منظمات للمجتمع المدني تحذر من عواقب الجرائم الإنسانية بصعدة في المساءلة والملاحقة القانونية لمرتكبيها

> صنعاء «الأيام» خاص:

> اجتمعت بصنعاء أمس خمس منظمات للمجتمع المدني هي منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان ومنتدى حوار والمنظمة اليمنية للدفاع عن الحقوق والحريات الديمقراطية والمرصد اليمني لحقوق الإنسان لمناقشة الاعتقالات التي تمت على ذمة أحداث صعدة بحضور عدد من أقارب المعتقلين ومعظمهم من الزوجات والأمهات.

وتحدثت في اللقاء الناشطة الحقوقية أمل الباشا والنائب سلطان السامعي والأستاذ عبدالباري طاهر، نقيب الصحفيين السابق والمحامي أحمـد الوادعـي والزميـل سـامي غالب.

وتناول المتحدثون في اللقاء الجرائم المرتكبة في صعدة بحق الإنسانية والآثار التي ترتبت عليها وحذروا من عواقبها على المستويين المحلي والدولي في المساءلة والملاحقة القانونية لمرتكبي جرائم الاعتقالات والاختفاء القسري.

أمل الباشا: نرحب بقرار الرئيس إيقاف الحرب في صعدة لكنه لايكفي ويجب معالجة آثار الحرب من ملفات ومعتقلات وسجون

وفي مايلي نص الاجتماع:
حذرت رئيسة منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان (أمل الباشا) السلطات اليمنية من تكرار قرار توقيف المدعي العام بالمحكمة الجنائية الدولية للرئيس السوداني (عمر البشير) وذلك بعد إدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في دارفور، مشيرة في هذا الاتجاه إلى وجود جرائم ارتكبت على ذمة الحرب في محافظة صعده ترتقي إلى مصاف الجرائم ضد الإنسانية التي يحق للمحكمة الجنائية الدولية التحقيق فيها ومحاكمة مرتكبيها، وحمل تـحذيرها دعـوة إلى السلطـة بأن «خلونـا نعمـل عدالـة بأيدينـا».

تحذير أمل وصفته بـ «الرسالة الصادقة» إلى السلطات اليمنية ومسئولي الأجهزة الأمنية من إمكانية تعرضهم لأي ملاحقة دولية، وطلبت من الصحف ووسائل الإعلام نقله عنها في فعالية نظم لها (منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان ومنتدى حوار والمنظمة اليمنية للدفاع عن الحقوق والحريات الديمقراطية والمرصد اليمني لحقوق الإنسان)، تبعه ترحيبها بقرار الرئيس صالح بتوقيف الحرب في محافظة صعده، لكنها قالت إن «القرار لايكفي»، مشددة على ضرورة معالجة آثار الحرب من ملفات ومعتقلات وسجون، مؤكدة أنه لن ينفع اليمن كل الحشد الذي يحاول الآن أن يخرج البشير من ورطته.

وعبرت رئيسة منتدى الشقائق عن عدم توقعها وصول الأمور إلى هذه الدرجة، في إشارة منها إلى حالات الإختفاء القسري والاعتقالات التي تمت على ذمة أحداث صعده، والتي اجتمع لمناقشتها بمقر صحيفة «يمن تايمز» أمس عدد من أقاربهم معظمهم الزوجات والأمهات، مشيرة إلى أن اليمن «بلد تحكمه عصابة»، نافية في ذات الوقت وجود دولة وإنما «هيكل دولة».

سلطان السامعي: أتنبأ بعقاب قريب من السماء لمرتكبي جرائم الاعتقالات والإخفاء القسري

وفيما تنبأ عضو مجلس النواب سلطان السامعي بعقاب قريب من السماء لمرتكبي جرائم الاعتقالات والإخفاء القسري، مقترحا على المجتمعين أن ينظموا صباح اليوم زيارة إلى معتقل الأمن السياسي، دعا نقيب الصحفيين الأسبق عبد الباري طاهر أهالي المعتقلين والمتضامنين إلى عدم الوقوف على تخوم الهجاء، منتقدا في ذات الوقت الفعاليات الاحتجاجية المجزأة بفعل المذهبية والمناطقية والحزبية، داعيا إلى توحيد الاحتجاجات السلمية للمؤسسات المدنية، التي وصف شعورها وإحساسها بـ «البطيء والبليد».

ولفت طاهر المجتمعين إلى أهمية الرهان على الخارج لإنهاء وإغلاق ملف المعتقلين والمختفين، واصفا إياه بأنه «شيء طيب»، لكنه أشار إلى عدم استجابة الرهان الخارجي إلا في حالة وصول الفعل إلى شيء كبير ومهم، داعيا إلى توسيع الحركة الاحتجاجية.

وبعد أن اقترح المحامي أحمد الوادعي على المنظمات المنظمة للفعالية القيام بعملية التوثيق لكل الرسائل والبيانات والخطابات والفعاليات المتعلقة بملف المعتقلين والمخفيين، دعا عبد الرشيد الفقيه من منتدى حوار أهالي المعتقلين والمخفيين إلى رفع قضية ضد جهازي الأمن السياسي والقومي.

من جانبه انتقد رئيس صحيفة «النداء» سامي غالب النخب السياسية وأحزاب المعارضة لـ «إحساسها المتدني للغاية» في تعاطيها مع ملف المعتقلين والمخفيين، واصفا ذلك بالخطير والدليل على تقليل الثقة في تلك النخب، خاصة منها نخب المعارضة.

أحمد الوادعي: على منظمي الفعالية توثيق الرسائل والبيانات والخطابات والفعاليات المتعلقة بملف المعتقلين والمخفيين

وفيما أشار رئيس تحرير صحيفة «النداء» إلى تسابق أحزاب المعارضة على بقية لجان مجلس النواب دون لجنتي الدفاع والأمن التي قال إنها خاصة بالمؤتمر الشعبي، مؤكدا أن هذا الأمر مدعاة إلى المراجعة، أوضح عن عدم درايته بتدني حساسية النخب التي قال إنها أقل حساسية من أطراف أخرى داخل المجتمع المدني تجاه حالات الإخفاء القسري والاعتقالات التي حدثت على ذمة أحداث صعدة، واصفا ثقافتها بـ «الشمولية»، مشيرا إلى تورط نخب لم يسمها في ممارسة حالات الإخفاء القسري، لم تبادر إلى الاعتذار عنها.

وانتقد رئيس تحرير «النداء» المنابر الإعلامية خاصة منها الحزبية، التي قال إنها «تمارس عملا انتقائيا وخطيرا في تعاطيها مع ملف المعتقلين والمخفيين»، مشيرا إلى ما يتصدر صفحاتها «عندما يكون للمعتقل بعد أيدلوجي أو مذهبي»، مؤكدا على أهمية أخذ هذا الموضوع حقه من البحث.

الأجهزة الأمنية وعقيدة العداء كان آخر ما تحدث عنه غالب، مستفيدا في استخلاصه السابق من فترة سبعينات وثمانينات شمال اليمن التي شهدت فيها بعض من مناطقه أحداثا وحروبا، خاصة المناطق الوسطى منها، حيث كانت العقيدة الأمنية قائمة على مكافحة الشيوعية، وراح ضحيتها فيما بعد عدد كبير من مواطني تلك المناطق في عداد المخفيين قسريا تحت مبرر الشيوعية.

عبدالباري طاهر: الاحتجاجات السلمية ينبغي أن تتوحد وتتوسع لا أن تتجزأ بفعل المذهبية والمناطقية والحزبية

وقال: «في اللحظة الراهنة يوجد عشرات بل المئات من المخفيين لدى الأجهزة الأمنية لمجرد أنهم من مناطق معينة».

وعاد رئيس تحرير صحيفة «النداء» مفسرا تلك العدائية بقوله إن تلك العدائية «تقوم على معاداة أفكار معينة ومذهب معين»، داعيا إلى ملاحظة العداء القائم بين السلطة وبين الأخوة في المذهب الزيدي، مشيرا إلى ممارسة عناصر في الأجهزة الأمنية مواطنة غير متساوية في التعامل مع قضايا الناشطين السياسيين والحقوقيين وعلماء الدين، مقترحا تنفيذ حركة مضادة تسمح بعدم استمرار حملة الاعتقالات والإخفاءات الممنهجة.

وقد استمع المشاركون إلى شهادت لعدد من زوجات وأمهات وأقارب المعتقلين عن الكيفية التي تم بها الاعتقال، ووضعهم الصحي والإنساني، كان في مقدمتهم زوجة محمد مفتاح وأم لؤي المؤيد.

سامي غالب: المنابر الإعلامية خاصة الحزبية تمارس عملا انتقائيا وخطيرا في تعاطيها مع ملف المعتقلين والمخفيين

ومن المنتظر أن يقوم أهالي المعتقلين صباح اليوم بمعية أعضاء من مجلس النواب وممثلي منظمات المجتمع المدني بزيارة إلى سجن الأمن السياسي وتنفيذ اعتصام السبت المقبل أمام مكتب النائب العام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى