«الأيام» ترصد المشاهد الحية والوقائع المؤلمة بمدينة لودر(1-3)

> «الأيام» الخضر عبدالله محمد:

>
الشارع الرئيسي يتحول الى سوق خضار وفواكه
الشارع الرئيسي يتحول الى سوق خضار وفواكه
تقع مديرية لودر في الشمال الشرقي من محافظة أبين وتبعد عن زنجبار بنحو 127كم يحدها من جهة الشمال محافظة البيضاء ومن جهة الجنوب مديرية الوضيع ومن الشرق مديريتا مودية وجيشان، ومن جهه الغرب مديريتا سباح وخنفر .. ويقطن هذه المديرية أكثر من (40،000) نسمة ويعمل عدد قليل منهم في الوظائف الحكومية المختلفة، وآخرون يعملون في الزراعة وتربية النحل والماشية أما أغلبية السكان فيعملون في الأعمال اليدوية.

مديرية لودر.. مديرية الحرمان .. مديرية الجفاف.. مديرية المعاناة، إذ يفتقر سكانها إلى أبسط مقومات الحياة ويعيشون بين أحضان الثالوث الهدام (الفقر والجهل والمرض) .. هذه المديرية والمعاناة صديقان لايفترقان فوجود أحدهما يعني وجود الآخر .. فسكان هذه المديرية يعيشون حاضرهم مثل ماضيهم .. فقر مدقع ..أرض قاحلة .. طبيعة قاسية .. ووباء يحصد أرواح المواطنين الضعفاء، وظمأ يهلك الزرع والضرع .. ونسلط الضوء في هذا الاستطلاع على مديرية لودر (مركز المديرية) التي تقع على مجموعة طرق منها الطريق الذي يربطها بمحافظة عدن عبر عاصمة المحافظة زنجبار (طريق عدن -حضرموت) وكذا طرقها مرتبطة مع محافظتي شبوة و البيضاء عن طريق عقبة ثرة الشهيرة الأمر الذي جعل منها نقطة التقاء ووصل لأكثر من مديرية مجاورة .. وكما عرف في عابر الأزمان عن رجال وأبناء لودر الشجاعة والإقدام والحكمة وحب الأرض والفلاحة والكرم والبساطة والتواضع هذه الصفات ورثها منهم الأبناء جيلاً بعد جيل. «الأيام» من خلال هذه المشاهد السريعة الحية ترصد المعاناة ولتضع أحوال هذه المديرية بيد أهل الشأن والقرار فإليكم المشاهد الحية والواقع المؤلم في هذه السطور:

مدينة تواجه أزمة خانقة في مياه الشرب.. ونظرا لما تمثله المياه من أهمية كبيرة في حياة المواطنين حرصت الدولة والسلطة المحلية والصناديق المانحة والمنظمات الدولية على تنفيذ عشرات المشاريع للمياه في مختلف قرى ومناطق المديرية ومنها عاصمة المديرية (مدينة لودر) التي تعاني أزمة خانقة في مياه الشرب، وعلى الرغم من أن مشروع مياه لودر المركزي كلف الدولة (264 مليون ريال) إلا أنه قد أثبت فشله في تزويد المواطن بشربة ماء حتى أصبح المواطن مجبراً على الاعتماد كلياً على (بوز الماء) التي تصل أسعارها إلى حوالي (2700) ريال للحجم المتوسط و(2100) للويت الصغير (بوزة) وهو ما أثقل كاهل المواطن خصوصاً وأن استهلاك بعض الأسر يصل (8000-7000) ريال في الشهر فمتى تحل معضلة أزمة المياه لمدينة لودر؟ والأمل في محافظ المحافظة المهندس أحمد بن أحمد الميسري، بالالتفات إلى أبناء لودر الباسلة، وكذا المهندس شهاب ناصر، مدير عام مياه الريف بالمحافظة اللذين كان لهما دور بارز في النهوض بالمشاريع التنموية المنجزة في قطاع المياه في مختلف قرى ومناطق مديريات محافظة أبين، فهل سيعود مشروع مياه لودر إلى وضعه القديم ليروي عطش أبناء لودر ؟!

الحيوانات تفترش الشارع الرئيس للمدينة
الحيوانات تفترش الشارع الرئيس للمدينة
شوارع المدينة الرئيسة تتحول إلى أسواق الخضار والفواكه

أما في هذا الجانب فيتصاعد استياء المواطنين وأصحاب المحال التجارية بمدينة لودر من جراء استمرار افتراش باعة الخضار والفواكه الشارع الرئيس للمدينة واستمرارهم على هذا الأمر المزري كما يقومون بنصب خيامهم فيه ويبدي الزائر والوافد إلى هذه المدينة انزعاجهم من صمت الجهات الرسمية المختصة والسلطة المحلية على هذا الوضع غير الحضاري الذي أدى أيضاً إلى عرقلة السير في الشارع الرئيس ومضايقة مستخدميه، كما يوجد سوق مركزي بالمدينة خاص بالخضار والفواكه، ولكن الباعة لايعجبهم، خرجوا عن المألوف ونصبوا خيامهم وافترشوا الشارع وبات الشارع الرئيس للمدينة مايسمى بسوق الخضار والفواكه، وحتى هذه اللحظة الجهات الرسمية في المديرية لم تحرك ساكناً لإنهاء مسلسل إغلاق الشوارع الرئيسة والفرعية في عاصمة مدينة لودر، وقد سبب هذا التحول مضايقة للسائقين والمركبات وعرقلة السير وضيق واختناق السوق بالباعة .. والشيء بالشيء يذكر .. منذ فترة قامت السلطة المحلية بحملات استهدفت إبعاد الباعة المتجولين والسيارات الواقفة من الشارع الرئيس والتي نجحت بشكل كبير جداً وبدا الشارع الرئيس بالمدينة نظيفاً وخالياً مما كان يعيق حركة السير ومرور السيارات فيها وتنفس مرتادو سوق لودر - الذي يؤمه الناس من مختلف مناطق محافظات أبين وشبوة والبيضاء وحضرموت ومن مختلف المناطق والمحافظات الشمالية - الصعداء بعد أن كانوا يعانون الأمرين ويشعرون بالضيق والاختناق .. وهذه الصورة كانت منذ فترة كما أسلفت .. ولكن في هذه الآونة الأخيرة عادت ريمة الى عادتها القديمة - وللأسف الشديد قام بائعو الخضار والفواكه وعرقلوا سير الحركة اليومية وافترشوا الشارع ونصبوا خيامهم .. والأهم في ذلك هل ستقوم السلطة المحلية بحملات تستهدف إبعاد الباعة من الشارع الرئيس؟ أم سيظلون ينصبون خيامهم دون حسيب أو رقيب .

أحد الشوارع الفرعية كذلك تتحول إلى سوق
أحد الشوارع الفرعية كذلك تتحول إلى سوق
ما دور البلدية في عاصمة المديرية ؟

المواطنون في مدينة لودر يتساءلون بسخرية : ما دور البلدية ؟! فهم لا يلمسون أي دور لها إلا عند استلام رسوم تراخيص البناء والمخالفات التي عادة ما يبلغ عنها المواطنون أنفسهم ويكشفونها للبلدية أثناء منازعاتهم، فمع علمنا أن الدور المناط للبلدية كبير ومهم، إلا أن هذا الدور يظل محلك سر وشبه غائب فدور البلدية مثلا مراقبة الأسعار والنظافة العامة للشوارع ونظافة المحلات والبقالات والمطاعم والصيدليات فلم نسمع أنها أغلقت مطعماً أو صالون حلاقة، لأنه مخالف، ولأنه يعمل دون ترخيص مزاولة المهنة وغالباً ما تكون مثل تلك المحلات كذلك، ونتيجة لهذا الدور الغائب للبلدية نجد الكثير مثلاً من المطاعم تعمل بعمال لا نعرف ما إذا كانوا أصحاء وخالين من الأمراض، لاسيما المعدية وعلى سبيل المثال قد تجد شخصاً يعمل حمالا فوجدته ذات يوم وقد أصبح خبازاً ! فهل هؤلاء العمال يعملون وفق الشروط الواجب توافرها في عمال المطاعم خاصة الطباخين وأدواتهم ؟ ، وكذا تشاهد انتشار الأبقار تتجول في الشوراع في رابعة النهار ؟ فأين دور البلدية في عاصمة المديرية؟ إما أن دورها غائب أوشبه غائب.

واقع وحال النظافة في مدينة لودر :

بعد أن جفت حلوق المواطنين من الشكاوى نتيجة إصابة المسؤولين بمرض الصم المزمن تحدث الصور في محاولة منها لنقل واقع الحال الذي يصعب التعايش معه في مداخل شوارع عاصمة المديرية، وكذا الشوارع الخلفية، وماتزال هناك ظواهر تشكل مضايقات لمواطني مدينة لودر كالقمامات المنتشرة أمام سوق القات وفي وسط الشارع الخلفي بجوار مكتبة الكوني وبجوار مدرسة الصديق التي أصبحت مقالب قمامة تخدش الذوق العام، ونقل واقع حال النظافة عبر «الأيام» لعلها تجد بصيص أمل في استجابة ما، حيث ترزح الشوارع المذكورة تحت أكوام القمامة والأوساخ المنتشرة بالشوارع وتوشك أن تصبح كالرمال المتحركة، وتأتي على المحلات التجارية والمفارش وعلى الخط العام وأن حال النظافة بمدينة لودر لايسر أحداً بقدر ماخلفه من استياء واشمئزاز في نفوس الأهالي، وكذا الوافدين إلى عاصمة المدينة الذين يتأذون من ذلك الوضع السيء إذ لاتوجد بعاصمة مدينة لودر حاويات ولا براميل ولا أكياس بلاستيكية ولايحزنون، ولا أي شيء توضع فيه القمامة في شوارع المدينة .. و نأمل القضاء على هذه الظاهرة التي تساعد على انتشار البعوض والأوبئة وتفقد عاصمة المديرية مظهرها الحضاري وهذا يتطلب تعاون الجميع: المواطن وصندوق النظافة والتحسين والسلطة .

انتشار القمامة أمام المباني السكانية
انتشار القمامة أمام المباني السكانية
بائعو الأغنام والمواشي يعيقون الطريق الدائري :

برغم القرارات العديدة التي اتخذها المجلس المحلي للمديرية لنقل سوق الأغنام والمواشي على مداخل المدينة بالطريق الدائري الذي زحف بائعو الأغنام والمواشي نحو الخط الرئيس حتى وصلوا إلى الطريق الدائري لينتقل هذا السوق العشوائي المستحدث إلى مكانه اللائق به .. إلا أن هذه القرارات ظلت حبراً على ورق ولم تنفذ بعد. المواطنون في هذه المدينة يطالبون السلطة المحلية ومكتب الأشغال العامة بالبحث عن أسواق ومنها سوق الأغنام والمواشي خصوصاً وأن موقع السوق الذي تباع وتشتري فيه المواشي والأغنام يتوسط الطريق الدائري الإسفلتي عند مدخل مدينة لودر من اتجاه طريق العين - لودر مما أعاق حركة مرور السيارات عبر مدينة لودر من محافظات عدن، أبين، شبوة، وحضرموت إلى محافظة البيضاء والعكس.

ويأمل المواطنون وسائقو السيارات أن يتم حل معضلة سوق الأغنام والمواشي وإبعاده من الطريق الدائري بشراء أرضية للاستفادة منها كسوق للأغنام والمواشي أو استئجارها على أقل تقدير، وهذا يتطلب تكاتف جهود السلطة المحلية ومكتب الأشغال العامة، وكذا المواطنين .. فياترى هل ينفذ ذلك ؟!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى