الشبعان لايعرف الجيعان إلا في رمضان!

> «الأيام» علي الذرحاني:

> لقد هلّ علينا وأقبل شهر الصوم والغفران.. شهر الصبر والجلد والتحمل والامتحان، ومنع النفس وكبح جماحها من الوقوع في السوء وإرغامها على التخفيف من الانغماس المفرط في الملذات والشهوات، وترك قول الفحش والتفحش والمنكرات من بداية ظهور الخيط الأبيض من الفجر حتى نهاية ساعات النهار.

لقد أقبل علينا شهر التوسل والتقرب إلى الله عز وجل بالطاعات والقربات، شهر الاجتهاد في فعل الخيرات والأعمال الصالحات, كالعبادات والصلوات المفروضات والتراويح والتهجد والسنن والنوافل والمندوبات.. فمرحى بهذا الشهر الفضيل شهر القرآن الكريم والمجاهدة والجهاد والغزوات، وشهر الدعوات والرحمات والتراحم والتعاطف والتكافل والتعاون، وترك الخلافات والمكايدات والنزاعات.. فهو شهر البذل والعطاء والزكاة والنفقة والصدقات, وفيه ليلة مباركة هي خير من ألف شهر «تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر..»، وتعود هذه الأوامر على الناس بالنفع والخير والبركات.

شهر تصفد وتحتجز وتقيد فيه بالسلاسل الشياطين والمردة والأبالسة، ويتوب فيه كل المفسدين وأصحاب الكبائر والمؤبقات.. شهر يهّل علينا كل عام كموسم للخير والسياحة الروحية وكل أعمال البر والإحسان وجمع الحسنات والابتعاد عن السيئات، فقد تفضل به المنعم الكريم الوهاب الذي أسبع علينا نعمه ظاهرة وباطنة في جميع والأوقات.

فإن صامه الذين يستأثرون بالمال والثروة ويمتلكون الأراضي والفلل والعمارات والكثير من العقارات وملايين الدولارات الذين بينهم وبين البخل والشح والتقتير نسب ومصاهرة وعلاقات وقرابات! لشعروا بجوع الجائع المسكين وابن السبيل وأصحاب الديات والغرامات، وسمعوا رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم: «ليس منا من بات شبعانا وجاره إلى جنبه جائع..»، وعلموا أن في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم، لبادروا بوقاية أنفسهم بالبذل والعطاء والإنفاق على القانع والمعثر والفقراء والمساكين والمعوزين. فالصيام يعلمهم كيف يشعرون بلسعة الجوع والعطش والمعاناة.

والصيام يشفي ويعالج أجسامهم وأنفسهم من أمراض التخمة والترف والبذخ والإسراف والتبذير في المأكل والمشرب وسائر متع الحياة، فبالصيام تتطهر وتزكى الأنفس، وتصفو القلوب والسرائر، وتبلغ الدرجات العلى بسبب الصيام والإخلاص في سائر العبادات والطاعات في سبيل رب كل شيء ورب الأرض والسموات، عندها سيشعر الشبعان الذي صام، بما في بطن الجيعان، فينال بذلك رضا الرحمن. بإذنه تعالى!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى