يحبهم ويحبونه

> «الأيام» علي بن عبدالله الضمبري:

> أود أن أتشرف وأقدم أحلى الأماني وأجمل التهاني لقراء «الأيام» ولكل المسلمين بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.. وأرفع أسمى وأخلص وأصدق الدعاء إلى الله القريب المجيب بأن يهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والتوفيق لما يحب ويرضى، وأن يجعلنا نحب بعضنا بعضا ولايجعل في قلوبنا للمسلمين غلا ولا حقدا ولاحسدا ولابغضا.. آمين!!.

سنلتقي- إن شاء الله- عبر هذا العمود الرمضاني المتواضع الذي توجناه بهذه الكلمات القرآنية لنجعله لنا تذكرة، ويعيها كل من كان له قلب يحب أو ألقى السمع المنصت الواعي وهو شهيد.

ولنبدأ بالفذلكة اللغوية: قال ابن منظور (توفي 711هـ) في معجمه الفخم الضخم (لسان العرب): الحب: نقيض البغض. والحب: الوداد والمحبة. وأحبه، فهو محب وهو محبوب (على غير قياس). وحكى الأزهري عن الفراء قال: وحببته لغة. قال غيره: وكره بعضهم حببته. وحكى سيبويه: حببته وأحببته بمعنى. وقال أبو زيد: أحبه الله فهو محبوب، واستحبه كأحبه، والاستحباب كالاستحسان. وقال الأزهري: حبة القلب: هي العلقة السوداء التي تكون داخل القلب. انتهى بتصرف.

قال الدكتور أحمد الشرباصي- رحمه الله- في كتابه (أخلاق القرآن 2/33): حببت فلانا بمعنى أصبت حبة قلبه. وتقول: أحببت فلانا بمعنى جعلت قلبي معرضا لحبه.

ونحن في هذا المقام الرمضاني سنتناول عبر هذا المقال الإيماني «المحبة التي تعد خلقا من أخلاق القرآن المجيد، وهي تلك الصفة الكريمة التي تجعل صاحبها متفتح القلب والعقل لتمجيد ما يستحق التمجيد وتأييد ما يستحق التأييد، وفي قمة درجات هذه الصفة تأتي (محبة الله) تعالى، ثم (محبة رسوله) صلى الله عليه وسلم، ثم محبة المؤمنين المستقيمين من عباده، ثم محبه ما هو جميل طهور» على حد تعبير د.أحمد الشرباصي.

سنتحدث عن من يحبهم الله وعن الذين (يحبون الله) لنعرف موقعنا من هذا الحب، ونغير موقفنا وأسلوبنا وسلوكنا حتى نظفر بهذا الحب الإلهي العميم العظيم إن شاء الله.

إن «من الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله» (البقرة 165)، وهذا الظلم العظيم والخسران المبين الذي يروج له الشيطان الرجيم وجنود إبليس أجمعون، فيدفعون أولئك ليكونوا «كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران» (الأنعام 71) ويجعلونهم «يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثقيلا» (الإنسان 72)، وهؤلاء الذين «استحبوا العمى على الهدى» (فصلت 17).

وهناك رجال مؤمنون ونساء مؤمنات عرفوا معنى (المحبة) الحقيقية التي وجدوا بها حلاوة الإيمان وطلاوة القرآن ونداوة ونقاوة الإحسان من خلال قول النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان:

-1 أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما

-2 أن يحب المرء، لايحبه إلا لله.

-3 أن يكره أن يعود للكفر كما يكره أن يقذف في النار..» (رواه البخاري عن أنس).

إذا الحب هو ميل القلب إلى الشيء السار، وهل هناك أكثر سرورا وأعظم حبورا من حب الله وحب رسول الله الذي أرسل ليعلم الناس حب الله «والذين آمنوا أشد حبا لله» (البقرة 165). وحب القراءة والعلم «اقرأ وربك الأكرم» (العلق 3)، فلما عرفوه أحبوه ولما قرأوا كلامه ازدادوا له حبا ومنه قربا، وما استأنس الإنسان إلا بحب الرحمن. قال الشاعر:

إن نفسا لم يشرق الحب فيها

هي نفس لم تدرِ ما معناها

أنا بالحب قد وصلت إلى ربي

وبالحب قد عرفت الله

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله الطاهرين.

مدرس بكلية التربية

جامعة عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى