عساكم من عواده

> «الأيام» سلوى صنعاني:

> رغم وطأة الحياة المعيشية القاسية المحيطة بنا.. رغم الهموم المثقلة على كاهلنا.. رغم غلاء الأسعار.. رغم كل شيء ينغص راحتنا.. لانستطيع إنكار مشاعر الفرحة المشعة في أعماقنا بقدوم شهر رمضان الكريم.

فرحة سيادية، تفرض سطوتها وتسيطر على وجداننا.. صغارا وكبارا، فقراء وأغنياء.. إلا أننا نجتمع، وعلى اختلافنا فيها جميعا نتوحد.

ورغم الشحة في حياة الفقراء، تكاد تكون مساحة الفرح متسعة أكبر من تلك التي تعم الأغنياء، لأن في هذا الشهر فقط قلوب الفقراء تشعر وتنعم بدفء التكافل والرحمة، لما تتلقاه من عناية ومساعدات، سواء مادية أم عينية من بعض التجار الأفاضل ومن بعض المؤسسات والمنظمات الإنسانية.. حتى إن بعض احتياجات هؤلاء الفقراء المرحلة من آن لآخر تنتظر الفرج، فيأتي خير رمضان ليحققها رغم بساطتها.

وقبل قدومه نتبادل عبارات التهاني والدعاء لبعضنا البعض، خصوصا تلك الجملة الجميلة «اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان».

ثم كلمات التهاني المتبادلة عبر اللقاءات أو تلك المرسلة عبر الأثير على لوحات وشاشات الهاتف الجوال أو شاشات التلفاز، والإذاعات المختلفة في أساليب تعبيراتها، ولكنها موحدة في غاياتها وأمانيها بقدوم الشهر الفضيل.

لرمضان نكهته الخاصة من نفحات روحية تجلو الصدأ، وتمسح الحزن من النفوس، وتشرح الصدور وتطهر القلوب من أدران الضغينة والقطيعة، فنجده محطة للتصالح والتصافح مع أنفسنا أولا ثم مع من اختلفنا معهم ذات يوم.

لياليه الجميلة المضيئة، وأماسيه العذبة المتميزة هي مصدر راحتنا.. منذ أول ليلة لقدومه تصدح المآذن الشامخة بالدعاء والصلاة، خاصة صلاة التراويح التي تتداعى لها القلوب من كل بيت، وتشرع الأبواب وتظل مفتوحة، والصغار في دخول وخروج، فرحة بقدومه، تردد أهازيج ترحيبه العطرة طوال الليل، فاللعب لهم مشروع.

ويتبادل الجيران التهاني، وكذلك الأهالي في كل مكان، ويرن الهاتف من الداخل والخارج، من الأحبة والأهل طوال الليالي ترحيبا وتهنئة بقدومه.

عسى أن نكون من عواده، وكل عام وكل الأحبة وكل الناس قاطبة بخير، ورمضان كريم، تعم فرحته وخيره الجميع.. ولاننسى الترحم على أحبتنا الذين رحلوا عنا ولم يروا هلاله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى