أزمة حادة و السبب خمسة ريالات

> «الأيام» فردوس العلمي:

> ما أحلاك يا خمسة ريالات!، وما أغلاك!، مهرك غال، ودماء سالت لأجلك على الطرقات، وعجب عليك يا إنسان ساعة تبخسها وساعة تغليها! حتى لو كان فيها قتال، خمسة ريالات أقلقت المواطنين في مديريات محافظة عدن.

حيث أثبتت تلك الخمسة الريالات أن لها قيمة غالية حين تؤخذ غصبا عن الإنسان، وساعات تكون بلا ثمن ولا يعيرها انتباها حين يدفعها بطيب خاطر أو بخدعة لا توجد فكة (صرف) ولمعرفة سر الخمسة الريالات التي طرأت على أجرة المواصلات، والزوبعة التي تسببت بها بين المواطنين مستخدمي وسائل النقل والسائقين بدأت باشتباكات بالأيادي وصلت إلى استخدام آلات حادة.

وقبل أن تصل إلى أبعد من هذا نزلت «الأيام» إلى الطرقات لمعرفة المزيد عن سر الخمسة ريالات وأسباب إضافتها، لتطرحها على طاولة النقاش أمام جهات الاختصاص، أول ما لفت نظري اختلاف وجهات النظر بين السائقين بين مؤيد ومعارض لهذه الزيادة.

> السائق فيصل علي حزام قال: «أنا أحاسب خمسة وثلاثين ريال»، وعن رأيه بزيادة خمسة ريالات من قبل السائقين يقول: «والله هذا شيء يعود لهم».

وأضاف:«تم رفع الأجرة في المرة السابقة بسبب ارتفاع الديزل، وكان هناك قرار صدر في صحيفة «الأيام» وعلى ضوئه تم رفع الأجرة، ولكن نستغرب لماذا زيادة الأجرة في خط الشيخ عثمان».

> عبدالرحيم المندري (سائق) قال:«كل شيء ارتفع ثمنه، مواد غذائية، قطع غيار، وحتى صحيفة «الأيام»، بدون قرار، فلماذا الغضب على خمسة ريالات زادت فوق الأجرة»، ويضيف:«النقابة قدمت وقالوا لنا أضيفوا خمسة ريالات، وإذا رفض المواطن لا تضغطوا عليه، و نحن أيضا نتساهل مع المواطن، فالبعض يركب الباص ويقول معي عشرين أو ثلاثين، وهذه خمسة ريالات لا أعتقد أنها تؤثر».

ويقول:«نحن كنا نأخذ «الأيام» بعشرين ريال، والآن نأخذها من عند الباعة المتجولين بخمسين ريال ، ونحن مواطنون لدينا أطفال وأسر، ونعيش بالإيجار نروح باليوم بين 800-700 ريال لا تكفي شيئا، لو الخمسة الريال تسبب مشكلة مستعدون نعيد الأجرة إلى عشرين ريال كما كانت في السابق إذا الوضع يرجع كما كان قبل هذا الغلاء الخانق».

> عميد الميسري مدير إدارة مرور لحج وأبين ونائب مدير مرور عدن سابقا يقول: «بالنسبة للمواصلات لا يوجد التزام ولا نظام أو قانون لا من قبل مدير المرور أو الجنود، والانضباط معدوم، فقد وصلت الأجرة من قبل بعض الباصات إلى خمسين ريال ، صحيح هناك غلاء عالمي ومحلي وغلاء فساد ومتنفذين ومزايدين وغلاء صحف أهلية ورسمية، والغلاء بسبب القات والتدخين».

> المواطن بكيل فضل يقول: «مطلوب منا دفع أربعين ريال، و سبب الزيادة عدم الرقابة من جهات الاختصاص وقيادة المحافظة لمشاكل المواطن وما يعانيه».

> يحيى علي (سائق) يقول:«سبب زيادة الخمسة الريالات يعود إلى زيادة سعر الكفرات، حيث كان سعرها خمسة ألف ريال، والآن خمسة عشر ألف ريال، ونغير الزيت بـ900 ريال، والآن بألف وأربعمئة ريال، ومخالفات المرور كانت من ألف ريال والآن طلعت بالشهرين 20 ألف ريال تدفعها».

> محمد قاسم مواطن يقول: «زيادة الخمسة ريالات دون قرار يعد مخالفة، وإذا كان هناك نظام يحكم البلد ونقابات وإدارة محلية ما كان حصل، فالمسألة ليست مزاجية، كل واحد يضيف ما يريده، صحيح ارتفاع الأسعار عالمي، هذا يمكن تمر ولكن أسعار الأجرة هي الأخرى عالمية؟ لماذا لا يعودون لنقاباتهم ويتفقون مع اللجان المحلية والمحافظ لحل المشكلة، فهم أيضا يمرون بمشكلة صعبة».

> فكري محمد (محصل في فرزة الجمهورية)يقول: «زيادة قيمة الأجرة قرار من أصحاب الباصات، فكل شيء ارتفع سعره، إضافة إلى كثرة المخالفات المرورية، وسائق الباص عليه التزامات أخرى، فكل (تريب) يدفع 30 ريال لصالح النقابة، ويقطع (كوشن) بخمسين ريال ليوم كامل لصالح المجلس المحلي».

> ناصر محمد يكتفي بالقول: «أسعار الغلاء وصلت لكل مكان، المواصلات، المعاهد ، المواد الغذائية كل شيء ارتفع سعره، والحمد لله لم أصادف هذه المشكلة».

> سامي (سائق) يقول: «المشكلة تكمن في الأنظمة المرورية، فكل واحد فيهم يحمل دفتر وكأنه محدد عليه أن يكمل الدفتر بثلاثة أيام، وأتفه (أيسر) مخالفة بقيمة 4000 ريال، خلي قيادة المحافظة تعمل مقارنة بين إيرادات مرور عدن وبين صنعاء وتعز سيجدون أن إيرادات محافظة عدن تساوي إيرادات أربع محافظات».

صوت النساء

> نور هبوهب قالت: «حرام والله هذه الزيادة، وهؤلاء أصحاب الباصات أيضا عندهم التزامات، بس أيش ذنبنا، ونحن ناس ظروفنا صعبة، يجب على الحكومة أن تقوم بواجبها تجاه مسئولية المواطن التعبان، كل شيء ارتفع حتى إذا مرضنا لا نجد حق العلاج»، وتشاركها بالرأي صديقتها أحلام سعيد: «يكفي علينا رمضان والمدارس والعيد، فكل الدنيا غلاء، لا ندري إلى أين؟، دخل محدود وغلاء في ارتفاع مستمر».

> كوثر عبدالله بازرعة (طالبة) قالت: «نداء من القلب نقول لجهات الاختصاص ممثلة بقيادة المحافظة أن تلغي هذه الخمسة الريالات الزائدة، كفاية علينا 35، فنهاك من لا يجد هذا المبلغ وفرض هذه الزيادة لا يجوز».

> أميرة مسعد (مواطنة) تقول: «في هذا الزمن توقع كل شيء حتى لو وصلت أجرة المواصلات إلى 1000 ريال، فخمسة ريال مش مشكلة، ولكن ماذا بعدها؟!».

تكررت معانات السائقين في فرزة السيلة بكريتر عن ارتفاع أسعار قطع الغيار، وهذه الخمسة الريالات لا ترهق، فهناك زيادة في كل شيء في الاحتياجات الضرورية للمواطن، لماذا الغضب من الخمسة الريالات؟ فهل في زيادة يوجد فيها قرار؟ لماذا فقط الخمسة الريالات؟ واتفقوا جميعا على أن سبب رفع تسعيرة الأجرة يعود لارتفاع قطع الغيار والزيوت والبطاريات والبترول.

وأكدوا «أن المواطن يدفع من تلقاء نفسه، ولكن هناك بعض المزايدين، وأن الراكب أخ وأب لنا، والنساء أمهاتنا وأخواتنا».

> عبدالجبار (سائق باص) يقول:«نلفت نظر مدير المرور بأن هناك سيارات خصوصي تعمل في الطرقات، وهذا محرم دوليا».

> محمد عبده (سائق) يقول: «في فرزة القاهرة يركب معنا مواطنون فقراء يدفعون لنا ثلاثين ريال، ولا نطالبهم فهناك تفاهم وتعاون بين السائقين والركاب، نقدر حالهم، وهم يقدرون حالنا»، ويسأل «هل الخمسة الريالات هي القشة التي قصمت ظهر البعير؟».

> علي عبدالله أحمد (مواطن) يقول: «أنا مقتنع بزيادة الخمسة الريالات بطيب خاطر، فكثير وأغلب السائقين متعاونون، وحين تنقص الأجرة من الركاب لا يصرون عليها، فهذه الخمسة لم تعد مهمة، خاصة في الوضع المعيشي الراهن».

> خالد ناصر (سائق متقاعد) يقول: «المواطن شهر سيفه عندما أضاف سائق التاكسي خمسة ريال، ولكن هذا المواطن يسكت في سوق القات والمحلات التجارية، لا يتحدث ولا يسأل عن سبب زيادة الأسعار التي تفوق بشكل خيالي».

> عبدالله مهيوب (مشرف حوادث باصات الكوستر): «لا توجد رقابة على التسعيرة، فسلطة التجارة ترفع الأسعار كما تحب، وارتفاع الأسعار يرافق كل شيء، وترتفع الأسعار مباشرة حتى من يبيع البانهيس ( الماء ) رفع السعر من خمسة إلى عشرة ريال، وكل شيء سعره ارتفع، وهذه بادرة خطيرة لأن رقابة الدولة غائبة، ونحن نستغرب لماذا الغضب على الخمسة الريال»، مضيفا «يجب أن نفهم المرجع الكبير لسيارات الأجرة، فهناك دكاترة ومهندسين وخبراء يشتغلون سائقي أجرة، فللأسف الشارع مليئ بالخريجين الجامعيين العاطلين عن العمل، وأصبح الملجأ لهم سيارات الأجرة».

وقال: «في كل مكان خفضت قيمة المخالفات إلا مخالفات المرور، وهناك مخالفات غريبة، ثلاث مخالفات تصل قيمة الوحدة 15 25- ألف وأكثر»، مؤكدا أن مدير المرور «يراجع بعض القضايا ويعالجها، ولكن لا يستطيع معالجة كل القضايا، وننصحه بمراجعة بعض العناصر المزايدة ونشكر «الأيام».

> مقبل الحباري قال: «لا ندري ما سبب الزيادة؟ فسعر الديزل كما هو والبترول كما هو، نحن رفضنا هذه الزيادة رغم أن بعضا من أصحاب الباصات طالبوا فيها، ونحن جمعيتنا خطوطها عدن -التواهي- خور مكسر، ونحن باصات (الفار) نمشي على التسعيرة السابقة».

وأضاف: «جمعيتنا آليات نقل الركاب بعدن لا تختص بالنقابة، فنحن جهة مستقلة».

> محمد بن عقيل (رئيس اللجنة النقابية بفرزة القاهرة) يقول: «هذه الزيادة نتيجة للوضع الحالي الذي نعيشه ونتيجة للغلاء وارتفاع كافة أنواع قطع الغيار، فأصغر قطعة تتراوح قيمتها ما بين 600 إلى 1800 ريال، إلى جانب ارتفاع قيمة البطاريات، اسألوا التجار الكبار لماذا يرفعون الأسعار بدون قرار؟، فهل هناك قرارات؟ فكل نصف ساعة يرفعون الأسعار بمزاجية؟ فهل هي حكومة تجار؟ لا أحد يستطيع الوصول إليهم، إذن لماذا تسألوننا عن رفع الخمسة الريالات».

> حسن بن سلمان (أمين عام نقابة النقل في المحافظة) يقول: «نحن طالبنا الأخ المحافظ عدة مرات فيما يخص زيادة تعرفة أجور النقل، لأن الوضع المعيشي أصبح صعبا، ولا يكاد الواحد يستحمله بالدخل الفردي الراهن، فدخلنا محدود والصرفيات باهظة جدا في المعيشة، إضافة إلى غلاء قيمة الزيوت واختلاف أسعارها من أسبوع لآخر إلى جانب ارتفاع قيمة الإطارات».

ويضيف: «إن زيادة الأجرة كانت حين كان الإطار بـ 12 ألف ريال، والآن تضاعفت %1000، الموطن تم تعويضه بالاستراتيجية من قبل الدولة ومعونة فخامة الرئيس، والسائق ما هو المصدر المالي لتعويضه لمواجهة الزيادة الموجودة في الشارع، إلى جانب المخالفات المرورية التي تهلك السائق، ومحافظتا لحج وأبين تفاعلتا مع السائق، باعتباره مواطنا يمنيا، ويحق للدولة أن تراعي وتعرف همومه ومنحه البدائل لمواجهة الغلاء المستمر».

وأوضح: «السائق أضاف الخمسة الريالات، وله الحق في ذلك لأن المدة طالت، ونحن منتظرون لإيجاد حل، ولكن للأسف فلت منا الزمام رغم أننا كنا نطالب بزيادة عشرين ريال لهم، ولكن السائق زاد خمسة ريال، وهذا لا يساوي قيمة حبة (شكليت)، ونحن كنا نطالب له بعشرين ريال، وهي مجرد خمسة ريال لا تكسر ظهر المواطن».

وأشار إلى أن «السائق يفاجأ بمخالفات مرورية عند تجديد الملكية أن عليه ست إلى سبع مخالفات تصل قيمتها من 20 إلى 40 ألف ريال، وهذه وحدها معاناة، وعبء مالي، ورجال المرور هناك منهم الجيدون الذين يتعاملون بصورة صحيحة وآخرون ضعفاء نفوس، يحرر مخالفة دون أن يشعر السائق بالمخالفة، رغم أن رجل المرور رجل إرشاد وتوعية»، مؤكدا بأن المنشور التي يتعامل فيه السائقون لم يصدر من النقابة.

حملت اتهامات السائقين ضد إدارة المرور لمعرفة ردها، وأكد مقدم عادل يوسف مدير إدارة المرور في عدن رفضه لكل ما جاء في تلك الاتهامات، وقال: «إن رجل المرور مهمته ضبط الشارع، وتم لهذا تشكيل فرق من رجال المرور لمتابعة الباصات التي عليها أكثر من خمس مخالفات، ويتم حجزها في حوش المرور حتى يدفعوا قيمة المخالفات المرورية، وقد تم عمل محضر قبل عام بحضور المحافظ والنقابة، على أساس أن تقوم إدارة المرور برفع كشوفات، والنقابة تقوم بمتابعة هؤلاء السائقين»، موضحا أن «إدارة المرور رأفت بالسائقين فتأخذ نصف المخالفة، وهذه المخالفات تأتي نتيجة أن السائقين لا يلتزمون بالمواقف المحدد والتسابق بين السائقين».

انتهت اللقاءات وما زالت الخمسة الريالات مستمرة في زيادة معاناة المواطن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى