(10) سنوات ذهبية في عمر محطة كهرباء عتق و(10) أخرى كانت عجافا.. لا توجيهات رئيس الجمهورية ولا احتجاجات المواطن غيرت في الوضع شيئا

> «الأيام» صالح حقروص:

>
خزانات الديزل
خزانات الديزل
شهدت محطة كهرباء عتق محافظة شبوة خلال السنوات الأخيرة ترديا لأوضاعها بشكل مستمر والوصول بها إلى وضع لم يسبق له مثيل من قبل في تاريخ المحطة وبلوغ العجز الواقع في التوليد بعض الأحيان إلى حد تجاوز نسبة (%60) والوسيلة الوحيدة لمعالجة هذا العجز الكبير تتم من خلال قطع التيار الكهربائي عن جميع المناطق والمديريات المرتبطة بالمحطة باستثناء العاصمة عتق التي يقطنها كبار مسئولي المحافظة وهو ماجعل المسئولين لايشعرون بحجم الكارثة التي يتحملها المواطن ويتجوع معاناتها لوحده وهو ما دفعه للسعي إلى إصلاح وتصحيح وضع الكهرباء بطريقته الخاصة إلا أنه لا توجيهات رئيس الجمهورية ولا احتجاجات المواطنين التي جاءت من أجل إصلاح وتصحيح الوضع استطاعت إخراج المحطة من حالة التردي التي تعاني منها إلى ما هو أفضل بل إن الأمور ظلت تتجه كل يوم جديد نحو الأسوأ. ولتسليط الضوء على أوضاع المحطة خلال العشرين عاما الماضية من عمرها أجرت «الأيام» الاستطلاع الآتي :

مكونات وأوضاع المحطة:

تتكون محطة كهرباء عتق من (10) وحدات توليد (3) منها ماركة (دويتز) ألمانية الصنع وبقوة (3600) كيلووات وبواقع (1200) كيلو وات للوحدة الواحدة تم تركيبها عند إنشاء المحطة في عام 1988م وعند تشغيلها في شهر أكتوبر من العام نفسه كانت تعمل المحطة حينها على تغذية عاصمة المحافظة مدينة عتق والمناطق المجاورة لها وبعد ذلك شهدت المحطة تركيب (7) وحدات توليد أخرى في مراحل مختلفة ففي عام 1996م تم تعزيزها بوحدة توليد ماركة (كتربلر) بقوة (600) كيلو وات خاصة بعد أن تم ربط مديرية حبان بالمحطة في عام 1994م وعند ربط مديرية الصعيد بالمحطة في عام 1998م تم تعزيز المحطة بوحدتي توليد ماركة (دويتز) بقوة (2600) كيلو وات وبواقع (1300) كيلو وات للوحدة الواحدة ليتم لاحقاً ربط مديرية ميفعة أيضا بالمحطة وفي عام 2002م عززت بوحدة ماركة (skl) ألمانية الصنع بقوة (2000) كيلو وات في وقت كانت فيه المحطة قد شهدت أيضا ربط مديرية جردان ومن ثم بعد ذلك ربط مديرية نصاب وفي عام 2005م تم تعزيز المحطة بوحدة توليد ماركة (كتربلر) بقوة (2500) كيلو وات وفي عام 2006م تم تعزيزها بوحدتي توليد ماركة (كتربلر) بقوة (2000) كيلو وات وبواقع (1000) للوحدة الواحدة وبلغت الطاقة المركبة للوحدات العشر المذكورة (13300) كيلووات وعند زيارتنا للمحطة بتاريخ 2008/8/25م وجدنا (4) أربع وحدات تعمل فقط في المحطة منها كانت واحدة تغذي المحطة بـ(750) كيلو وات وبعجز في طاقتها المركبة بلغ (450) كيلو وات والغريب في أمر هذه الوحدة هو أنها لازالت تعمل بالرغم من مرور عشرين (20) عاما على دخولها الخدمة بالمحطة و الوحدات الثلاث الأخرى التي تعمل وحدة توليد دخلت الخدمة في عام 2005م وتغذي المحطة حالياً بـ(1750) كيلو وات وبعجز في توليدها بلغ (750) كيلو وات أما الوحدتان الأخريان فقد دخلتا الخدمة في عام 2006م وتغذيان المحطة بـ(1500) كيلو وات وبعجز بلغ (500) كيلو وات وقد بلغ إجمالي الطاقة المنتجة من الوحدات الأربع العاملة بالمحطة (4000) كيلو وات من أصل (5700) طاقتها المركبة وبعجز بلغ إجماليه (1700) كيلو وات وشكلت هذه الطاقة المنتجة نسبة (%30) من أصل الطاقة المركبة بالمحطة البالغة (13300) كيلووات وبعجز في التوليد بلغ (9300) كيلووات بسبب توقف خدمة (6) وحدات توليد البعض منها أصبح من المستحيل عودتها للخدمة والبعض الآخر بحاجه لقطع غيار لكي تعود للعمل مرة أخرى وهو مالم يتم بعد.

كهرباء شبوة القديمة
كهرباء شبوة القديمة
العشر السنوات الأولى كانت ذهبية والأخرى عجاف :

عاشت المحطة السنوات العشر الأولى من عمرها في وضع وصفه البعض بالعصر الذهبي حتى أنها صنفت واحدة من أفضل محطات التوليد على مستوى الجمهورية من حيث توفر التيار الكهربائي للمواطن على مدى الـ(24) ساعة دون انقطاع واستمر الحال على ماهو عليه حتى عام 1998م ليبدأ عهد جديد في عمر المحطة نتيجة للتوسع الكبير الذي شهدته دون أن يتم تعزيزها بالتوليد المناسب لهذا التوسع والربط الذي تم لاحقاً لمزيد من المناطق والمديريات التي بلغ عددها (6) مديريات وتم بشكل عشوائي وبدون دراسة لتدخل المحطة بعد ذلك مرحلة جديدة كانت المعاناة والصعوبات المصير المحتوم دوما وتتجه الأمور كل يوم نحو الأسوأ ومع أن السنوات العشر الأولى من عمر المحطة ذهبية ونموذجية فإن العشر السنوات الأخرى لم تكن كذلك بل كانت عجافا ومؤلمة في تاريخ المحطة ولم يعلم الجميع أن سنوات النور الماضية في المحافظة ستتحول إلى ظلام دامس والوصول بالمحطة في نهاية المطاف إلى حالة التردي للوضع لم يسبق له مثيل من قبل بسب ظهور العجز وبشكل مستمر وصولاً إلى أكثر من (%60) أحيانا نتيجة لاستمرار الخدمة لبعض وحدات التوليد بالرغم من تجاوزها العمر الافتراضي للعمل بالمحطة دون أن يتم استبدالها بأخرى جديدة وعند خروج البعض منها عن الخدمة نهائياً يتم استخدامها كقطع غيار لما تبقى منها يعمل على أمل تعزيزها بتوليد جديد طال انتظاره ولم يأت وتتحقق الوعود التي أعطيت بشأنه ويعزو البعض هذا الحرمان والإهمال إلى حدوث محاربة للمحطة من قبل الحزب الحاكم (المؤتمر) لكون مديرها ينتمي لحزب التجمع اليمني للإصلاح بالمحافظة الذي يشغل المنصب منذ عام 1984م وعند تغييره واستبداله في عام 2004م بمدير مؤتمري لم يتغير الحال كما كان يعتقد الكثير بأن المحطة ستحصل على الاهتمام بها وتحسين أوضاعها نحو الأفضل بل أنه حدث العكس فالوضع زاد سوءاً وأضحت الأمور تتجه كل يوم نحو الأسوأ بالرغم من أن فخامة رئيس الجمهورية كان قد وجه في نهاية عام 2002م إلى رئيس مجلس الوزراء بسرعة العمل على صرف مبلغ (9.500.000 دولار) تسعه ملايين وخمسمائة دولار لتعزيز التوليد في كهرباء شبوة في محاولة من فخامته لحل ومعالجة المشكلة ولكن للأسف لم يتم تنفيذ ذلك التوجيه.

مولدات
مولدات
المواطن هو من سعى لإصلاح الوضع:

في عام 2004م وعند وصول المحطة إلى حالة تردلم يسبق له مثيل من قبل في تاريخ المحطة دفع ذلك بالموطنين إلى السعي لإصلاح وتصحيح هذا الوضع ومحاولة إنقاذ المحطة من الوصول إلى حافة الموت وذلك من خلال الخروج وتنظيم سلسلة من المظاهرات الاحتجاجية السلمية كان أبرزها القيام في تاريخ 2004/5/23م بتشييع جنازة رمزية لكهرباء شبوة في شوارع العاصمة عتق ومن ثم أداء الصلاة عليها أمام مكتب محافظ المحافظة والأمين العام للمجلس المحلي للمحافظة في مظاهرة حضارية للتعبير عن احتجاجهم على الحالة التي وصلت إليها أوضاع الكهربا في شبوة هدفوا من خلالها إلى حث السلطات على الاهتمام بالمشكلة وحلها سريعاً قبل فوات الأوان وعلى إثر هذا التعبير السلمي صدرت توجيهات رئيس مجلس الوزراء بتاريخ 2004/6/14م إلى وزير الكهرباء تطالبه بسرعة العمل على تعزيز محطة كهرباء عتق بـ(10) ميجاوات و(3) ميجاوات لمحطة كهرباء بيحان من الدعم الصيني وذلك تنفيذاً لتوجيهات فخامة الرئيس السابقة الصادرة في نهاية عام 2002م بهذا الشأن إلا أنه حتى احتجاجات المواطنين لم تتمكن من انتشال المحطة من الوضع المتردي والمتدهور الذي تعاني منه وكل ما تمخض عنها هو صدور توجيهات من رئيس مجلس الوزراء كان لها المصير نفسه لتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية وهو أنها ظلت مجرد مجرد حبر على ورق .

استقبال الرئيس بالفوانيس في عام 2995م:

في عام 2005م وعند زيارة فخامة الرئيس للمحافظة بتاريخ2005/2/5 م استقبله المواطنون بحمل الفوانيس تعبيراً منهم عن حالة التردي لأوضاع الكهرباء في المحافظة بالرغم من أن فخامته سبق أن وجه بحل المشكلة ولم يتم العمل بذلك وبعد مرور عدة أسابيع على ذلك وصل وزير الكهرباء إلى المحافظه لبحث المشكلة ووضع المعالجات السريعة لها وتم خلال الزيارة الاتفاق مع قيادة المحافظة على القيام أولا وخلال عام 2005م بتعزيز محطة كهرباء عتق بـ(5) ميجاوات مع القيام بإعادة تأهيل المحطة بمبلغ (200.000.000) ريال وكحل أولي يتم في عام 2005م وفي عام 2006م يتم تعزيز المحطة بـ(5) ميجاوات أخرى ولكن للأسف لم يتم شيء من ذلك لا في عام 2005م ولا في 2006م وبقي الوضع على ماهو عليه وكأنك يابوزيد ماغزيت وظل الوضع على ماهو عليه .

كهرباء شبوة الجديدة
كهرباء شبوة الجديدة
حدث ما لم يكن في الحسبان :

في عام 2006م حدث الشيء الذي لم يكن في الحسبان عندما شهدت المحطة في تاريخ 2006/8/6م توقف جميع وحدات التوليد فيها ولم يعد منها يعمل سوى وحدة توليد واحدة فقط بقوة (750) كيلو وات مع أنها دخلت الخدمة في عام 1988م ولازالت تعمل فقط من أصل (8) وحدات توليد البالغة طاقتها المركبة (11300) كيلو وات و ذلك قبل نحو شهر من موعد إجراء الانتخابات الرئاسية في 2006/9/20م ما أدى إلى وصول وزير الكهرباء حينها الأخ الدكتور علي محمد مجور رئيس مجلس الوزراء حالياً إلى شبوة والبقاء في المحطة لمدة (4) أربع أيام والإشراف شخصياً على الجهود التي تبذل من أجل إنقاذ مايمكن إنقاذه ولم يغادر المحافظة إلا بعد أن تم إعادة بعض وحدات التوليد للخدمة مرة أخرى والتوجيه بإسعاف المحطة بوحدتي توليد إسعافيتين بقوة (2) ميجاوات وصلتا فعلاً وتم تشغيلهما قبل أيام قليله من إجراء الانتخابات الرئاسية.

كما وعد بتعزيز المحطة بـ(5) ميجاوات من الطاقة المشتراة من القطاع الخاص وذلك في فترة أقصاها منتصف شهر أكتوبر 2006م وتم بموجب ذلك التعاقد مع الشركة البريطانية (أجريكو) لتعزيز المحطة بـ(5) ميجاوات على مدى الـ(24) ساعة ولمدة سنتين تنتهي في شهر نوفمبر2008م القادم على أمل أن يتم تنفيذ ما هو معتمد للمحطة في الموازنة العامة للدولة بشأن تعزيزها بـ(10) ميجاوات كما كان مقررا له أن يتم في عامي 2005 و2006م وهو ما لم يتم بعد .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى