> «الأيام» بشرى العامري:

قسم المرسم
> وفي البداية كان اللقاء مع نجيب الكميم، مدير عام النشاط الفني بوزارة التربية والتعليم ممثل الوزارة في المخيم الوطني الحادي عشر لطلاب وشباب الجمهورية الذي حدثنا عن أنشطة المخيم قائلاً : «هناك أنشطة موجهة مثل تعليم الخط العربي لكل المشاركين في المخيم والكمبيوتر والإسعافات الأولية وأنشطة مفتوحة كالمسابقات في مجال كرة القدم والطائرة والسلة والتنس والشطرنج والمرسم المفتوح والرحلات الترفيهية والندوات التوعوية التي تقام من قبل متخصصين في بناء القدرات ومتخصصين في جوانب التوعية الوطنية والاجتماعية والتربية الإسلامية، وعن طريقة الاشتراك في المخيم قال: «وجهت رسائل المشاركة لكل محافظات الجمهورية واشتركت عشرون محافظة بقرابة 400 مشارك أي بحدود عشرة مشاركين من كل محافظة في مختلف الأنشطة من إنشاد وشعر وقصة ورياضة وأنشطة علمية ومعرفية أخرى».
وانتقد عدم انتقاء المنظمين في المحافظات المشاركين بشكل جيد إلا أنه قال : «نحن سعداء لأنهم كانوا غير جيدين لأن واحدا من أهداف المخيم أن نقوم سلوك المشاركين فعندما جاء الشباب في اليوم الأول والثاني كانوا شبه وحوش أما الآن فقد أصبحوا متآلفين متعارفين وهناك عملية دمج بين المحافظات ولاتمارس الأنشطة محافظة ضد أخرى، لأننا لانريد منافسة وفائز ومغلوب، ولكن هناك متميز وأكثر تميزاً، وقمنا بتقسيم المشاركين إلى سبع مجموعات تحتوي كل مجموعة على مشاركين من عدة محافظات» .وعتبر السلوك العدواني «ظاهرة منتشرة في كل الساحة اليمنية وفي المراكز والمخيمات الصيفية إلى جانب ضعف لدى الشباب في الولاء الوطني والانتماء وكذا ضعف في الجوانب الدينية والتطرف العجيب في جوانب معينة وإهمال جوانب أخرى وهذا ما ركز عليه هذا المخيم وهو بناء الفرد وبناء المشارك بناء وطنيا محايدا ليس له علاقة بحزب أو جهة»، مؤكداً على ترجمة ذلك بإصدار كتاب عن المخيم بتوجيهات من وزيري التربية والشباب والأخ علي عبدالرحمن الأكوع، رئيس مؤسسة الصالح «وسيتم تسميته (اعرف وطنك) يتحدث عن الوطن وجماله ومقوماته وما يحتويه من أوجه الأنشطة التي تمارس فيه».
وقال: «من المؤسف أن نجد شبابا يحقد على بعضه البعض ولايعرف معنى الانتماء إلى الوطن، وكل همه هو ما سيجمعه من مال وما سيجنيه مادياً من هذا المخيم بغض النظر عن القيمة المعرفية والمهارة»، ودعا إلى عدم منح الطلاب المشاركين في المخيمات مبالغ مالية «تجعله كالأجير وليس طالباً وإعطائه جوائز عوضاً عن ذلك»، قائلا:«يمكن إعطاؤه جائزة بمليون ريال لكننا ضد إعطائه ريالاً واحداً كأجر لمخيم ».
وذكر أن التنسيق للمخيم كان منذ شهر مارس الماضي مشيراً إلى «وجود (70) شخصية يعملون تحت خدمة هؤلاء الطلاب وتوجيههم للسلوك الصحيح استطاعوا أن يجعلوا الشباب ومشرفيهم أن يستيقظوا لصلاة الفجر ويقرأوا القرآن حتى السادسة، ثم يؤدون الطابور بشكل منتظم ويأخذ طعامه بشكل منتظم أيضا وينظف حوله بعدما كانت الفوضى تعم أرجاء المخيم في الأيام الأولى، إضافة إلى اهتمامهم بمظهرهم الخارجي واختفاء النظرات المناطقية والدونية والطبقية والمذهبية التي كانت ترافقهم في البداية وذابت كل الفروق داخل هذا المخيم».
> كمال ناصر، فنان تشكيلي من محافظة عدن يدرب كل يوم أكثر من ثلاثين طالبا على فنون الرسم والنحت والتشكيل أشار إلى أن هناك إبداعات في الطلاب كانت مخفية لم يظهرها أحد ولم يدعمها أو ينميها، وقال: «هناك رسوم تعبيرية مبدعة قام بها الشباب وهناك من يعبر عن شخصيته الداخلية وانفعالاته والضيق الذي بداخله ويخرجها على لوحة الرسم، فهناك من يرسم شخصا يحرق أو يمر فوق نار أو معه سلاسل وكلها تعبيرات عدائية»، وأشار إلى وجود مستقبل لكثير منهم إذا ما شجعوا من الجهات المسؤولة، كما أعلن عن بقاء المرسم في دار الأيتام كهدية من مؤسسة الصالح باسم المخيم، كما ستقدم وزارة التربية مرسماً مماثلاً للدار التي استضافت المخيم .
> محسن علي غليان، مشرف محافظة ذمار لمس في المخيم أنشطة أفضل من المخيمات السابقة وذلك من حيث وجود الرياضة بكافة أنواعها والأنشطة الجديدة الأخرى كالحاسوب والرسم مشيراً إلى وجود مخيم شبابي في محافظة ذمار سعته (500) مشارك من الشباب تم تجميعهم من كل المديريات، وتم من خلاله إرسال المبدعين منهم إلى هذا المخيم، وأوضح وجود بعض الإشكاليات في المخيم مثل الإشكاليات المادية ووجود بعض الخلافات بين السباب «ولكن يتم امتصاصها أولا بأول وهذه المخيمات وجدت لزرع المحبة والإخاء بين الشباب».
>محمد حسن هبه، محافظة الحديدة أوضح أنه تعذر على المحافظة التواصل مع عدد كبير من الشباب المبدع بسبب العطلة الرسمية وتمنى لو تم التنسيق معهم في وقت مبكر لتفادي مثل هذه الإشكالية، وقال: «تواصلنا مع المديريات من أجل أن نخرج كل طالب في مجاله، وهذه أول مشاركة لنا في مخيم شبابي بهذا الحجم»، وأردف قائلاً: «لم يذكر في التعميم الذي وصل إلينا أنه سيكون هناك تفريق، ونحن نضيع وقتا كان يمكن أن نقضيه في مجال لنأخذه في مجال آخر ولانشعر بسبب ذلك بتفاعل من قبل الطلاب» .. مضيفاً «أن الموروث الشعبي مفقود نهائياً داخل المخيم، وكذا الفنون الشعبية وهناك أدوات ناقصة وهي بسيطة ومع ذلك لم يتم توفيرها بالرغم من وجود الموروث الشعبي في التعميم»، وتمنى «أن يشارك جميع طلاب المخيم في الأوبريت الذي سيعرض في حفل الختام بكلماتهم وألحانهم ولا يأتون بأحد من الخارج لذلك، فهناك إبداعات أجمل وأفضل».
>الشاب ذو النون محمد الشرفي، من مديرية الزيدية بمحافظة الحديدة أشار إلى عدم الاهتمام في ناحية المشاركة التي أتى بها، ولكنه استفاد في المخيم بتعرفه على الأصدقاء ومن جميع المحافظات، وكذا الجلسات الفنية والدورات التدريبية .
> أما الشاب علي عبدالله صالح محرق، من محافظة شبوة فقد أكد على وجود إبداع متميز داخل المخيم وتعلمه الخط وكثيرا من المعرفة، مشيداً بتعرفه على الآخرين من المحافظات المختلفة وعلى إبداعاتهم «حتى يستطيع كل شخص أن يقيم نفسه أمام إبداع الآخرين ولايغتر بنفسه».
> الشاب زيد أحمد القطوي، من محافظة ريمة استفاد أيضا من التدريب بشكل جيد، كما استفاد في التعرف على الآخرين ومعرفة حضارات المحافظات وثقافاتها، وتبادل مع المشاركين الكثير من المعلومات اللازمة والقيمة.
>مطلوب محمد غرامه، مشرف وفد محافظة عدن أشار أيضا إلى عدم وجود مخيم كامل قائلاً :«واجهتنا في البداية بعض الصعوبات والعقبات، لكن تم تلافيها من قبل الإدارة، فالرياضة بدأت متأخرة، ولكنها اشتدت الآن» مؤكداً أن ما يميز المخيم «هو تعرفه على جميع مناطق اليمن من أقصاه إلى أقصاه عبر من شاركوا معه» .. وأشار إلى أن المجموعات في المخيم «أذابت المناطقية والمذهبية وأصبح الشباب ذا هوية واحدة، ولكن هناك إخفاق إلى حد ما في العمل الإداري نتمنى أن يتم تلافيه في المخيمات القادمة».
> مراد عبدالله، مشرف محافظة لحج رأى أن الخط كان الأكثر فائدة للشباب في تحسين خطوطهم وإتاحة المشاركة حتى للمشرفين في التدرب على الخط مشيراً إلى أن الصعوبات كانت خفيفة تتمثل في تأخر بعض الدورات، ولكنها انتظمت بعد ذلك، ودعا إلى أن تكون المخيمات في المحافظات بنفس المستوى المطلوب ودعم الشباب ومنعهم من الانحراف .
>عبدالغني مطاوع، مخرج مسرحي أشار إلى أن هناك كوادر طيبة تبشر بجيل واعد يمكن أن يبني وطنه في شتى مجالات الإبداع، ودعا المسؤولين إلى «الاهتمام بالمجال الإبداعي والابتعاد عن الأمور الصغيرة ليقام المخيم بشكله الصحيح وصقل المواهب بطريقة مثلى». وقال:«نحن في التربية نقوم بتشجيع الموهوبين وصقلهم بحسب إمكانيات الوزارة وتمثيلها في أكثر من دولة في ملتقيات الأطفال والشباب».
> خالد البرطي، المندوب الإعلامي لمؤسسة الصالح أوضح أن المخيم أقيم من أجل الشباب وتعريفهم بجميع محافظات الجمهورية وإيجاد التآلف بين أبناء الوطن الواحد الذي يدعم وحدة الوطن وهو الهدف الأساسي لإقامة المخيم، مشيراً إلى أن التقصير يوجد في كل عمل «ولكن هناك محاولة لتلافيه».
وقال إن المخيم يعد ناجحاً بكل المقاييس نظراً للمخيمات السابقة. وأضاف: «قمنا بعدة رحلات إلى خارج صنعاء لشبام وكوكبان تعرف خلالها الشباب على المناطق الأثرية» وعن مدة المخيم قال إنها عشرة أيام بدأت في الثامن عشر من هذا الشهر وستنتهي اليوم بحفل ختامي يعد له شباب ومسؤولو المخيم».