> «الأيام» كفى الهاشلي:

وبين مخطط قديم وحديث معدل تعصف الرياح بهم ولايستطيعون أن يغيروا من الواقع شيئا رغم هشاشته ، تحكي لك التقارير حلماً جميلاً تفيق منه على واقع هزيل ، سكان الحي باتوا يطالعون القادم بقراءة الفنجان ليملأ صدورهم بصيص الأمل، وهي محاولة لإخفاء اليأس من واقع مجهول !!
ترى ماهي حكاية سكان هذا الحي؟! وحتى لانقع في فخ المنجمين تعالوا نقرأ الواقع بالصورة والتقرير الذي خطته الجهات المسؤولة ونستخلص الفارق بينهما .
خمس وعشرون عائلة تحكي لك المأساة نفسها ولربما يزيدون عن ذلك في وحدة وديع حداد بمديرية المنصورة بعدن.

الدخول لحيهم يلزمك أن تعرف أولاً العمل المخطط في فكرهم وما اعتادوا عليه أصبح مع عصرية الحياة أشبه بأغنية نانسي عجرم «شخبط شخابيط» والطريق إليه يلزمك أن تعرف أنه شرق سوق القات وسجن المنصورة وغرب خط التسعين، الذي نطلق عليه بالخط الدائري، وإن جاز لنا التحديد من النظرة الفوقية والتحتية فإننا نصفه بجنوب الخط الممتد من جولة كابوتا وشمال المشاريع العسكرية وكل الطرق تؤدي لوديع حداد .
هنالك تتربع المشاكل الظاهرة والمختفية ولن تجد صغيرة إلا ولها قصة كبيرة بنظر سكان الحي الذين صرفت لهم الأرض منذ عام 1982م.
مخططا المكان القديم والحديث يحكيان قصة حزينة دفعت سكان الحي إلى الشكوى للجهات المختصة، لكنها حبر على الورق، والواقع للي برأسه مرق ، تقارير رسمية من خارطة التخطيط في المديرية يكشف لك المخطط الأصلي بأنه من واحد إلى سبعة لوحة رائعة لو صدق ما على الورق والأرض وتطابقا، فهناك مساحات خضراء ومواقف للسيارات لستة مواقع، ويبقى الخامس منها مستثنى لأنه مخطط لورشة، ثم يأتي التعديل ليصبح موقع أراضٍ سكنية ومساحات خضراء ومسجدا .

الأخشاب والحديد ينسجان حاويات، ومحولات الكهرباء المتجاورة غير المرغوب بها ، سكان الحي يركزون على موضوع الإنارة والسفلتة والحديقة والمدرسة التى وضعت باسم حيهم، وهي خارج نطاق حيهم، حيث تربعت في بلوك 12جوار المشاريع العسكرية، نساء الحي لايقلقهن أكثر من مشقة الماء في الأدوار مادون الأول وهلع أطفالهن من الكلاب المنتشرة، وكأن المكان في عزلة .

أما المجاري فلم تسلم من شبح التوسع العمراني وتقادم الزمن وأصبحت عجوزا لاتقوى على التهام وجبات اليوم ولو بحدها الأدنى، وأصبح لفظ الزيادة خصوصاً بعد ربط المباني الجديدة بالشبكة وصار عمر العجوز قـصيرا في طريق احتـضـار قبل الأوان .
