أهلا رمضان.. والكمر فضيان!

> «الأيام» نعمان الحكيم:

> سبحان الله.. تتوالى السنون ويجيء رمضان وينتهي ثم نقول: ياترى هل سنشهد رمضان القادم؟!.. وإن طال بنا العمر هل سيكون بإمكاننا استقباله بما يليق؟!.. وهل كلما طال العمر سوف تتحسن حياتنا وتزدهر.. أم أننا إلى الوراء سائرون؟!.

أهلا بك يارمضان.. برغم ما بنا من بؤس وفاقة.. أهلا بك ياشهر رب العالمين، فيك تتحول الدنيا إلى فرح، وبك يزول الفقر ويتساوى الناس، وفيك يطعم المسلمون فقراءهم ويواسونهم.. إلا إننا للأسف نجد البعض يستقبلونك بالمغالاة والطمع وضياع الأخلاق وفقدان الضمير!.. فكيف لنا التعايش معهم؟!.. كيف لنا أن نعيش مع هؤلاء المترفين الذين يدوسون على آمالنا ورغباتنا في حياة كريمة؟!.. كيف يجوز لهؤلاء الذين يمتلكون لقمة عيشنا أن يؤخروا رواتبنا ومعاشات متقاعدينا وعلاوات مر عليها سنين.

إيه أيها الشهر الفضيل!! إن التنهدات والحوقلات صارت هي سلاحنا.. والدعاء هو ملاذنا.. أولئك هم للأمراض فرائس وللمشكلات سلاطين وفوارس.. وهذا جزاء من الله يسلط عليهم غضبه ونقمته.. أما نحن.. فيكفي أننا على فقرنا وقلة حيلتنا والتحكم حتى بملح طعامنا الذي لم يعد كما كان (نقيا).. فسوف يزيدنا الله سبحانه وتعالى صبرا وبعده فرجا، لأننا نرى في رمضان ما لم يره أولئك.. لأننا مجتمع متحاب فيما بينه البين (وتمرة وماء وقليل شفوت وحبة باجية وحبة سمبوسة) يكفي للفطور، وفسحة ليلية في شوارع عدن الغالية تكفي لجعل فقيرنا غنيا ومريضنا متعافيا.. وتلك حكمة الله ورحمته .. وما ذلك على الله ببعيد!

نعم.. إننا في شهر الصوم.. لو فكرنا باستقباله مثل أولئك لما كفتنا مئات الألوف من الريالات.. لكننا فقط نبرهن على أن أرض الإيمان والحكمة لم تعد كما كانت، وصدق الدكتور جعفر الظفاري عندما قال: «هم عشرون فارسا كان يقودهم أبو موسى الأشعري.. هم من أُطلق عليهم قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: «أتاكم أهل اليمن أرق قلوبا وألين أفئدة.. الإيمان يمان والحكمة يمانية»».

اليوم ضاعت الحكمة.. وضاع الإيمان لدى المغالين والجشعين، وسكتت الحكومة ولم تقدم فاسدا للعدالة.. وتكتفي بالتصريحات والشجب وتغيير المناصب.. والإنسان له الله خالقه ورازقه ومتوفيه.

فأهلا رمضان ولا أهلا لمن لايخافون الله ولايفكرون في إخوانهم المساكين في هذا الوطن المعطاء وفي هذا الشهر الفضيل!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى