> استكملت القوات البريطانية المدعومة بقوات خاصة واحدة من أكبر عمليات النقل والإمداد منذ بدء الصراع قبل سبعة أعوام في أفغانستان فأوصلت أمس الثلاثاء مولدا زنته 200 طن إلى منطقة نائية تهيمن عليها طالبان.

ونقل المولد الضخم الذي سيوصل الكهرباء لجنوب أفغانستان عند تشغيله على ظهر مئة مركبة كانت تتحرك ببطء في المنطقة التي تهيمن عليها طالبان على مدى خمسة أيام من أجل الوصول بمولد الكهرباء الذي يعمل بطاقة المياه إلى سد على خزان كاجاكي.

وقال الجنود إن عملية النقل تعرضت لعدة هجمات. وقدروا أن 250 من مقاتلي طالبان قتلوا خلال مسيرة هذه الحمولة الحساسة التي كانت تحرسها طائرات هليكوبتر ودروع ثقيلة تحركت معها لمسافة 160 كيلومترا شمالي قندهار.

ويقول المهندسون الذين شقوا طريقا عبر الأنهار الجافة والممرات الجبلية إن هذه هي أكبر عملية تطهير طريق نفذتها القوات البريطانية منذ الحرب العالمية الثانية. ومن أجل الحفاظ على السرية منعت وسائل الإعلام من تغطية أنباء هذه المهمة لحين إتمامها.

وقال الليفتنانت كولونيل ديف ويلسون قائد الكتيبة رقم 23 لسلاح المهندسين "كان ذلك إنجازا هائلا.. جرى تنفيذه عبر بعض من أكثر المناطق الملغومة في أفغانستان."

وجرى إنزال فرق من القوات الخاصة البريطانية والأمريكية أمام القافلة من أجل تطهير القرى الواقعة بطول وادي نهر هلمند و"تنظيف" معاقل طالبان من أجل تأمين مرور القافلة.

وفيما استعد المسعفون لوقوع إصابات قال قادة القوات إنه كانت هناك إصابة واحدة بين القوات البريطانية والأمريكية والكندية والأسترالية التي شاركت في العملية. فقدت انهارت مقطورة على جندي بريطاني مما أدى لإصابته.

وقالت مصادر عسكرية إن زعيم المعارضة البريطانية ديفيد كاميرون وصل إلى منطقة هلمند في زيارة خاصة للقاء قوات تعرضت لخسائر كبيرة في الشهور الماضية.

وقال الجيش البريطاني الذي قاد العملية إن نحو 5000 جندي وأسطول من طائرات الهليكوبتر ومقاتلات أمريكية وفرنسية شاركت فيها.

وقال الليفتنانت كولونيل جيمس ليرمونت القائد في القوات البريطانية "صار من الواضح للبلاد بأسرها أننا حينما نرغب في ذلك فإننا نستطيع التغلب على طالبان بلا شك في الزمان والمكان الذي نختاره."

ومن أجل كسب تعاطف القرويين في بعض المناطق أجرت القوات البريطانية اجتماعات مع الأهالي للتفاوض على مرور القافلة. ودفعت 25 ألف دلار تعويضا لأحد التجمعات السكنية نظير التعطيل خلال مرور القافلة.

وقال قادة عسكريون بريطانيون إن طالبان وافقت على الإبقاء على وقف إطلاق النار في بعض المناطق ولكنها انتهكت الاتفاق.

وسيجري تركيب المولد المصنوع في الصين في إطار مشروع مولته وكالة التنمية الأمريكية بغرض زيادة إنتاج محطة كاجاكي للطاقة.

وهناك مهندسون صينيون في الموقع بالفعل وسيركبون هذه المعدات التي يتزيد قدرة المحطة التي بنيت عام 1975 إلى ثلاثة مولدات تبلغ طاقتها الإنتاجية 51 ميجاوات. ومن المتوقع أن يستفيد نحو 1.8 مليون أفغاني من هذا المشروع.

وقال الليفتنانت كولونيل روفوس مكانيل "قالت المعارضة إن ذلك لن يحدث ولكنه حدث.. وإذا أردتم علامة على مسألة إعادة إعمار أفغانستان فهذه هي."

وأعطى حجم هذه العملية وتعقيدها بعض من يخدمون في القوة التي يقودها حلف الأطلسي وعددها 75 ألفا الفرصة كي يتباهوا بالتعاون في وقت يقول فيه المنتقدون إن التحالف يفتقر إلى القوة والتماسك.

ونقل المولد بعد تفكيكه إلى سبعة أجزاء زنة كل منها بين 22 و30 طنا على طائرات نقل روسية إلى مطار قندهار.

وبعدها وضعت الأجزاء على شاحنات عملاقة وبدأت الرحلة في ساعة متأخرة وتحركت بسرعة تكاد تصل إلى ثلاثة كيلومترات في الساعة تحت حراسة مشددة. رويترز