اليوم على أرض الواقع فمشروع المجاري الذي يجري تنفيذه فرح به الناس كثيرا وهم في غاية السعادة، لكن التنفيذ من قبل القائمين على المشروع عكر هذه السعادة وتحولت إلى معاناة، فنحن عقال الحارات عندنا كثير من شكاوى المواطنين ونريد رفعها إلى الجهات المختصة».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى