لمحة نادرة عن نظام العدالة في سوريا خلال محاكمة علنية

> دمشق «الأيام» خالد يعقوب عويس :

> قدمت جلسة محاكمة علنية لثلاثة عشر معارضا سوريا أمس الثلاثاء لمحة عن آليات نظام قضائي تنظر فيه معظم القضايا السياسية في جلسات سرية.

واعتقل المعارضون الثلاثة عشر العام الماضي بعد أن رأسوا اجتماعا كبيرا لإحياء حركة تطالب بحرية التعبير ودستور ديمقراطي كبديل لأربعة عقود من حكم حزب البعث.

وأثار اعتقالهم إدانة دولية ودعت الولايات المتحدة ودول أوروبية مرارا لإطلاق سراحهم. وأثار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي يتوقع أن يزور سوريا الأسبوع المقبل موضوعهم خلال اجتماع في الآونة الأخيرة مع الرئيس السوري بشار الأسد في باريس.

وظل المعارضون وهم 12 رجلا وامرأة واحدة كلهم من كبار المفكرين في سوريا في السجن منذ اعتقالهم ونقلوا إلى قاعة محكمة في قصر العدل الذي يرجع إلى عصر الدولة العثمانية امتلأت بأقاربهم وناشطين سياسيين ودبلوماسيين غربيين وسط إجراءات أمن مشددة.

وعلقت صورة للرئيس الراحل حافظ الأسد الذي حكم سوريا 30 عاما على أحد الجدران.

وتلا القاضي الاتهامات وسأل المتهمين الذين اعتقل معظمهم في السابق كسجناء سياسيين عما إذا كان لديهم ما يقولون. وقال الثلاثة عشر جميعا إنهم أبرياء.

وكان المعارض الكبير رياض سيف الذي يعالج في السجن من سرطان البروستاتا أول المتحدثين.

وقال سيف "إن قضيتنا هي قضية حرية رأي وتعبير وليس قضية جنائية.. إننا نطالب ببرنامج وطني للتحول الديمقراطي يبدأ بحرية التعبير."

وقضى سيف في السابق خمس سنوات في السجن لاضطلاعه بدور رئيسي في حركة ربيع دمشق التي تضم مفكرين وشخصيات معارضة طالبوا بالديمقراطية عندما خلف بشار الأسد والده عام 2000,وسحقت السلطات الحركة بعد بضعة شهور.

وشكا أكرم البني الكاتب الذي سجن من قبل 17 عاما للقاضي من أنه لم يسمح له بمقابلات كافية مع محاميه.

وطالب زميله وليد البني الطبيب الذي قضى من قبل خمس سنوات في السجن بتهم أخرى بمعرفة أساس الاتهامات الموجهة إليه,ولكن القاضي رفض.

وقال مهند الحسيني أحد المحامين الموكلين عن الثلاثة عشر "المبدأ الدستوري يقول بأن الأصل هو براءة المتهم وليس إدانته."

وأضاف "لا يجوز إعفاء النيابة من عبء إثبات التهمة إلا إذا كانت الإدانة مفترضة سلفا."

وسمح القاضي للمتهمين بمقابلة أقاربهم 15 دقيقة وأجل المحاكمة حتى 27 سبتمبر أيلول.

وقال المتهمون لذويهم إنهم يحصلون على طعام ودواء كافيين في السجن لكنهم ذكروا أن حالة زميلهم المعتقل السياسي كمال اللبواني الصحية تتدهور.

ويقضي اللبواني عقوبة السجن لمدة 15 عاما بعد إدانته بتهديد الأمن القومي خلال زيارة للولايات المتحدة. وطالبت واشنطن بالإفراج عنه وبإطلاق سراح سجناء سياسيين آخرين.

وذكر ناشط يدعى مصطفى سليمان جاء من حلب في شمال سوريا لحضور جلسة المحاكمة أنه يخشى صدور أحكام مشددة على المتهمين الثلاثة عشر بالرغم من محاكمتهم العلنية النادرة والضغط الدولي من أجل الافراج عنهم.

وقال إن السلطات تريد أن تظهر بمظهر من يوفر العدالة لمثل هذه الشخصيات المعارضة الكبيرة. لكنه أضاف "هذه محكمة سياسية بامتياز."

ويقول ناشطون في مجال حقوق الإنسان إن آلاف السجناء السياسيين معتقلون في سوريا معظمهم بدون محاكمة. ويحكم حزب البعث البلاد منذ عام 1963 عندما استولى على السلطة في أعقاب انقلاب وفرض الأحكام العرفية وحظر أي معارضة. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى