حاولنا أن نتفاهم، أياما وشهورا، بل سنوات

حاولنا أن نتخاطب في ود وصفاء

حاولنا.. حاولنا.. آلاف المرات

فرجعنا كالعادة أعداء

حاولنا أن نردم بئرا كانت تفصلنا، فسقطنا في البئر

لم ينقذنا اللغو، ولا الشيطان القابع في مخ الكلمات

وأكلنا الثمر المر، تدفقنا ندما، ورقصنا رقص الموت

مثل الأقزام السوداء، فرادى وجماعات

حاورنا من؟ من حاورنا؟

غاشية كانت تغشانا تسحبنا كالأشلاء

حاورنا من؟من حاورنا؟

ليسوا بشرا، تلك أفاعٍ تهرب من وجه النور

تتلظى حقدا، في قعر الحفرات

من يلبس ثعبانا ثوبا، وليّا وقداسة رسل، لايستغرب

أن يعصره وجع اللدغات

في هذا الزمن الحرباء

ما أقسى أن تعرف أن المقتول يفسره دور ذكاء

أن يستجدي من قاتله الطعنات

ثم يهنئه أن الطعنة قاتلة، يرسلها، آلاف الباقات

فالمبدأ أن تأكل أو تبقى مأكولا ترمي كل الورقات، واحدة تلو الأخرى، حتى تحرق ورقك

حتى آخر قطرات من عرقك

ستنال التصفيق البارد، والتصفيق الحار

ويجيء الدور على القنوات

صورا، أخبارا، تمجيدا، ومقالات

يابطل الدنيا، تصريحك ذهب، نفط، دولارات

إخلع نعليك هنا..

وغدا تخلع آخر سروال

فالدنيا صفقات

ثم تجهز يا مسكين

جهز عرضك.. أرضك..

جهز خلفك تغمره الصفعات

فحوار الأشباح تجلى، يبدأ من أول صفعة

أو ليس حوار حضارات؟!

من سار من وراء الأشباح دروبا موهومة

يغدو شبحا مثلهم..

لاتبكوه..

لاتبكوه..

لو..

قالوا..

مات..