الأحرار لعب أروع مبارياته أمام شباب التواهي وخرج منتصرا

> «الأيام الريــاضـي» رياضة زمان:

> جرت عصر الخميس الماضي 19/3/1964 على ملعب المدرج البلدي في كريتر عدن مباراة ودية كبرى نظمها نادي المعلمين بعدن بين فريقي الأحرار وشباب التواهي، وكانت قد سبقتها مباراة سباعية بين فريق نادي المعلمين وفريق نادي الحسيني انتهت بفوز الحسيني 2/3.

بدأت المباراة قوية من جانب الفريقين إلا أنها افتقرت إلى بعض اللقطات الفنية الرائعة.. كما أن الحماس قد اجتاح اللاعبين بصورة كبيرة بحيث أدى إلى أن يضطرب مستوى المباراة بعض الشيء.. وبدأ التنافس بين الفريقين يشتعل أكثر، وظهر أن كليهما كان يسعى إلى إحراز الإصابة الأولى بسرعة ولاغرابة في ذلك لأنهما من أقوى فرقنا المحلية وأشهرها .. ولابد أن يلاحظ المرء الإقبال على مبارياتهما يكون دائما كبيرا، حيث يستمتع الجمهور كثيرا بما يقدمانه من فن جميل.

وثمة حقيقة أخرى لاتخفى على أحد، وهي أن التنافس بين الفريقين على اللاعبين وإنما يتعداه إلى المتفرجين، ووصل إلى حد المراهنات بالعشرات والمئات من الشلنات، وطبيعي كماهي العادة أن لايخلو كل هذا من المشاكل الخطيرة والصعوبات الجمة التي تنجم عن ذلك مما يتطلب تدخل رجال الأمن في الحال، بالإضافة إلى أن الكثيرين من المشجعين يعيشون على أعصابهم خاصة أولئك الذين أدمنوا الإعجاب بهذا الفريق أو ذاك .. خلاصة القول:« إن الناظر إلى هؤلاء والمباراة تسير سيخيل إليه أنه في ساحة حرب أبطالها اللاعبون في الملعب والجمهور المتفرج يتابع هذه المعارك باهتمام كبير وربما بالمشاركة الوجدانية في بعض الأحيان».

وكانت المباراة في الشوط الثاني رائعة حقا وإن كانت في الشوط الأول قد سارت سيرا طبيعيا وعاديا، وكان اللعب فيها متعادلا، إلا أنها في الشوط الثاني قد ظهرت في مظهر غاية في الروعة والجمال، حيث سيطر فريق الأحرار على المباراة في أغلب وقت الشوط الثاني وصال لاعبوه وجالوا وقدموا عرضا ممتازا بعد إحرازهم الفوز على شباب التواهي بثلاث إصابات مقابل إصابة واحدة.

أسباب هزيمة شباب التواهي

لقد ضج الملعب بالهتاف والتصفيق الحاد للعرض الذي قدمه الأحرار، فيما بذل لاعبو شباب التواهي مجهودات طيبة محاولين بذلك الصمود في وجه الأحرار والوقوف إزاءه موقف الند للند، لكن الأمر كان قد فلت من أيديهم، ولم يكن أمامهم إلا أن يرضوا بما قسمه الله وقدره لهم، والحقيقة أن فريق شباب التواهي لم يهزم إلا الآن، ووراء هذه الهزيمة أسبابا.. أهمها عدم توفر الانسجام والتفاهم بين مراكز الدفاع.. لقد بدأ عبدالله المنصوري هذه المرة مرتبكا، كما لوحظ عبدالكريم الهتاري أنه لم يلعب بالصورة المعهودة عندما يلعب إلى جانب الطميش.. وثمة سبب آخر لقد خيل إلينا أنه ثمة مشاحنات قائمة بين المنصوري وحسن عيسى وبين الهتاري والمنصوري أثناء سير المباراة، وقد أيد هذا الاعتقاد أكثر من واحد من المتتبعين لسير اللعب، إضافة إلى ما يشكو منه اللاعبون عادة في أي فريق وهو كثرة المباريات التي ينظمها المسؤولون للاعبين في أيام متتالية والتي تسبب الإرهاق والتعب لهم.

أسباب فوز الأحرار

أما الأسباب التي أدت إلى إحراز الأحرار الفوز على شباب التواهي فتعود إلى أن جميع مراكز الأحرار تقريبا كان يسودها التفاهم والانسجام خاصة في الشوط الثاني، حيث كانت مراكز الدفاع تمون المراكز الأمامية للأحرار بالكرات الصحيحة، وبالمقابل كانت يقظة لاستقبال أية كرات هجومية، وكان أبوبكر طرموم رائعا في ربط المراكز الدفاعية بالمراكز الهجومية، وقد ساعدت في ذلك الكابتن عباس غلام بمساهمته في تغذية المراكز الهجومية بتوزيعات طويلة محكمة في أكثر الأحيان، بالإضافة إلى أن فريق الأحرار عرف كيف يستغل مراكز الضعف في فريق شباب التواهي خاصة مراكز الظهير الأيمن، حيث ركزوا في أكثر هجماتهم عليه، وإذا كان الأحرار لم يهتموا كثيرا ببعض المراكز الهجومية لشباب التواهي كالجناح الأيمن والمهاجم الأيمن إلا أنهم فرضوا حصارا شديدا على مراكز الخطر في الفريق الخصم كالجناح الأيسر والمهاجم الأيسر.. وثمة سبب آخر هو أن التفاهم كان كبيرا بين لاعب الأحرار الرائع علي السوداني واللاعب الجديد عبدالله إبراهيم، وكذا بينهما وبين ناصر الماس وهو ماساعد على تنظيم الهجوم وتركيزة بصورة أكثر دقة وقوة وتنظيما.

المباراة في سطور

- أبوبكر طرموم: صال وجال وكان مثار الإعجاب والتقدير من الكل.

- بوجي خان: بذل مجهودا طيبا في الشوط الأول وكان مرهقا في الثاني .

- مصطفى سكران: بذل كثيرا في هذه المباراة واستطاع الحد من خطورة الجناح الأيسر لشباب التواهي.

- حسن عيسى: لم يبرز كثيرا في هذه المرة كما لم يلعب إلى جانب زميله بوجي لمساعدته فأرهق بذلك زميله.

- نديم عبده حزام: بذل مجهودا طيبا في حراسة مرمى فريقه الأحرار رغم قلة هجمات شباب التواهي.

- عبدالله إبراهيم: مهاجم الأحرار الجديد سريع ونشيط وتوزيعاته متقنة ومن المحتمل أن يرتفع مستواه أكثر وأكثر عن طريق إفساح المجال له ليتمرن دائما.

- عبد الله المنصوري: لم يكن رائعا في دفاعه عن مرمى شباب التواهي هذه المرة.. ترى مالسبب؟.

- عبدالرب يافعي: هاجم بقوة مرمى الأحرار لكنه كان يعقد الكرة حتى وهو أمام المرمى وعلى بعد خطوات قليلة منه.. فلماذا لايقوم بمحاولات التصويب ناحية المرمى؟.

- مستوى التحكيم: التحكيم كان لابأس به فالحكم الجرادة بذل مجهودا طيبا لضبط المباراة.

«الأيام» العدد 2 في 25 مارس 1964

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى